هل إسرائيل مهددة فى وجودها؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 8:35 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل إسرائيل مهددة فى وجودها؟

نشر فى : الجمعة 20 أكتوبر 2023 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 20 أكتوبر 2023 - 8:05 م
لا أحد يجادل فى أن إسرائيل قوة عسكرية كبرى، وهى الدولة النووية الوحيدة تقريبا فى المنطقة، وأمريكا والغرب يتعهدان دائما بضمان تفوقها العسكرى على كل دول المنطقة، ورغم كل ما سبق فإن مجمل السلوك الإسرائيلى منذ عملية «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الحالى وحتى هذه اللحظة يشير بوضوح إلى أنها مرعوبة للغاية وسمعنا تعبيرات غريبة من بعض مسئوليها تتحدث عن حرب تهدد وجودها ومحاولات أعدائها محوها من الوجود!
المؤشرات والعلامات والأدلة على الرعب الإسرائيلى كثيرة، وأهمها أن الولايات المتحدة حرصت فورا على إرسال حاملتى طائرات «فورد» و«أيزنهاور» إلى الشواطئ الإسرائيلية بعد ساعات من وقوع عملية «طوفان الأقصى» التى قتلت أكثر من ١٣٠٠ مستوطن وجندى إسرائيلى وأسرت ١٩٩ إسرائيليا على الأقل، وهو أكبر عدد ضحايا لإسرائيل فى يوم واحد على الإطلاق منذ حرب ٦ أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣.
وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن زار إسرائيل فى اليوم الثانى للعملية وقال إن بلاده ستزود إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة وذخائر. لكن الهدف الحقيقى من إرسال حاملتى الطائرات وكبار المسئولين هو محاولة ردع إيران وحزب الله من الانضمام للمعركة وفتح جبهة ثانية قد لا تتحملها.
إسرائيل تكرر كل لحظة أنها مستعدة وقادرة على شن الحرب فى أكثر من جبهة، لكن تصريحات كبار مسئوليها تقول أيضا إنها غير معنية بفتح جبهة ثانية مع حزب الله. وكما نعلم فإن ذلك لا يعود إلى الود الذى تكنّه إسرائيل لحزب الله!!! بقدر الخشية من تشتت قواتها فى جبهتين مهمتين.
الرئيس الأمريكى بايدن يكرر تقريبا كل يوم تحذيره من انضمام أى طرف جديد للحرب والمقصود إيران وحزب الله بالأساس.
وخلافا لحاملتى الطائرات الأمريكيتين فقد تواصلت المساعدات الأمريكية، ومنها طائرة هبطت فى قاعدة نفاتيم العسكرية حاملة الأسلحة والعتاد.
ومن المؤشرات المهمة أيضا ما نقلته فضائية «سى إن إن» بأن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أمر بنشر ٢٠٠٠ جندى أمريكى فى إسرائيل لتقديم المساعدة المختلفة لتل أبيب.
بريطانيا أيضا أعلنت استعدادها لإرسال حاملة طائرات وكل ما تحتاجه إسرائيل فى حربها ضد المقاومة، ورأينا العديد من المسئولين البريطانيين يزورون إسرائيل ومنهم وزير الخارجية ثم لحقه رئيس الوزراء ريشى سوناك وقبلهم المستشار الألمانى أولاف شولتز.
ماذا يعنى كل ما سبق؟
هو يعنى بالأساس أنه ورغم كل ما لدى إسرائيل من قوة باطشة ونوعية مقارنة ببقية دول المنطقة، لكن ذلك لم يمنعها من الشعور بالخوف الوجودى، ولذلك فإن البعض سأل ساخرا: إذا كان الأمر كذلك، فماذا لو قرر العرب التوحد فعلا، ليس لقطع العلاقات مع إسرائيل وإعلان الحرب عليها، ولكن لإقناعها بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام عادل، ينهى هذا الصراع المستمر منذ عام ١٩٤٨؟!
الدروس التى كشفتها عملية «طوفان الأقصى» كثيرة، ومنها أن العملية النوعية التى نفذتها المقاومة أصابت إسرائيل بالزلزال وجعلتها تعيش فى رعب وتتحدث عن محاولات أعدائها إزالتها من الوجود، وهو نفس الشعور الذى وصل إلى أمريكا وبريطانيا والغرب وجعلهم يسارعون إلى إرسال حاملات الطائرات والأسلحة والمعدات والمعلومات الاستخباراتية والأموال وكل ما تريده وتطلبه إسرائيل.
من يتابع بدقة الموقف الإسرائيلى والأمريكى يكتشف بسهولة الإحساس الحقيقى بالخوف والهلع والرعب من انفتاح الجبهة اللبنانية خصوصا مع التلميحات الإيرانية المتتالية بأنه لا يمكن ترك غزة لهذا الاستهداف المنهجى وأنه قد يتم فتح جبهات جديدة.
مرة أخرى تمتلك إسرائيل قوة نيرانية هائلة وأسلحة غاية فى الفتك، ولديها قدرة كبيرة على التدمير، لكنها ما تزال تخشى الحرب البرية فى ظل وجود مقاتلين مجهزين للعمليات الانتحارية، وبالتالى فهى تخشى سقوط ضحايا كثيرين فى صفوفها أولا، وخسارة ورقة الأسرى بالكامل ثانيا.
عملية «طوفان الأقصى» تسببت فى تدمير أكثر من هائل فى غزة، لكنها كشفت أن إسرائيل ليست بالقوة الكلية التى كنا نتصورها، وأنها من دون أمريكا والغرب يمكن هزيمتها فعليا.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي