إذاعة محرم فؤاد.. الأغاني سابقا - سيد محمود - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 1:37 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إذاعة محرم فؤاد.. الأغاني سابقا

نشر فى : الثلاثاء 22 فبراير 2022 - 8:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 22 فبراير 2022 - 8:55 م

منذ تأسيسها قبل عدة سنوات حظيت إذاعة الأغانى باهتمام قطاع واسع من الناس، لأنها كانت تمثل مهربا آمنا من جميع أشكال الصخب المحيطة بنا.

 وساهم دخولها إلى العصر الرقمى وإتاحتها عبر الانترنت وموجات (أف أم) فى زيادة حجم هذا الاهتمام، وظهر جمهور جديد سلم «ودنه» لهذه الإذاعة راضيا مرضيا، آملا فى استعمال ذكى للأرشيف المهول الذى تمتلكه الإذاعة المصرية، ومطمئنا لوجود معايير واضحة فى طريقة برمجة الأغانى أو اختيار أصوات مذيعى الربط والتنفيذ فى البرامج القليلة التى يتم بثها.

ومن يتابع مثلى هذه الإذاعة باهتمام سيعرف حجم التراجع الذى أصابها وأوصل جمهورها إلى محطة اليأس من أى إصلاح متوقع، فخلال الخمس سنوات الأخيرة تفاقمت فيها ظاهرة «محرم فؤاد» وتحول من «مطرب» إلى «محتل» بعد أن هيمن تماما على أغلب توقيتات البث. 

 وقبل نحو عامين كتبت هنا مشيرا إلى بدايات هذه الهيمنة وطمأننى البعض إلى أن وجود الشاعر ناصر رشوان كمدير جديد لهذه الإذاعة قد يساهم فى تخفيف «حمى» محرم فؤاد، لكن ما جرى على العكس تماما حيث زاد وجود «محرم» ربما بالتزامن مع التغيرات المناخية التى ساهمت فى زيادة برودة الطقس ودخولنا لعصر «الصقيع». 

وعلى سبيل الهزار وربما إيمانا بأشكال الرقابة الشعبية شكلت ومعى مجموعة من الأصدقاء أولهم الصديق محمد بصل مدير تحرير هذه الصحيفة مرصدا شعبيا عبر «فيس بوك» لتتبع حضور صوت «محرم» عبر موجات الإذاعة بهدف قياس مختلف صور الهيمنة واقتصرت ملاحظات الأصدقاء والمتابعين فى البداية على مجموعة من التعبيرات الكوميدية التى تخص المطرب الراحل وما أشيع عن زيجاته المتعددة ورأى البعض أن اهتمامنا بسيرته هو «غيرة» من فتوحاته العظيمة ونشاطه العاطفى فى البر والبحر. 

 وساعد اهتمام الأصدقاء بمتابعة الإذاعة فى الوصول إلى نتيجة واضحة وهى أن إذاعة الأغانى لديها خطة واضحة لإعادة كتابة تاريخ الغناء العربى بهدف إقناعنا أن محرم هو الصوت الأول الذى يبدأ عنده الغناء وينتهى، لذلك هو أهم عندها من محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى وعبدالحليم حافظ وربما أم كلثوم فهؤلاء غلابة يحظون بتوقيتات ومواعيد محددة، أما محرم فؤاد فهو صاحب «بيت» يأتى فى الموعد الذى يناسبه وعلى المتضرر اغلاق المحطة.

وبطبيعة الحال لا أملك أنا أو غيرى ضغينة من أى نوع ضد هذا الصوت الجميل الذى كنت أحبه بالمناسبة وأحب الكثير من أغنياته قبل أن تقرر إذاعة الأغانى فرضه وعلى رأى صديقنا المطرب محمد منير «كل المفروض مرفوض».

 وعلى الرغم من محاولات مقاومة هذا الاحتلال ورفضه إلا أننا لم نفلح تماما وقررت الإذاعة معاقبتنا بصور أخرى من العقاب منها مثلا توقف بث حفلات أم كلثوم لعدة دقائق فى العديد من الحفلات فضلا عن وجود عيوب فى الصوت قد تدفع مذيع الربط للاعتذار أحيانا أما طريقة أداء بعض مذيعى البرامج فحدث ولا حرج. 

إلى جانب ذلك هناك شىء من الإصرار على عدم تغيير واستبدال الأغانى التى تتكرر بشكل فج وواضح، فعبدالحليم حافظ يغنى فى ساعات الصباح الأولى نفس الاغنية وبالمثل تفعل شادية وفايزة أحمد على امتداد اليوم، أما أسمهان فهى مسكينة لا تجد لها أى حضور مثلها مثل فتحية أحمد وابراهيم حمودة وهدى سلطان وكارم محمود وحورية حسن وسعاد مكاوى وسعاد محمد وكل هذه الأصوات وغيرها محرومة من رضا «إذاعة الأغانى» التى قررت أن تكون اذاعة محرم فؤاد.