إن كنا ومثلنا الأغلبية المطلقة من الشعب المصرى قد دعمنا المرشح عبدالفتاح السيسى، إلا أننا لا ندعى للحظة أن بيده مفتاحا سحريا لحل كل إشكالات مصر المتعاظمة والذاهبة إلى المزيد من التعقيد مع كل يوم يمر، فما نقوله هو أنه أفضل بكثير من منافسة على الرئاسة، وأفضل ممن سبقه والذى أساء لما يمثله بأكثر مما يستطيعه أعدى أعداء ذلك التوجه السياسى.
فمشكلة مصر مرتبطة بالشارع وليس بالقصر، وأولى تلك الإشكالات الكبرى هى «الانفجارات السكانية» على أرض محدودة الموارد يتم فيها توفير الخدمات التعليمية والصحية بالمجان، كما تتعهد الدولة بتوظيف الجميع، ويتم تقديم الخبز والكهرباء والماء بأسعار زهيدة تتحمل كلفتها الحقيقية ميزانية الدولة ذات العجوزات الضخمة، إضافة إلى حقيقة أن الشرائح الأسرع تكاثرا هى الأقل اهتماما بالتربية والتعليم والتدريب مما ينتج عنه وجود أعداد بشرية وافرة غير منتجة وتشكل عبئا كبيرا على الدولة المصرية.
ويزيد الطين بلة مجموعة إشكالات غير مسبوقة فى تاريخ مصر، منها تناقص مياه النيل بشكل كبير، ومتوقع أن يبدأ أوائل عام 2016 كنتيجة لانتهاء أعمال سد النهضة الحبشى وتجميع المياه خلفه، مما يجعل مصر مهددة خلال عامين من تولى المشير السياسى الرئاسة بالعطش والتصحر والظلام، ومن الإشكالات انتشار العمليات الإرهابية المدعومة هذه المرة من جماعات سياسية رئيسية تضم أعدادا كبيرة من الأتباع، وتحظى بدعم دول كبرى بعكس العمليات الإرهابية السابقة التى كانت تقوم بها مجاميع صغيرة يمكن السيطرة عليها.
وبسبب الإرهاب ونقص الطاقة قد يحجم بعض المستثمرين والسائحين عن القدوم لمصر مما سيضاعف حجم المشاكل الاقتصادية.
سامى النصف