الذاكرة لا تموت - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الذاكرة لا تموت

نشر فى : السبت 19 فبراير 2011 - 9:27 ص | آخر تحديث : السبت 19 فبراير 2011 - 9:27 ص

 فى كل الدنيا، لكل مرحلة رجالها الذين ينتهى دورهم بزوال المرحلة، لكن أن يوجد رجال لكل الأزمنة والعصور فلا يوجد هذا الشكل الفاضح إلا فى النظام المصرى.

لم يعد فى مقدورنا بعد الآن أن نرى وجوها على شاكلة صفوت الشريف ومفيد شهاب وزكريا عزمى وغيرهم ممن أفسدوا الحياة السياسية بعد أن تقمصوا كل المراحل على مدار عقود وشاركتهم وجوه أخرى غيبها الموت مثل كمال الشاذلى.

رجال كل المراحل يراهنون على ضعف ذاكرة المصريين، متصورين أن المواقف والكلمات التى صدرت عنهم يصعب استدعاؤها وينسون أن هناك آليات عصرية مثل الإنترنت، واليوتيوب، والفيس بوك التى كانت وراء انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير وهدمت نظاما بأكمله اصبح بإمكانها تسجيل الزمن واستحضار المواقف الزائفة والمتناقضة لهؤلاء الناس وبإمكانها أن تجدد دماء الذاكرة وجعلها حية لا تموت ليظل عقل مصر واعيا دائما يمثل سيفا على رقبة المنافقين، لذلك لن تفلح دموع بعض الإعلاميين حين تشكو ظلم النظام السابق فى أن تقنعنا بالتعاطف مع تلك الدموع الزائفة ونسيان دعمهم ومبرراتهم الخائبة لحكم الفساد بشكل واضح حينا، واللعب على الحبال حينا آخر، وإمساك العصا من المنتصف، كانوا ولايزالون كالشبكة العنكبوتية فى جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هؤلاء كانوا يرتدون أقنعة لم يكن من الصعب أن نرى وجوههم الكريهة خلفها ونتذكر كم من أيام وسنوات شعرنا خلالها «بالقرف» حين كانت تطل علينا هذه «السحن» على الشاشات أو نستمع لأصواتهم المضللة من خلال منابر لم تكن تتوفر إلا لسواهم بينما الشرفاء أصحاب المواقف الثابتة توصد أمامهم كل الأبواب والنوافذ.

محاولات التحول المفاجىء من قبل هؤلاء لم تكن مقنعة سواء باستخدامهم خطابا مختلفا يرفض عهد الاستبداد والظلم الذى ساهموا فيه بنفاقهم للحاكم ولأصحاب القرار او باستضافتهم فى برامجهم للمعارضين الذين حرم عليهم الظهور طوال عصر بأكمله وحرم علينا أن نراهم فى تليفزيون الريادة الذى نموله نحن بأموالنا وليس بفلوس رجال أعمال استفادوا هم ايضا من تلك المرحلة

كيف يمكن أن نصدق أحدا ممن يهللون الآن للثورة فى برنامج التوك شو بالقناة الثانية والذى سبق له أن أرسل رسالة اطمئنان للنظام بأن ما حدث فى تونس لن يحدث فى مصر أو نصدق رئيس تحرير المجلة الأسبوعية الذى ظل يتاجر بفزاعة الإخوان حين يقول فى صحيفة مستقلة إن الثورة تنحنى لها الجباه كيف لنا أن نصدق أنهم أصبحوا بين ليلة وضحاها من المعارضين لنظام مبارك بعد أن تغنوا بإنجازاته ودافعوا عن جرائمه.

ما يؤلم حقا أن هؤلاء وبعد هذه الثورة. النقية الرائعة مازالوا على عهدهم يتصدرون الصفوف الأولى فى المشهد الحالى يريدون أن يكونوا أول من يقطف ثمارها وفى الحقيقة مجرد وجودهم هو اغتيال لبراءتها واستخفاف جديد بعقولنا.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات