أول يوم دراسي - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:43 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أول يوم دراسي

نشر فى : الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 - 7:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 27 سبتمبر 2022 - 7:40 م
بعد أيام يبدأ عام دراسى جديد فى ظل الدكتور رضا حجازى وزير التعليم الجديد، الذى يعلق عليه كثيرون فى حقل التعليم آمالا فى إصلاح أحوال المعلم، وعودة العلاقة بين المدرس والطالب، مثلما كانت عليه فى السابق. فى الواقع أنا لست من أنصار الهجوم على وزير التعليم السابق د. طارق شوقى، رغم أن غبارا كثيفا يحيط به، لأننى أظن أنه حاول أن يطور منظومة التعليم، لكن الواقع لم يستوعبه، وبالقدر نفسه لم يستوعب هو الواقع أيضا.
السؤال الذى يشغلنى: ما الدرس الأول أو الرسالة الأولى التى سوف توجهها وزارة التعليم للطلاب والطالبات فى جميع مراحل التعليم فى أول يوم دراسى خاصة أن التعليم يرتبط ببناء الوعى، ونحن بحاجة إلى الارتقاء بالوعى؟
قد يكون الحديث اليوم الأول عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التى صدرت منذ عام تقريبا، ولم يجرِ التعريف بها على نطاق واسع. يتعرف الجيل الصاعد ما هى حقوق الإنسان، أنواعها، وأشكالها، ويتشكل لديهم الوعى بأنهم «مواطنون»، لهم حقوق وعليهم واجبات.
وقد يشمل الحديث «عام المجتمع المدنى» الذى أوشك على الانتهاء دون أن نحتفى به كما ينبغى، يعرف المواطنون الصغار ما هى ثقافة التطوع، وكيف يشتركون فى مبادرات اجتماعية لخدمة الفقراء والمهمشين تصقل إنسانيتهم، وتخلصهم من العديد من الخصال السلبية التى لصقت بهم فى السنوات الأخيرة.
وربما ينصرف الحديث إلى مشروعات التنمية التى تقوم بها الدولة، يعرفون التغيير الذى يحدث فى الواقع، وليس على سبيل الدعاية السياسية، ولكن من خلال بناء وعيهم الصغير على إدراك الجهود التنموية التى تحدث على أرض الواقع، وما تحتاج إليه مصر لبناء مستقبل مبهج بالنسبة لهم.
وقد يشمل حديث اليوم الأول فى الدراسة تثقيفا وتوجيها إلى الطلاب والطالبات بشأن دورهم فى المدرسة، من حيث كونهم مشاركين لا متلقين، فاعلين وليسوا مفعولا بهم. يحتاج الجيل الجديد، إذا أردنا تعميق المشاركة فى المجتمع المصرى، أن تُتاح لهم فرص المشاركة داخل المؤسسة التعليمية نفسها. تحويل المدارس إلى مؤسسات بيروقراطية منغلقة لن يسهم فى التكوين النفسى والوجدانى والمعرفى لأجيال شابة، سوف يدفع المجتمع ثمنا غاليا لعدم تكوينها ثقافيا وإنسانيا.
بالمناسبة هذه القضايا، وغيرها، تحدثنا عنها كثيرا، ليس من اليوم، ولكن منذ سنوات، ولم تجد من يسمعها أو يفكر فيها من ناحية، وتزايدت وتيرة التدهور الأخلاقى والسلوكى للجيل الجديد من ناحية أخرى. ونتصور فى أوقات كثيرة أن مراحل الحياة المتعاقبة منفصلة، وهو اعتقاد ضد التقدم، وإدراك الواقع. بداية التكوين تبدأ من الصغر، والمدرسة هى مؤسسة تكوين وليست مؤسسة تلقين أو حتى نقل معارف فقط. قد أدرك الإسلام السياسى منذ عقود طويلة أهمية المدرسة فى نشر الفكر، وتجنيد الموالين، وهو إدراك مبكر، لم تعه الدولة ذاتها، ولم تستثمره فى بناء وعى وطنى حقيقى لدى الأجيال الشابة.
الإشكالية الحقيقية أن هناك من يعتقد أن الوعى النقدى ضد الاستقرار، فى حين أن أساس الإدراك أن ندرك من نحن؟ وإلى أين نمضى؟
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات