يعنى إيه ثورة؟ - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يعنى إيه ثورة؟

نشر فى : السبت 23 يوليه 2011 - 9:06 ص | آخر تحديث : السبت 23 يوليه 2011 - 9:06 ص
لم يتصدروا المشهد السياسى يوما ولم يظهروا على الفضائيات لنتعرف على أسمائهم أو ملامحهم رغم أنهم خرجوا من رحم ثورة 25 يناير، لكنهم فضلوا العمل فى هدوء وصمت هدفهم خدمة المواطن وحمايته.

شباب اللجان الشعبية يشبهون ملايين الورود، التى فتحت فى جناين مصر مع انطلاق الثورة، لكنهم آثروا أن يعملوا فى الصفوف الخلفية يحمون الثورة بطريقتهم لا يحملون أى انتماءات سياسية سوى حب الوطن والايمان بشرعية الثورة، وتطورت أهدافهم فبعد أن كانوا يجوبون الشوارع والأزقة وقت حظر التجوال ومع الانفلات الأمنى المخيف يحملون عصيانهم دفاعا عنا، وكنا نشعر بتجمعاتهم ليلا فى عز البرد لننام ملء جفوننا مطمئنين وقت الخطر، وبعد أن كانوا ولا يزالون يحمون ميدان التحرير وميادين مصر من اختراقها بالبلطجية والفلول، وقد وقفوا كحائط صد للثورة المضادة،
الآن رأينا لهم وجها آخر ودورا جديدا بعيدا عن ميادين الاعتصامات والمظاهرات، والحقيقة أن هذا الدور لا يقل أهمية عما قاموا به من قبل بل قد يزيد، وهو الرقابة على الأسواق وحماية المستهلك من الاستغلال، هم كتيبة مكونة من 21 ألف شاب يعملون كخلية نحل بروح تطوعية تثير الإعجاب ينتشرون فى جميع قرى ومحافظات مصر ينظمون حملات للرقابة على المخابز خوفا من تسرب الدقيق المدعم إلى غير مستحقيه يراقبون وزن الرغيف ومدى جودته، بينما آخرون مهمتهم حماية السيارات، التى تنقل أنابيب الغاز حتى تصل إلى الأحياء ومتابعة توزيعها لتصل للمستهلك بالسعر المدعم.

اللجان الشعبية وزارة قائمة بذاتها هدفها حماية المستهلك من الاستغلال فى ظل سوق الفوضى فيه السمة السائدة، وهو ما يدفعهم إلى تنظيم أسواق لمحاربة الغلاء بالتنسيق مع الغرف التجارية ووزارة التضامن يشترون الخضراوات والفاكهة من سوق العبور بسعر الجملة، ويبيعونها بسعر التكلفة تيسيرا على الفقراء يضعون خططا شعبية لمكافحة الغلاء، ويعدون قوائم سوداء بأسماء التجار المستغلين لتجريسهم.

هم شباب بدرجة وزراء يجمعهم هيكل تنظيمى على رأسه منسق عام يشرف على جميع منسقى المحافظات ولديهم غرفة عمليات لإدارة أنشطتهم لم يكتفوا بحماية السوق الداخلية، ولكن خرجوا إلى شمال سيناء تلك المحافظة المنسية أو التى كان نسيانها أمرا متعمدا من قبل النظام السابق اتفقو مع البدو على أن يزرع شباب الخريجين أراضيهم لتعمير سيناء يحاولون أن يفعلوا ما لم تفعله الحكومات، فالمشروعات كبيرة والأحلام أكبر تليق بشباب ناهض.

حين ترى حمدى الفقى منسقها العام ذلك الشاب اليافع الواثق من نفسه وحين تسمعه يقول: لا ننتمى لأى من الائتلافات ولم نخرج من التحرير، ولكن ننتمى لمصر ذلك يشعرك بالاطمئنان على مستقبل البلد.

لم ينتبه لهؤلاء سوى الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن، الذى وقع معهم بروتوكولا للتعاون أراد الاستعانة بالقوى الشعبية فى ضبط السوق بعد أن خذلته البيروقراطية العفنة والأجهزة الرسمية التى لم تدرك حتى الآن «يعنى إيه ثورة».
ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات