شركة زيسكو للتهديد وللتهديف - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شركة زيسكو للتهديد وللتهديف

نشر فى : الأحد 19 يونيو 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الأحد 19 يونيو 2016 - 9:30 م
** كان شريف إكرامى شريكا فى المسئولية عن الهدف الأول لفريق زيسكو.. فالكرة التى سددت كان يمكن التصدى لها لأنه حارس مرمى الأهلى، وليس حارسا لفريق صغير. ولكن ما يستحق العتب حقا هو تلك الكرة العرضية التى مرت بين يدى شريف، وشكلت خطورة فائقة على مرماه. وهو عتب لأن هذا المشهد تكرر من قبل فى مباريات مختلفة.. لكن حارس الأهلى كان معه مجموعة من الشركاء فى «شركة زيسكو الزامبية للتهديف والتهديد»، والعناصر الأولى فى الشركة، هم لاعبو زيسكو بأدائهم، بجانب سبعة لاعبين ينتمون للأهلى وهم صبرى رحيل، أحمد حجازى، رامى ربيعة، أحمد فتحى، حسام غالى، حسام عاشور، صالح جمعة.

** تطورت اللعبة وهناك تداخل وترابط بين الواجبات الدفاعية للوسط مع خط الظهر.. وعندما لا يتحرك حائط الدفاع الأول نحو مقابلة هجوم الفريق المنافس يتعرض الخط الثانى فى الخلف إلى ضغط كبير، ويصعب من مهمته حين يكون المنافس أسرع وأكثر لياقة و«غير صائم».. فصالح جمعة مثلا يمشى أكثر مما يجرى، ويتوقف أكثر مما يتحرك.. فكيف لفريق أن يلعب ويجيد بينما هناك تسعة من لاعبيه على الأقل فى غير حالتهم الطبيعية؟.

** توجيه النقد فقط إلى دفاع الأهلى لا يتواءم مع تطور كرة القدم.. فكان غالى وعاشور وجمعة لا يقابلون لاعبى زيسكو وهم يبنون الهجمات، وقد تحسنت المقابلة فى نهاية الشوط الثانى، لكنه تحسن مصرى معتاد، بعد مغادرة القطار للمحطة.

** إن طريقة اللعب لا تعنى المرابطة فى المراكز. والتحول من الدفاع للهجوم يحتاج إلى سرعات وإلى تطوير. والأفكار التقليدية فى الكرة لم تعد صالحة، مثل لاعب وسط ارتكاز، وحين يكون الارتكاز من ثلاثة لاعبين يتحول الأمر إلى عكاز. إن مفهوم وواجبات ودور لاعب الوسط تغيرت. راقبوا إنيستا طاحونة المنتخب الإسبانى، فهو صانع الأهداف والمحرك الأول للفريق وللمهاجمين ويمارس ذلك من المقدمة وعلى حافة الصندوق، وبجواره يلعب صناع للأهداف آخرون.
فلاعب الوسط لم يعد مسئولا فقط عن استخلاص الكرة من الخصم. عليه أن ينتزعها ثم ينطلق بها ويمررها. ولم يعد من واجبات لاعب الوسط تمرير الكرة من منتصف ملعبه مكتفيا ببعض التمريرات، عليه أن يمارس التمرير من منتصف ملعب الخصم أيضا مضيفا زيادة عددية تشتت دفاعات الفريق الآخر وتربكه ولذلك نرى فرقنا غالبا ناقصة العدد فى المقدمة.. (وراقبوا أيضا عدد لاعبى ألمانيا فى الدفاع والهجوم).

** لماذا يظهر رمضان صبحى وكأنه سوبرمان الأهلى فى الوقت الحالى؟

لأنه ينتزع الكرة من منتصف الملعب ويجرى بها ويراوغ ويمرر ويصنع الأهداف، وهو بجانب ذلك، يمتلك مهارة السيطرة على الكرة وخداع المنافس. لكن هذا مجهود فائق يمكن أن يقل قليلا ويدخر بعضا من جهده بالمساندة من جانب الوسط أو الظهير الأيسر..ولا شك أن جون أنطوى كان موفقا فى تسجيل الهدفين، وهو فى تلك المباراة وفى هذا المستوى من كرة القدم صاحب مركز رأس حربة صريح. وهو مركز يظهر فى المساحات، وفى عقلية الفرق التى لا تقدر على التحول المستمر بأكبر قدر من اللاعبين بين الدفاع والهجوم.. وأحيانا عشاق اللعبة أن الكرة المصرية بعيدة، دون أن يروا بعمق لماذا هى بعيدة.
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.