(ولع لك شمعة) - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

(ولع لك شمعة)

نشر فى : السبت 18 أغسطس 2012 - 9:05 ص | آخر تحديث : السبت 18 أغسطس 2012 - 9:05 ص

بمجرد أن نظرت فى فاتورة الكهرباء لشهر أغسطس أصيبت بالصدمة وكأنها تعرضت لصاعقة حاولت التحقق. من الرقم المدون فى خانة قيمة الاستهلاك لعلها رأت صفرا زائدا لكن للأسف تأكدت من أن هناك صفرين أمام رقم 11 بما يعنى أن عليها أن تسدد للمحصل 1100 جنيه، ظلت لحظات تحدث نفسها وكأن أصابتها لوثة.. لماذا والكهرباء تنقطع يوميا لمدة ساعتين، وأحيانا فى أوقات حرجة مع تناول الإفطار، ولا يوجد سوى جهازين للتكييف بمنزلها لا يعملان فى وقت واحد لأن عداد الشقة لا يتحمل ذلك وأسرتها أسرة عاملة أى أنهم يقضون نصف اليوم خارج المنزل؟

 

سلوى التى تشغل مديرا عاما بإحدى الهيئات الحكومية لم تكن الوحيدة التى عبرت عن دهشتها وصدمتها من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء، فجاراتها وقريباتها لهن نفس الشكوى على عكس ما توقعن من أن تكون فاتورة رمضان أكثر رحمة بالبيوت المصرية وأقل استهلاكا لميزانية أسرهم خاصة بعد معاناتهم على مدى شهر الصيام الذى شهد ارتفاعا غير مسبوق فى درجات الحرارة زاد من وطأتها انقطاع التيار الكهربائى المتكرر الذى أفسد عليهم فرحة الصيام والإفطار خلال الشهر الكريم.

 

مشكلة الكهرباء أكبر فى الريف وحملة «مش دافعين» التى أطلقها النشطاء لإقناع الأهالى بعدم دفع الفواتير مستمرة، وتعمل بقوة وتجد صدى لدى الكثيرين، وفى بعض المحافظات قام شباب بعض الحركات السياسية بمسيرات بالشموع، حاملين لافتات «ولع لك شمعة»، ورغم أن البعض قد يرى أن الاستجابة للحملة والامتناع عن السداد يعد نوعا من بلطجة المواطنين على الحكومة لكن المسأله لا تحسب بهذا الشكل لأنه يجب أن يطرح السؤال المنطقى لماذا يدفع المستهلك مقابل خدمة ناقصة وفواتير تصدر بتقديرات جزافية لا تمت للاستهلاك الحقيقى بصلة؟ وللأسف مع سياسة لم تراعى أبسط مبادئ العدالة، وهى تطبق قرار تخفيف الأحمال فهناك أحياء راقية لا تنقطع عنها الكهرباء، بينما كثير من المناطق الشعبية والأحياء الفقيرة والقرى والنجوع عاشت طوال أيام الشهر الكريم فى ظلام دامس.

 

ورغم أن الفواتير الملتهبة سببت قلقا لكثير من الأسر فإن المأساة الأكبر فيما يتردد فى أروقة الحكومة من تطبيق مقترح وزير الكهرباء الجديد  باللجوء للترشيد التسعيرى بأن يحصل المواطن على 300 كيلو وات مدعمة بالشرائح العادية، وأن من يزيد استهلاكه عن ذلك يدفع قيمة التكلفة الحقيقة للكهرباء ليصبح سعر الكيلو وات 35 قرشا بدلا من 12.5 قرشا بزيادة تساوى ثلاثة أضعاف السعر الحالى تقريبا، والحقيقة أنا لا أعرف وفقا لأى معيار قدر دعم الـ300 كيلووات فقط باعتبار أن المواطن المصرى مازال يعيش فى زمن «القلل القناوى»، وعليه أن يستغنى عن الثلاجة والتليفزيون وحتى المروحة الغلبانة التى تقيه لهيب الصيف الحارق.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات