كل صوت يتبنى قضايا الحقوق والحريات فى مصر، هو صوت يدافع عن دولة عادلة تتماسك مؤسساتها بحكم القانون وعن مجتمع متقدم سماته المساواة والتسامح والسلم الأهلى.
كل صوت يواجه بسلمية صخب السلطوية الجديدة ولا يحول الخوف من «الغضب الرسمى» بينه وبين التعبير الحر عن الرأى ولا تمنعه القسوة النفسية والعقلية لوضعية «المطاريد» التى تفرض عليه مجتمعيا، هو صوت ينتصر للمواطن وللوطن ويرسم ملامح مستقبل أفضل لن تمنعه سلبيات وعثرات وأزمات الحاضر.
كل صوت ينبه إلى أن منظومة الحكم / السلطة مهما بلغت سيطرتها على مؤسسات وأجهزة الدولة ومهما وظفت من موارد وأدوات للهيمنة على المجتمع والمواطن تظل فى احتياج حقيقى لمجتمع يستمد فاعليته من منظماته المدنية وهيئاته الأهلية وقطاعه الخاص ولمواطن يستمد التزامه بالصالح العام من استقلاليته وحريته وأمنه وقدرته على ممارسة المبادرة الفردية دون خوف، هو صوت يحركه حب الوطن وتدفعه الرغبة المخلصة فى التمكين لدولة عادلة ومجتمع متقدم إلى أن يستدعى فى ذاكرة المصريات والمصريين الجمعية خبرة الإخفاقات الماضية للحكام حين مارسوا الاستعلاء على المجتمع ولم يروا فى الناس إلا كيانات ينبغى إخضاعها وفرض السلطة عليها قسرا / قهرا / عقابا / قمعا ويحذر من التداعيات السلبية لإعادة إنتاجها اليوم والشروخ التى تتهدد بها الدولة والمجتمع.
كل صوت يدعو إلى عدم إلقاء الأوراق والثقة فى الناس الذين لم يفقد الكثير منهم الاهتمام بالشأن العام ولم يسقط الأمل فى مستقبل أفضل وجهته سعادة المواطن ورفعة الوطن على الرغم من إرهاقهم فرديا وجماعيا بعد عقود طويلة من الظلم والفقر والجهل والاستعلاء على إرادتهم، هو صوت يؤمن أن عوامل الاستبداد والفساد والمظالم وغياب العدالة الاجتماعية وانتهاكات كرامة الناس قد أورثتهم شكوكا متراكمة / مشروعة ليس فقط فى الحكام والنخب وأصحاب المصالح بل فى كل من يدعى الحديث باسمهم وأن القضاء على هذه الشكوك مرهون بتحولات ديمقراطية تضمن المساواة المستندة إلى حكم القانون وتؤسس للشفافية المقاومة للفساد وتحمى الحقوق والحريات وتسمح بمشاركة مستقلة ومتنامية للمواطن فى الشأن العام على نحو يصل بأصوات «الجميع» إلى مؤسسات وأجهزة الدولة ويجعل منها جهات تساءل وتحاسب من الناس عبر أدوات القانون العادل والقضاء المستقل.
كل صوت يدرك أن المصريات والمصريين هم الطاقة الفعلية للأمل فى مستقبل أفضل وأن منظومة الحكم / السلطة لن تصنع الدولة العادلة والمجتمع المتقدم دون التوقف عن العصف بحقوق وحريات الناس وتمكينهم هم والمنظمات المدنية والهيئات الأهلية والقطاع الخاص من المبادرة الفردية والمشاركة المستقلة فى الشأن العام، هو صوت يستصرخ الضمائر أن تتيقن من أن الحق والحرية هما صناع العدل والتقدم ويخاطب العقول أن تفهم أن منظومات الحكم / السلطة مآلها الغياب حين تتراكم مظالم مؤسسات وأجهزة الدولة ويتلبس الخوف المجتمع ويهمش المواطن صاحب المبادرة الفردية ويقاوم نزوع ضميره هو إلى الصمت لابتغاء السلامة الشخصية وعقله إلى تلبس أفكار الإحباط والانسحاب إلى الصوامع بحثا عن شىء من التوازن النفسى والإنسانى.
فلتعذرونا إن صمتنا أحيانا، أو تلبسنا الإحباط وغازلت عقولنا أوهام الانسحاب والتراجع فى أحيان أخرى.
غدًا هامش جديد للديمقراطية فى مصر.