ميزان العدل.. وميزان الزيت - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ميزان العدل.. وميزان الزيت

نشر فى : السبت 26 مايو 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : السبت 26 مايو 2012 - 8:25 ص

لا يوجد مشهد أكثر إهانة وإيلاما لضمائر المصريين من مشهد الثلاث نساء اللائى كن يفترشن الرصيف فى بلدة أشمون بمحافظة المنوفية وأيديهن ممسكة بأكياس الزيت والسكر والدقيق التى يوزعها أنصار محمد مرسى المرشح للرئاسة لقد اضطرت السيدات الثلاث إلى إخفاء وجوههن عن كاميرات الفيديو التى صورتهن وسارعن بمغادرة المكان بما يعنى أنهن يستحين من فعل مخزٍ فى واقعة ضبط للتسول اللإرادى، وللأسف هؤلاء النسوة الفقيرات وملايين مثلهن من الأسر المصرية لا ذنب لهن فى هذا الوضع بشعب بدأ ثورة خلع لها العالم المتحضر قبعته، لكن الذنب هو ذنب من يستغل فقر وحاجة البسطاء للوصول إلى السلطة. ومن الطبيعى أن بقاء هؤلاء المعوزين على فقرهم وحاجتهم يصب فى مصلحة المانحين الذين يحولون احتياجهم إلى ورقة انتخابية رابحة.

 

لقد دأب حزب الحرية العدالة منذ بداية فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية على استخدام الرشوة كوسيلة للتأثير على إرادة الناخبين فأقيمت الشوادر غير المرخصة فى جميع المحافظات تبيع الأرز والسكر والزيت والدقيق وكذلك اللحوم بأسعار خيالية حتى إن كيلو اللحم يباع بثلاثين جنيها أقل من سعر اللحوم المستوردة واستخدم أعضاء حزب «الحرية والعدالة» المساجد فى بعض المدن الساحلية، وفى المناطق الريفية لتوزيع المواد التموينية على المواطنين وحثهم على التصويت لصالح مرشحهم الرئاسى وأذاعوا عبر مكبرات الصوت عن بدء توزيع المواد التموينية وأسطوانات البوتاجاز.

 

وها هى الصورة التى نشرها النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تفضح أصحاب مشروع النهضة، وهى تشير إلى شنط خاصة مطبوع عليها صورة ورمز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، «الميزان» وكتب عليها: «النهضة إرادة شعب». حتى إن الصورة أثارت ردود أفعال ساخرة بعد أن اعتبرها النشطاء رشوة انتخابية فى دولة قامت فيها ثورة ضد الرشوة والمحسوبية وانتشار الفساد.

 

المفترض أن الرشوة ضد الدين، والطنطنة بأن مجلس الشعب جاء بإرادة شعبية مسألة تحتمل الآن مزيدا من الشكوك، هل كانت بالفعل إرادة شعبية أم أنها إرادة مشتراة. هل الشخص الذى وضع صوته فى الصندوق سواء فى الانتخابات البرلمانية أم فى انتخابات الرئاسة كان يختار مواصفات المرشح أم مواصفات كيس الدقيق وزجاجة الزيت؟ وهل يصح الخلط بين ميزان العدل رمز المرشح وميزان المواد التموينية؟ كان من اللائق بعد ثورة عظيمة أن نحترم عقل المواطن وأن نكف عن التعامل المقيت مع معدته وحاجته، كما كان يفعل زبانية الحزب الوطنى الذين قامت الثورة للخلاص من أوزارهم. وكما فعل أحمد شفيق خلال يومى الانتخاب الذى يحاول شراء كرسيه بإفساد ضمير الغلابة.

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات