كأن فرحة عارمة راحت تجتاح النفوس: كل النفوس الراضية المرضية تجاه الحدث التاريخى فى نجاح «20» امرأة سعودية فى الانتخابات البلدية، كأن الوطن من أقصاه إلى أدناه يهتز جذلاً على إيقاع مشاركة المرأة الرجل اختلاطا فى ادارة الشئون البلدية، وقد تجافل الظلاميون والتكفيريون استنكارا وشجبا من الذين وصفوا مشاركة المرأة السعودية بجانب الرجل فى إدارة الشؤون البلدية فى مناطق المملكة أمرا لا يتناسب ومفاهيم شرعية قد تمس وجدانية الدين، وهذا وفى كل ما لديهم من الترهات والأباطيل التكفيرية فى مناهضة آمال وتوثبات الحرية فى النساء والرجال على طريق رفض الانتصار على الجهل فى الحياة، إن انتصار «20» امرأة سعودية فى الانتخابات البلدية وفى وطن متسع ومتنامى الاطراف فى تناهض وئيد على طريق الانفتاح على الحريات العامة والديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان: كأن المرأة السعودية تأخذ بيد التاريخ للنهوض بالوطن، وكأن التاريخ يأخذ بيد المرأة للنهوض بالوطن، ولن تتوقف دوران عجلة تاريخ الوطن طالما أن المرأة استيقظت طليعيا فى دفع عجلة الحريات الوطنية فى الوطن!
إن انتصار المرأة السعودية فى الانتخابات البلدية بجانب الرجل فى إدارة الشأن الخدماتى فى الوطن ما يؤهلها مستقبلًا إن آجلاً أو عاجلاً فى الدخول فى الأنشطة السياسية البرلمانية فى إدارة الشأن السياسى فى الوطن! وهو ما يصبح دافعا ضروريا، وأكاد أقول شرعيا على طريق السماح للمرأة سياقة السيارة، إن ضرورة تشريع أو تسريع بدون (ثلاث نقاط) فى السماح للمرأة السعودية بتدوير عجلة السيارة هو ما يعزر تألق دورها فى إدارة الشئون الخدماتية فى الوطن بجانب الرجل! وعلينا أن نأخذ مصلحة الناس شرعا وفق ما هو مأخوذ به شرعا!
إن إعطاء المرأة الحق فى سياقة السيارة بجانب الرجل كما أعطيت الحق فى منافسة الرجل فى الانتخابات البلدية وأبدت جدارتها فى الانتصار، فإن افتراض شرعية وصول المرأة بجانب الرجل فى ادارة الخدمات البلدية، الأمر الذى يؤهلها فى أداء مهماتها الوطنية الخدماتية بجانب الرجل على الوجه الأكمل فى حال السماح لها بتدوير عجلة السيارة!
ولقد أثبتت الحياة وما زالت تثبت أن المرأة تتمتع بجدارة متساوية مع الرجل فيما هو فكرى وفيما هو مادى والمرأة، كما الرجل تفجر طاقاتها الإنسانية والوطنية بجانب الرجل، ومعلوم أن الرجال التنويريين دفعوا بأصواتهم للمرأة السعودية وأسهموا فى نجاحها فى الانتخابات البلدية.
إن الروح التنويرية قد نجدها فى المرأة وفى الرجل على حد سواء، وأن هناك نساء عزفن عن إعطاء أصواتهن للمرأة شأنهن شأن بعض الرجال فيمن أعطى صوته للمرأة ومن عزف عن إعطاء صوته للمرأة، إن كل ذلك يشير أن تنامى الروح التنويرية أو الظلامية نجدها عند النساء وعند الرجال، وهذا ما يعزر أيضا، وأيضا نظرية المساواة فى جدارة المرأة وجدارة الرجل فى الحياة، على حد سواء.
الأيام ــ البحرين
إسحاق يعقوب الشيخ