• فى نظرنا، تشكل إيران نووية خطرا دائما علينا، ولا سيما بعد اتفاق الإطار الذى وقعته معها الولايات المتحدة والدول الأربع الدائمة العضوية فى مجلس الأمن وألمانيا، والذى يمنحها شرعية لمواصلة الاحتفاظ ببنية نووية واسعة، ويقلص إلى حد كبير الفترة التى تحتاج اليها لإنتاج سلاح نووى.
• لكن ليس هذا هو الخطر الكبير الوحيد المحدق بإسرائيل، فهناك 100 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية يملكها حزب الله فى لبنان، وجميعها موجهة نحو إسرائيل، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ التى لدى «حماس» فى غزة. وكل هذا يعرض سكان إسرائيل إلى الخطر. لكن السؤال هو: ما هو الخطر الأكبر؟
• يمكننا تقدير خطورة التهديد من خلال محاولة تقدير التوقعات المحتملة لأى هجوم والضرر الذى سيوقعه كل سيناريو، سواء فيما يتعلق باستخدام سلاح نووى إيرانى أو هجوم صاروخى من جانب حزب الله. لا توجد طريقة لتحديد الاحتمالات الموضوعية لهذه الأحداث، لكن يمكننا أن نطرح بضعة تقديرات.
• حصول الإيرانيين على سلاح نووى سيكون له تأثير جيوسياسى سلبى على الشرق الأوسط، لكن احتمال استخدام هذا السلاح ضئيل. ومع ذلك، فإن الضرر المادى المتوقع إذا استخدم هو من حيث المبدأ لا حصر له.
• فى المقابل، فإن احتمال أن يُطلق حزب الله مخزونه الصاروخى نحو إسرائيل كبير. أما النظرية التى تقول إن إسرائيل قادرة على ردعه عن القيام بمثل هذه الخطوة، فلا تقوم على أساس صلب. إن حسابا يوازن بين احتمال وقوع مثل هذا الهجوم والضرر المتوقع منه، يؤدى إلى خلاصة يجب أن تثير قلقنا.
• وفى الوقت الذى شغل البرنامج النووى الإيرانى قيادتنا المدنية والعسكرية فى السنوات الأخيرة وبُذلت الجهود لعرقلته، كان رد إسرائيل على خطر صواريخ حزب الله(باستثناء خطة الدفاع المدنى التى وضعتها قيادة الجبهة الخلفية وتطوير منظومة «القبة الحديدية»)، كان محدودا واقتصر على نظرية ردع غير موثوقة. كما ضاعت الفرصة للقضاء على قدرة «حماس» على إطلاق الصواريخ
من غزة خلال عملية «الجرف الصامد».
• سنة بعد سنة ازداد خطر الصواريخ والقذائف الصاروخية التى لدى حزب الله من ناحية العدد والمدى والدقة. وعلى الرغم من المساعى التى بذلت طوال السنوات الأخيرة لكبح شحنات السلاح من إيران وسوريا إلى حزب الله، فقد ازدادت قدرة الحزب على التسبب بضرر خطير للسكان وللبنية التحتية المدنية والعسكرية فى إسرائيل. ويجب أن يكون واضحا أن الأمل بأن تستطيع إسرائيل
ردع حزب الله عن استخدام هذه القدرة، لا يمكن اعتبارها بمثابة استراتيجية
ملائمة.
• لقد ازداد الخطر الذى يتعرض له السكان المدنيون مع السنوات. فى البداية كان هناك خطر الصواريخ القصيرة المدى على مستوطنات الشمال، وكان الرد الشامل حرب سلامة الجليل «سنة 1982» وإقامة الحزام الأمنى فى جنوب لبنان الذى أخرج الحدود الشمالية من مرمى الصواريخ. بعده جاء انسحاب الجيش الإسرائيلى وقابله ازدياد قوة حزب الله واتساع مدى الصواريخ التى
لديه، وشيئا فشيئا توسع حجم الخطر وأصبح يشمل إسرائيل كلها. وقد فشلت نظرية الردع فى حرب لبنان الثانية وكذلك ضد «حماس» فى غزة.
• إن العامل الأول والضرورى فى استراتيجية ناجعة للدفاع عن السكان المدنيين فى وجه خطر الصواريخ، يجب أن يستند إلى قدرة الجيش الإسرائيلى على تحييد مخزون حزب الله«الصاروخي» خلال 24 إلى 48 ساعة على الأكثر. إن مثل هذه الخطوة ستمنح إسرائيل بضعة خيارات للتخلص من هذا الخطر.
موشيه أرينز
وزير وعضو كنيست سابق عن حزب الليكود
هاآرتس ــ نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية