** كان الأسبوع الأخير من الدورى الإنجليزى مثيرا، وممتعا، ويشهد قمة التنافسية؛ حيث يتحدد البطل فى سباق مانشستر سيتى وأرسنال فى آخر مباراة. وبالنسبة للمستوى الفنى ودرجات التنافسية العالية، وقوة المباريات، وفلسفة الدورى نفسه، وأيضا بالنسبة لإعلان حسابات الأرباح والخسائر، وقيمة الجوائز التى تمنح لكل الأندية وفقا للترتيب. بالنسبة لكل هذا ولغيره، لا أحد يطالب بأن نكون مثل الإنجليز فيما يمارسون من كرة قدم أو من صناعة جعلت المسابقة هى الأشهر والأقوى وأكبر صالة عرض للاعبين والمدربين ولكرة القدم.. لا أحد يطالب بأن تكون كرتنا مثل كرتهم، وقد كانت نهاية الدورى الإنجليزى منظمة، وعاطفية، لاسيما فى علاقات اللاعبين بمدربيهم، وفى علاقات المدربين ببعضهم. وفى علاقات لاعبى الفرق ببعضهم، وفى المؤتمرات الصحفية الأخيرة فى الموسم، وفى احترام المدربين للصحفيين، وفى صداقة الصحفيين بالمدربين.. وقد كان بعض هذا والقليل منه موجودا فى كرتنا والكثير وكل هذا تبخر من كرتنا؟!
** ما نستطيعه هو إعلاء قيم الرياضة، والروح الرياضية، واحترام المنافس، وأن يتمنى الجميع منافسة قوية حتى الأسبوع الأخير بين الأندية وأن نرى أبطالا جدد. والواقع أن ذلك يبدو المستحيل؛ حيث يصارع ويسابق كل نادٍ وكل جمهور الزمن من أندية وفرق القمة من أجل الفوز بالدورى قبل نهايته بعشرة أسابيع، مع رفع درجة التحفيل والمعايرة على المنافسين.
** لقد كانت المؤتمرات الصحفية للمدربين فى الدورى الإنجليزى، درسا فى الأخلاق الرياضية وفى الثقافة وفى الروح الرياضية وفى الاحترام، وفى التواضع.. وهذا يسرى على المنتصر وعلى المنكسر، وعلى الراحلين وعلى المستمرين وعلى القادمين. وانظروا ماذا قال يورجن كلوب عن يومه الأخير مع ليفربول: «سيبقى النادى فى قلبى. ويظن الجمهور أننى عائد مرة أخرى. ربما هذا هو شعور الحب والإدمان العاطفى. لقد كانت رحلة عظيمة مدتها 8 سنوات. عرفنا فيها انتصارات وانكسارات. وتعلمنا أشياء جميلة. وحققنا أشياء جميلة. وأشعر بالسعادة لأن البيت لن يحترق لرحيلى».
** وهو تعبير بلاغى. يقصد به أن ليفربول لن ينهار، وسوف يستمر. وأضاف كلوب: «ما حدث فى آنفيلد غير طبيعى. كنت أدرك أننى وجمهور ليفربول بيننا علاقة خاصة ومميزة. أحب هذا. وهذا الجمهور يميز ليفربول أيضا. الأطفال الذين كانوا فى الاستاد لا يعرفون غير يورجن كلوب مدربا لليفربول. وهم يعتقدون أنى دائما هنا ودائما هناك ومستمر. والآن أنا غير مستمر. إن ما شعرت به فى اليوم الأخير لى هو أننى كأنى أبدأ ولست أقف على خط النهاية. كان وداعا لى وللفريق. أحبكم جميعا. أحب كل شىء يتعلق بالنادى. ولكنه وقت الرحيل بالنسبة لى. وربما أعود ومنذ انتهاء مباراتنا الأخيرة أصبحت مشجعا لفريق ليفربول وأنا أحب هذا».
** وبعد الفوز باللقب السادس خلال سبع سنوات، وفى مؤتمره الصحفى تحدث بيب جوارديولا عن يورجن كلوب وقال: «سوف أفتقده. يورجن كلوب جزء مهم فى حياتى. صعد بى كمدرب إلى مستوى أعلى. كلانا يحترم الآخر. وأشعر أنه سوف يعود. وأشكره على كلمة إشادة وجهها لشخصى، لقد ساعدنى يورجن، ساعدنى هو وليفربول. وهو منافس رئيسى فى حياتى كمدرب. وفى أوقات كثيرة وفى مباريات كثيرة كنت أجد صعوبة بالغة فى وضع خطط مواجهته».
** الدموع كادت تفلت من عيون المدرب الإسبانى وهو يتحدث عن يورجن كلوب. المدرب الألمانى تحدث عن جوارديولا وقال: الفوز بالدورى 6 مرات منها 4 مرات على التوالى خلال سبع سنوات. هذا أمر لا يمكن أن يحققه سوى جوارديولا. إنه أفضل مدرب فى العالم»
** الطريف هو مشاهد المداعبات بين المدربين فى المؤتمر الصحفى، فبعد أن أنهى جوارديولا مؤتمره قال كأنه يتساءل: «كلوب هنا.. كلوب هنا» وفى تلك الحظة دخل يورجن كلوب غرفة المؤتمرات الصحفية وأزاح جوارديولا مازحا، وقال: الآن سوف يأتى مورينيو ويدفعنى خارج الغرفة.. وفى النهاية التقط صورة تذكارية للصحفيين»!.
** أرجو ألا يبقى كل هذا من أحلام الطفولة.. وقد كان وما زال: انظروا إليهم «روح رياضية، احترام، تواضع، منافسة شريفة، حب للمنافسة، تقدير البطل. تقدير محاولة المهزوم. ثقافة. كمان خفة ظل».. «مش قلش مع سبق الإصرار والترصد»!.