هذا الغضب الذى نشهده فى ساحة الكرة المصرية من جانب أنصار الزمالك له خلفيات قديمة، رسخت الشعور بغياب العدل، وقد قال لى أحد مشجعى الفريق: هل كان اتحاد الكرة ينتظر دعوتك للتحقيق فى ملابسات أزمة مباراة الزمالك والشرطة.. هل كان رئيس لجنة المسابقات ينتظر منك أن تخبره بأهمية النظر فى الأمر باعتبارها أزمة كبيرة تستوجب الخروج من دائرة الأوراق الصماء؟!
كان معه حق. وهذا الحق رسخ هذا الشعور بالظلم عند أنصار الزمالك، فالعدالة يجب أن تكون حاسمة وثاقبة وسريعة وبعيدة عن المواءمات والصفقات، إلا أن المطالبة بمعاقبة بركات على أمر لم يفعله، هى مبالغة. ومنذ فترة طويلة أناشد إدارات الأندية التدخل للحد من الغضب ومن التعصب لكن هذه القيادات تمارس اليوم التحريض على المخالفة.
وأذكر أنه خرجت من الزمالك تصريحات (بعضها مازال ينشر) بأن النادى لا دخل له بقصة بركات ولا يجب أن يتدخل أو يمارس المهاترات لأن الزمالك أكبر من أن يطالب بمعاقبة لاعب. وكان النادى ألقى بالكرة فى ملعب لجنة الانضباط باعتبارها هيئة المحكمة. وعندما أصدرت اللجنة حكمها الذى لم يأت على هوى أنصار الزمالك تعالت الأصوات التى تعلن رفضها للحكم وللمحكمة.. وخرجت تصريحات من النادى نفسه تطالب برقبة بركات.. «هى دى مصر»؟!
ــ فى المقابل كان خطأ جسيما أن يتعرض حسام حسن للسباب من جمهور الأهلى الحاضر للقمة، وكان رد مدرب الزمالك انفعاليا ومبالغا حين أمسك بقميص الزمالك فى مواجهة جماهير الأهلى. ومن الطبيعى أن يمسك مدرب الزمالك بقميص ناديه ويقبله فى الأحوال العادية. لكن فى هذا الموقف كان تصرف حسام حسن مبالغا فيه، إلا أن الخطوة الأولى فى الخطأ تحسب على الذين هاجموا حسام حسن لمجرد أنه نقل الزمالك إلى مرحلة جديدة من المستوى ومن درجات المنافسة.
أعلم أن كثير من عشاق الأهلى يحبون حسام حسن، وعلى مدرب الزمالك بدوره السيطرة على انفعالاته وتصريحاته، ففى النهاية سيأتى اليوم الذى يصفق فيه له جمهور الأهلى على نجاحه مع الزمالك.. ولعلى أحلم؟!
ــ طوال حياتى المهنية لا ألتفت إلى تلك المعارك التى تدور فى مجالس إدارات الأندية. فهى حروب بالمواد، المادة 45، والمادة 43، والمادة 42. وهناك طعون فى قرارات، وطعون فى أحكام، وطعون فى الظهر.. ومن النادر أن أجد مجلس إدارة ناد لا يشكو من حرب أو من خلاف. وبعض تلك الخلافات يطول سنة وسنتين وبعضه يطول بعمر المجلس، فلا المختلف يوافق، ولا الموافق يقتنع برأى المختلف. وتمضى المعركة حامية الوطيس، وتشهد كل أنواع التراشقات المسيئة والمشوهة.. بذمتكم هل رأيتم شيئا من هذا فى العالم الآخر؟ هل هذه رياضة؟ هل الأندية تكايا لأشخاص؟ أين الجمعيات العمومية أعلى سلطة؟
مادامت الجمعيات العمومية غائبة، فإنها تستحق ما هى فيه؟!