رجعوا التلامذة - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رجعوا التلامذة

نشر فى : السبت 18 فبراير 2012 - 9:25 ص | آخر تحديث : السبت 18 فبراير 2012 - 9:25 ص

صباح السبت الماضى يوم الإعلان عن الاضراب العام الذى دعت له عدد من القوى الثورية وشباب الجامعات والنقابات المستقلة أخبرتنى صديقتى التى تشغل وظيفة مهمة بإحدى شركات البترول، أن العاملين بالشركة قرروا الذهاب إلى مقر عملهم فى هذا اليوم رغم أن يوم السبت إجازة، ولأنى أعلم جيدا أن الإنتاج فى الشركة شبه متعطل فقد استفزنى ما قالته فنصف العمالة بالشركة تقريبا كوضع مئات الشركات التابعة لوزارة البترول يجلسون خلف مكاتبهم بلا عمل فالأغلبية عمالة زائدة لبلابية نتيجة تاريخ طويل من الفساد المؤسسى فالتعيين فيها لم يكن يوما بمعيار الكفاءة ولكنه كان مقتصرا على المحاسيب وأبناء العاملين بنظام التوريث لذلك شعرت أن الذهاب للعمل فى هذا اليوم مسألة عبثية وتتم بتوجيهات عليا.

 

كانت محاولات التصدى لدعوة الاضراب ممنهجة لاستنفار القوى ضدها استخدمت فيها جميع وسائل الحشد والترهيب وكان مثيرا للدهشة تلك الحيوية التى دبت فجأة فى الكتل الصامتة التى يبدو أنها لم تؤثر فيها مآسى قتل الشباب الثورى فى شوارع محمد محمود، وقصر العينى ومحيط وزارة الداخلية وأخيرا فى استاد بورسعيد بشكل متعمد وتآمرى، هؤلاء الصامتون الذين لم تؤرقهم حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها البلاد منذ شهور شعروا بالخطر فقط لأن الاضراب سوف يفرمل عجلة الانتاج فى يوم هو فى الأصل بلا إنتاج حتى عمال المصانع الذين قرروا عدم المشاركة فى الاضراب وقيل إنهم رغبوا فى عمل ورديات إضافية 90% من ماكيناتهم متوقفة نتيجة عدم توافر الخامات وقطع الغيار اللازمة لتشغيلها، أى عبث هذا؟ حتى خطباء المنابر لم نراهم من قبل بهذا الحماس وهم يؤكدون حرمانية الإضراب وإقحام الدين فى تلك القضية بشكل يمس قدسيته لمنع استخدام وسيلة سلمية اكتسبت شرعيتها بالدم وهى فى النهاية ليست ببدعة فالإضراب العام حدث فى اليونان وإسرائيل فى نفس توقيته فى مصر كحق مشروع بغض النظر عن النجاح أو الفشل فى تلبية المطالب.

 

لقد كانت حملة وأد الاضراب منظمة إعلاميا وسياسيا، وللمرة الأولى تتفق الكنيسة والأزهر ودار الافتاء وحكومة الجنزورى وحزب الحرية والعدالة ورئيس المجلس الاستشارى والمجلس العسكرى الذى قرر فجأة بعد شهور من فوضى الشارع النزول لحماية المنشآت من القلة المنفلتة والثوار البلطجية كل هؤلاء حاربوا وتصدوا لمحاولة العصيان بجهد يحسدون عليه.

 

ورغم أن الدعوة للعصيان لم تكتمل إلا أن المحاولة حققت نجاحا ملحوظا فى جذب الحركة الطلابية نحوها واستعادة نشاطها ودورها المفتقد داخل الجامعة. صحيح أنهم شاركوا وما زالوا حريصين على استكمال أهداف الثورة من خلال تواجدهم بميادين مصر لكن ممارسة حقهم فى الاحتجاج داخل اسوار الجامعة وتمسكهم بالإضراب له مدلول آخر وهو «رجوع التلامذة للجد تانى».

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات