الإعلام حاضر دائمًا - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:09 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإعلام حاضر دائمًا

نشر فى : الثلاثاء 23 أغسطس 2022 - 7:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 23 أغسطس 2022 - 7:40 م
يوضع الإعلام دائما فى قفص الاتهام، فهو فى نظر المنتقدين المسئول عن تشويه وعى الناس، فى الوقت الذى يدافع فيه الإعلاميون عن أنفسهم، بالحديث عن تشوه المجتمع، وتحول الإعلام إلى مهنة من لا مهنة له، وظهور تشكيلات نقابية وهمية أو غير حقيقية تزاحم التكوين النقابى الحقيقى فى مجال الإعلام.
فرض هذا النقاش نفسه فى إحدى جلسات الحوار فى مؤتمر التسامح ومواجهة العنف: من المبدأ إلى التطبيق، الذى نظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
فى تقديرى أن وظيفة الإعلامى اهتزت فى ظل صعود السوشيال ميديا وظهور عدد كبير من منتجى الخطابات الإعلامية ليسوا من الإعلاميين، هؤلاء وجدوا فى عالم أون لاين مساحة للتعبير عن الذات، والتوسع فى العلاقات الاجتماعية، وتكوين صورة عن الآخر، قد يكون فيها تشوه أو اضطراب.
يبدو أن إحدى المهام المطلوبة من الإعلام هى تشكيل الوعى الاجتماعى، رغم أنه نفسه يحتاج إلى وعى حتى يدرك القضايا الحقيقية، حيث لا يزال الإعلام التنموى غائبا، والذى يسلط الضوء على مبادرات التنمية التى توسع فرص حياة الناس، وترسى شبكة أمان اجتماعى، وتدير إيجابيا التنوع على أرض الواقع.
أيضا من الضرورى أن يقوم الإعلام بدور إيجابى فى صد دعاوى الكراهية، ونبذ العنف، وترويج المفاهيم الخاطئة عن المرأة، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تكوين مستنير للإعلاميين أنفسهم، والرد الحاسم على أحاديث التحيز، وإطلاق مبادرات جديدة ودائمة على الفضاء الإلكترونى تنشط ذاكرة التسامح والتنمية ومواجهة الكراهية.
ما بين الوعى الحقيقى والوعى الكاذب تنشط مساحة عريضة من وسائل الإعلام، خاصة على الفضاء الرقمى، وتصبح مهمة المواطن المتلقى ثقيلة وهى ممارسة التفكير النقدى، فى ظل نظام تعليمى، وخطابات دينية، وتراث مجتمعى يشجع على التلقين، والتفكير داخل الصندوق، وليس خارجه.
نقاشات مهمة سادت أروقة المؤتمر، والذى دار حول عناوين أساسية هى الخطاب الدينى، الإعلام، الشباب، التسامح، ومواجهة العنف، وبناء الشخصية، وشارك فيه عدد كبير من النخبة المصرية، من بينهم الدكتور مختار جمعة، د. أندريه زكى، د. أحمد زايد، د. سعيد المصرى، ود. محمود مسلم، ود. حنان يوسف، والكاتب عماد الدين حسين، وآخرون.
الملاحظة التى نقف أمامها أن اللقاءات الثقافية التى تجمع شخصيات متعددة من مواقع علمية وثقافية متنوعة ينتج عنها نقاشات ثرية، وتفتح آفاقا أمام مبادرات ثقافية فى المستقبل.
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات