لم يكن فوز المصرى على وادى دجلة مقياسا لقوته، فالفريق الصاعد للدورى الممتاز توالت هزائمه منذ حقق مفاجأة الأسبوع الأول بالفوز على المقاولون العرب.. لم يكن فوز المصرى على الفريق الذى يقع مقره قرب محمية وادى دجلة، مقياسا لقوته.. فدفاع دجلة بدا طوال المباراة أنه يدعو المصرى للتسجيل.. فسجل أربعة أهداف، إلا أن الفريق البورسعيدى لعب مباراة كبيرة وممتعة أمام الإنتاج الحربى وسجل هدفا واحدا (الكرة ليست أهدافا فقط ولكنه أداء قوى يؤدى إلى أهداف) قدم فيه عبدالسلام نجاح رقصة ناجحة، قد تكون موضة هذا العام فى المرواغة بما فيها من مهارة وسرعة بديهة.. جعلت الحركة بكاملها مثل طرفى المقص كلاهما يمضى فى اتجاه، فمدافع الإنتاج مضى فى اتجاه وذهب نجاح فى الاتجاه الآخر، وانتهى الموقف بمرور الكرة بين قدمى حارس الإنتاج، على الرغم من محاولته ضمهما مثل طرفى المقص؟!
المصرى أيضا لعب مباراة جيدة مع الأهلى وهى نقطة مهمة فى طريقه هذا الموسم.. وأرجو ألا أكون مبالغا، حيث نرى جميعا أن الفريق تقدم مستواه، ويلعب كرة جماعية وبنزعة هجومية، وهو ما يؤكد أن نجاح مختار مختار مع بتروجيت، كان حقيقيا وينسب الكثير منه لعقله ودوره كمدرب.. بجانب تعزيز قدرات الفريق بلاعبين من أصحاب المهارات والجائعين للنجومية، ويساندهم جمهور يتعامل مع كرة القدم على أنها متعته الأولى فى الحياة.
لكن علينا أن ننتظر ونرى نتيجة مواجهته للزمالك والإسماعيلى مبدئيا.. ثم نتابعه فى مبارياته الأخرى.. فهل يستمر على نفس الأداء.. نرجو ذلك، فمن مظاهر هذا الموسم الإيجابية أن القمة يحتلها المصرى الآن ومعه أربعة فرق ليس بينها الأهلى والزمالك والإسماعيلى، وهو من مؤشرات التغيير الذى يطرأ على خريطة الدورى على الرغم من بطء هذا التغيير، لكنها مصر على أى حال، التى تغير وتتغير بقدر سرعة جريان نهر النيل من منابعه حتى شاطئ البحر الأبيض المتوسط عند رشيد.. مع التذكير مرة أخرى بأنه فى حسابات المدربين تعد لقاءات الفرق الكبيرة حاسمة ومؤثرة.. والأهم من ذلك المباريات التى يلعبها الفريق على أرضه، فالخسارة فيها ممنوعة، إذا كان يرغب فى المنافسة.. وإذا كان حقا يعلن بقوة اليوم ويصيح: أنا المصرى.
تعقيبا على ظاهرة الماء العجيب الذى يلقى على لاعبينا فتختفى إصاباتهم الجسيمة فى لحظة بعد مشهد تمثيلى لخداع الحكم واستنفار الأنصار أو توسل الراحة.. يقول القارئ أشرف البدرى: «رأيت لاعبا يصطدم بلاعب ناحية رجله اليمنى وعند سقوطه أمسك برأسه من شدة الألم، فأسرع إليه طبيب الفريق المعالج ثم ينزل الطبيب المعالج ليرش الماء الساحر على رجله الشمال»؟!
الصبر يارب.