جنوب السودان وخيار التحالف مع إسرائيل - إلكسندر بلاى - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 6:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جنوب السودان وخيار التحالف مع إسرائيل

نشر فى : الإثنين 18 يوليه 2011 - 10:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 يوليه 2011 - 10:25 ص

 إن إعلان استقلال جنوب السودان هو بشرى مشجعة لكل أنصار السلام والاستقلال فى المنطقة العربية. فقد انتهى نضال أعوام طويلة بإعلان الاستقلال بموافقة دول العالم.

يبلغ عدد سكان جمهورية جنوب السودان 8.000.000 نسمة، وهى تملك مخزونا نفطيا كبيرا (الدولة الـ23 فى العالم من حيث ثروتها النفطية) يشكل نحو 90٪ من مداخيل السودان الموحد «سابقا» من العملة الصعبة. ولا يملك جنوب السودان منفذا على البحر، الأمر الذى يجعل تصديره للنفط مرتبطا بشمال السودان، وعلى الرغم من وجود اتفاق بين الدولتين على التقاسم المتساوى للعائدات النفطية، فإن شمال السودان يملك الوسائل العسكرية والاقتصادية التى تخوله فرض قسمة مختلفة. ولا يشكل جنوب السودان منافسا اقتصاديا أو عسكريا للسودان، الأمر الذى قد يدفع عمر البشير إلى استغلال الوضع كى يفرض على جاره الجديد شروطا صعبة.

يضاف إلى ذلك كله أن جنوب السودان محاط بدول أفريقية توتاليتارية لا تحترم بالضرورة الحدود وحقوق الإنسان، ومن الممكن أن تخوض مغامرة عسكرية ضد الدولة الجديدة.

يفرض هذا الوضع على جنوب السودان عقد تحالفات إقليمية تضمن له أمنه وتؤمن له منفذا على البحر لضمان انتقال النفط إلى الخارج. ويوجد احتمالان فقط لتحقيق ذلك، هما: إما التحالف مع أوغندا وتنزانيا، وإما الانضمام إلى الجامعة العربية كعضو جديد. ونظرا إلى استحالة الاحتمال الثانى لأن جنوب السودان ليس دولة عربية ولا دولة إسلامية، فالمطلوب هو سياسة خارجية أفريقية مدعومة من أطراف خارجية.

ونظرا إلى الماضى الاستعمارى البريطانى فى جنوب السودان، والتخوف الحالى من تخلى الولايات المتحدة عن حلفائها كما جرى مع الرئيس حسنى مبارك فى الشرق الأوسط، فإن أفضل دولة يمكن أن يتحالف معها جنوب السودان هى إسرائيل.

إن إقامة إسرائيل حلفا مع دولة مازالت فى بداية طريقها وبحاجة ماسة إلى المساعدة سيساعدها فى طمس الاتهامات الموجهة إليها بأنها دولة «فصل عنصرى». لقد أهملت إسرائيل منذ وقت نشاطها الاقتصادى والإنسانى فى أفريقيا الذى بدأته جولدمائير عندما كانت وزيرة خارجية إسرائيل «1965».

فى الماضى اعتمدت المساعى الإسرائيلية فى أفريقيا على قاسم مشترك هو التحرر من الاستعمار البريطانى والفرنسى، لكن فى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين يجب أن تستند هذه المساعى إلى كون إسرائيل دولة قادرة اقتصاديا وفى إمكانها تحسين موقعها فى أفريقيا من دول الحصول على مقابل مباشرة.

إن الاستثمار فى مساعدة شعب جديد ودولة جديدة هو استثمار صحيح على الصعيد الإنسانى، ومن شأنه أن يثمر نتائج سياسية عندما تدعو الحاجة. لقد تعهد وزير الخارجية بسياسة خارجية تغطى أفريقيا كلها، لكن هذه السياسة لم تتحقق إلا بصورة جزئية. لذا، من الضرورى أن يعين وزير الخارجية موظفا كبيرا برتبة نائب مدير عام يقود عودة إسرائيل إلى أفريقيا، على أن يشكل جنوب السودان بداية المساعى الإنسانية والسياسية لإسرائيل.

إلكسندر بلاى  أستاذ فى العلاقات الدولية ومدير مركز الأبحاث الشرق أوسطية فى جامعة أريئيل فى السامرة
التعليقات