** سوف يجلس لاعبو ريال مدريد أمام التليفزيون يشاهدون بحسرة غريمهم التقليدى برشلونة وهو يلعب نهائى كأس الملك للمرة السادسة على التوالى أمام الفائز من مواجهة بلنسيه وريال بيتيس. وبذلك يقترب الفريق الكتالونى من الفوز بالكأس للمرة الخامسة على التوالى.. والأمر بالنسبة لبرشلونة غريب، فهناك علاقة ما بين الفريق وبين ملعب غريمهم المعروف باسم سنتياجو برنابيو على اسم رئيس الريال الأسطورى فى الإربعينيات. فقد توجه لاعبو برشلونة إلى مدريد وهم يحملون هدفا ثقيلا يوازى وزن تيتانيك بضرورة الفوز على الريال فى معقله.. وقد كان وتحقق أمام ما يقرب من 80 ألف مشجع، وفاز نجوم كتالونيا 3/صفر، كما سبق لهم هزيمة الريال 6/2، و4/3 و3/2 و4/صفر و3/1 على الملعب نفسه خلال العقد الأخير.
** المدهش فى هذا الفوز الأخير الذى حققه برشلونة هو أن الريال كان الأفضل والأخطر وأهدر نجومه بنزيمه وريجيلون وفينيسيوس جونيور وكاسيميرو وكارفخال العديد من الفرص، فيما تألق حارس مرمى برشلونة تير شتيجن. وتألق سواريز وأعطى درسا عنوانه: كيف يسجل المهاجم الأهداف من أنصاف الفرص بينما كان ميسى ورفاقه ينقضون بهجمات مضادة سريعة، بعد فترات استحواذ وسط الملعب.
** غاب عن الريال مارسيلو الظهير الطائر، وإيسكو الذى لا يشارك أساسيا منذ فترة طويلة بصفة مستمرة بقرار من المدرب الأرجنتينى سولارى ولعب جاريث بيل فترة، ولم يفعل شيئا، وبدا ريال مدريد يتيما مرة أخرى بدون كريستيانو رونالدو الذى كان يضفى قوة هجومية شرسة على ريال مدريد. بينما لعب ميسى بذكاء شديد لتوفير جهده، فكان يتحرك حيث تكون الكرة، أو حين تأتيه الكرة. وفى كثير من المرات كنت أرى ميسى خلال المباراة منتظرا، أو واقفا، أو ماشيا، كأنه فى نزهة على ضفاف سنتياجو بيرنابيو!.
** سوف يلعب برشلونة وريال مدريد فى كلاسيكو آخر يوم 2 مارس، فى بطولة الدورى وفى حالة فوز برشلونة سيتسع الفارق بينهما إلى 12 نقطة، ليمضى الفريق الكتالونى نحو سيطرة محلية هذا الموسم. وهو الكلاسيكو الثالث خلال شهر تقريبا، بينما نرتب نحن دائما فى مسابقاتنا المحلية لترحيل لقاءات الأهلى والزمالك إلى الأسبوع الأخير فى اليوم الأخير، فى الدقيقة الأخيرة من الدورى، بفكرة خبيثة، أملا فى حسم أحدهما للقب فتكون المباراة لطيفة، ولكن دائما ما تكون النتيجة هى: «لا.. حسم». فيشتعل الكلاسيكو المحلى أكثر، وتتوتر الأعصاب. وفى قلب كل عضو وكل عنصر يدير كرة القدم فى مصر أن تؤجل مباراة الأهلى والزمالك لعل وعسى يمنح أحدهما الآخر قبلة الفوز على طريقة الأفلام الهندية الشهيرة من سانجام إلى سوراج!
** هكذا دائما ما نجد مباراة الأهلى والزمالك فى الأسبوع الأخير بالدورى وحين تكون المباراة فى أسبوع يقع وسط المسابقة فإنها ترحل لسبب ما، وكذلك فى كأس مصر تراهما لا يلتقيان إلا نادرا وحين تشاء الأقدار يقف شارع الكرة المصرية على قدمه متأهبا ومنتظرا. مع أن هذا الديربى يستحق أن يكون عيدا لكرة القدم المصرية كما كان فى أيام بعيدة مضت، عندما كان الجمهور وديعا، وعندما كان «التحفيل» ظريفا، وعندما كان الحكم يرتدى زيا لونه أسود فيه كثير من الهيبة، قبل أن يرتدى الفوشيا والأصفر!.