ولا عزاء للنقاد - محمود قاسم - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ولا عزاء للنقاد

نشر فى : الجمعة 19 يوليه 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : الجمعة 19 يوليه 2024 - 7:00 م

هذا مقال يختلف قليلا، اعتدنا الكتابة عن الأفلام قديمها وحديثها، هذه الأفلام شاهدناها فى قاعات السينما الكبرى وفى الأنشطة السينمائية العديدة، مهرجانات، الأعياد، لجان التحكيم، وكان أقرب الأصدقاء لنا هم من عشاق السينما، نتبادل معهم الحديث حول جوانب الفيلم الفنية والتقنية، وكم جمعتنا نوادى السينما بالمدن، اكتسبت أنا شخصيا أعز صداقاتى من هذه الأماكن، وصنعنا لأنفسنا عالما خاصا، واتجه البعض منا للكتابة عن الأفلام، وترك الكثيرون وظائفهم كى تكون الأفلام هى الوظيفة المنشودة على طريقة: «أحبك فى السينما» فما أكثر الأفلام التى توجد فى هذه الجعبة، هناك الجديد والقديم، هناك الحنين واللهفة على الأفلام الحديثة، هناك الجوائز والمسابقات، هناك النجوم فى كل مجالات السينما، وقد ترك أغلب السينمائيين عالمهم الخاص كى يقترنوا بالسينما، على رجب كان مهندسا ويحيى الفخرانى كان طبيبا وقد تخرجت أنا فى كلية الزراعة التى لا أفهم فيها مثلما أفهم فى كل شىء يتعلق بالسينما والأفلام جميعها، «اللص والكلاب» مثلا أو «إسبارتاكوس» أو حتى جيمس بوند الوسيم الذى تحبه النساء وكافة أبطال الأفلام الذين صاروا أصدقاء مشاركين لنا كأنهم أحياء مثلنا، أعدادهم قليلة جدا، فليس كل من فى القاعة مثقفا سينمائيا، وليس كل من عمل فى الصفحات الفنية يفهمون فى النقد السينمائى، وليس كل من درس فى أكاديميات الفنون يعى ماذا يعنى النقد السينمائى أو المسرحى إلا من شاء الله له بذلك، لدرجة أن المفهوم تغير، فصار الإعلاميون ينادوننا بالناقد الفنى، يا لها من مهزلة! ولا أحد يراجعهم وكم فشلت فى إقناع الآخرين حول المعنى الخاطئ بهذا الأمر، السينما فن يحتاج إلى ناقد خاص به والمسرح أيضا والموسيقى، وهى فنون تحتاج إلى دراسة متعمقة ومتابعة لا تنتهى، بمعنى أن الناقد مهما شاهد فهناك مساحة كبيرة من الأفلام عليه أن يستكمل ثقافته برؤيتها، هذه الدائرة تنحصر بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، وقد خسرت على المستوى الشخصى كما خسرت السينما عددا من الأصدقاء الذين تركوا كل شىء من أجل الكتابة عن الأفلام، وتجويد كتابتهم، وظلوا فى حيرة أمام هذا المحيط الذى لا ينتهى، محيط الأفلام، فى شهر واحد فقط نعيت على صفحتى مجموعة من الأصدقاء كتبوا فى عشق الأفلام، كم تصادقنا وتجادلنا واتفقنا، واختلفنا فصاروا الأقرب لى حتى من بعض أهلى، رحل رشدى أبو الحسن المثقف الواعى العميق دون أن ينتبه أحد بعد رحلة عطاء طويلة فى مجلة صباح الخير ولا أعرف لماذا لا يفكر المسئول عن الكتاب الذهبى فى تجميع مقالات من هذا الكاتب الكبير لتقديمها إلى الناس كى نعرف إلى أى حد خسرنا قيمة لا مثيل لها، انتقل أيضا للعالم الآخر الناقد التونسى خميس خياطى، إنه تاريخ طويل فى الكتابة وإعداد المهرجانات والزيارات والكتابة بالعربية والفرنسية، هو وجه ممتد من رشدى أبو الحسن، كان ثالثهم هو نادر عدلى، الذى أحب هذا الفن وكتب له المقالات والكتب وكان موجودا فى أغلب الأنشطة لأكثر من ثلاثين عاما فى مطبوعات مؤسسة الاهرام، أما الرابع فهو عبد الغنى داوود الذى عشق السينما والمسرح بنفس وكان موجودا فى الفعاليات كاتبا ومحكما وامتد به العمر لا يعرف سوى المشاهدة والكتابة، ولم يحصّل فى حياته سوى تقديرات هامشية أبرزها الجائزة التقديرية من اتحاد الكتاب.
هؤلاء هم نماذج من أسماء كثيرة من بينهم يوسف شريف رزق الله وأحمد رأفت بهجت ورفيق الصبان وسمير فريد والقائمة طويلة..

التعليقات