ماذا تعلمت الأحزاب الليبرالية فى المنيا؟ - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:45 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماذا تعلمت الأحزاب الليبرالية فى المنيا؟

نشر فى : السبت 18 يونيو 2011 - 8:29 ص | آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2011 - 8:29 ص
والإشارة هنا إلى الندوة التى أجريت أمس الأول بنادى المنيا الرياضى وشاركت بها أحزاب الغد والجبهة الديمقراطية والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والمصريين الأحرار ومصر الحرية والوعى المصرى. فقد كانت الندوة فرصة جيدة لاختبار حدود القبول الشعبى لأفكار الليبرالية فى السياسة والاقتصاد، وكذلك لتبيان أوجه التمايز بين أحزاب ترفع جميعها يافطة الليبرالية.

ندوة المنيا أوضحت لنا كليبراليين أن تبديد هواجس المواطنين بشأن التعارض بين مبادئ الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون، وهى مبادئ الليبرالية الرئيسية، وصحيح الدين ممكن. جميع ممثلى الأحزاب أكدوا على التزامهم بحريات شخصية لا تعنى الإباحية، وبحريات مدنية وسياسية أساسها المساواة الكاملة بين المواطنين لا تخالف المرجعية الدينية، وبسيادة قانون ترى فى الدستور المرجعية النهائية للبلاد وتريد منه ضمان الحريات والمساواة دون صناعة لتناقض بينه وبين الشرائع السماوية.

تعلمنا أيضا أن الحديث الإيجابى، وليس فقط الدفاعى، عن العمق الإنسانى لقيم الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص وترجمته سياسيا لبرامج سياسية تبنى الديمقراطية وتضمن الحق فى التعليم والرعاية الصحية والضمانات الاجتماعية لكل المواطنين وتكفل المساواة يمكن الأحزاب الليبرالية من عرض رؤاها بشكل أوضح على المواطنين. ما أن تمكنا فى المنيا من نقل الحوار مع الحضور إلى البرامج السياسية المحددة حتى توارت الأسئلة الحدية حول الليبرالية والدين.

كذلك استفاد الحضور وممثلو الأحزاب من تبيان أوجه الاختلاف فى المواقف السياسية. فاقتصاد السوق الحر هو مطلب جميع الليبراليين. إلا أن بعضنا يدعو إلى دور للدولة كمنظم للسوق، وإلى إجراءات للعدالة الاجتماعية كضمانات الرعاية الصحية العامة والتعليم المجانى وتطبيق نظام ضريبى تصاعدى واعتماد الحد الأدنى للأجور. والبعض الآخر لا يريد الدولة لا كمنظم للحياة الاقتصادية ولا كمشارك بها، ويقترح تنفيذ خطط قومية سريعة بمشاركة القطاع الخاص للقضاء على الأمية والعشوائيات والفقر.

وفيما خص الانتخابات البرلمانية القادمة، لا يمانع عدد من الأحزاب الليبرالية وبجانب التنسيق فيما بينهم فى الانفتاح على أحزاب ذات مرجعيات إسلامية شريطة الالتزام الواضح بالدولة المدنية والاتفاق الصريح على أهداف التنسيق انتخابيا وسياسيا. بينما تتبنى أحزاب أخرى قصر التنسيق الانتخابى فى سياق الليبراليين والنظر للعلاقة مع الإسلاميين على أنها علاقة تنافس انتخابى.

كانت أمسية رائعة فى المنيا، أزالت شيئا من الهواجس حول الليبرالية وأظهرت اختلافات بين الأفكار الليبرالية تستحق الرصد من قبل الناخبين.

 

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات