لجنة استشارية للمجلس الأعلى - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:23 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لجنة استشارية للمجلس الأعلى

نشر فى : الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 25 نوفمبر 2011 - 8:00 ص

لجنة كهذه طالبت بها منذ ١٢ فبراير لبناء الشراكة الحقيقية بين المجلس الأعلى والحركات والتجمعات السياسية. أما الآن وبعد تراكم أخطاء كثيرة خلال الأشهر الماضية فإن تشكيل لجنة استشارية لا يزيد على أن يكون حلا تجميليا وتحليليا لا يقدم جديدا. مصر تحتاج لنقل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية لحكومة إنقاذ وطنى تتولى ملفات الأمن وإجراء الانتخابات والعدالة الانتقالية، على أن يظل المجلس الأعلى قائما بدوره فى حماية الوطن والدفاع عن تماسك مؤسسات الدولة.

 

مصر لا تحتاج لإدارة المرحلة الانتقالية بعد ١٠ أشهر من التعثر لاستشارات أو مستشارين. مصر لا تحتاج لتوليد أفكار وتصورات فى لجان استشارية. فقد تأخر الوقت كثيرا على هذه المحاولات. نحتاج فقط لإدارة جادة للمرحلة الانتقالية وصولا لبناء المؤسسات الطبيعية التى ستكون لها شرعية حكم البلاد بعد صندوق الانتخابات، أى البرلمان المنتخب والرئيس المنتخب. اليوم ومع أزمة شرعية العسكرى ليس أمامنا إلا نقل الصلاحيات التشريعية والتنفيذية لحكومة إنقاذ وطنى ودون دفع العسكرى بعيدا عن مهام الدفاع والأمن القومى والحفاظ على الدولة.

 

مصر تحتاج بعد القتل العمدى للمواطنين فى ميادين التحرير وعنف الداخلية غير المبرر والمتكرر لحكومة إنقاذ وطنى تدير الملف الأمنى بهدف الإصلاح الفورى. مصر تحتاج للبدء فى أعمال العدالة الانتقالية بمحاسبة جميع المسئولين جنائيا وسياسيا عن قتل وإصابة المصريين. مصر تحتاج لإجراء الانتخابات البرلمانية على نحو يضمن نزاهتها ومشاركة المواطنات والمواطنين الواسعة بها، ويضمن أيضا تأمينها. لست مع تأجيل الانتخابات البرلمانية، فهيبة الدولة على المحك وميادين التحرير لا تطالب بتأجيل الانتخابات. فقط يمكن ترحيل المرحلة الأولى لتصبح بعد المرحلة الثالثة أو بدء الانتخابات الاثنين المقبل، وترحيل المحافظات المضطربة كالقاهرة والإسكندرية والفيوم للمرحلتين الثانية والثالثة. مصر تحتاج لحكومة إنقاذ وطنى تهيئ جيدا للانتخابات الرئاسية وتغادر موقع المسئولية ما إن تشكل حكومة لها أغلبية برلمانية بعد انتخاب البرلمان.

 

لم أكن أتمنى إضافة مستوى استثنائى آخر للسياسة فى مصر بعد الثورة بحكومة إنقاذ. إلا أن تراكم الأخطاء خلال الأشهر الماضية والغضب الشعبى المتصاعد لا يتركان لنا فى ظنى إلا هذا البديل. ليس هذا وقت اللجان الاستشارية.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات