جاءت سعاد - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:27 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جاءت سعاد

نشر فى : الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 9:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 28 أبريل 2015 - 9:20 ص

حق لنا أن نحب الحياة، أن نبحث عن السعادة، أن نفتش عن الجمال ونتنفسه، أن نتشبث ببصيص من الأمل والنور فى فى عتمة اليأس.

واجب علينا أن نرى بوعى الجمال الرائع المحيط بنا فى مصر، أن ننفتح على جمال شعوب وبلاد العرب من حولنا، أن نستعيد ذاكرة حبنا للإبداع والفن والثقافة واللغة التى صنعت لنا هويتنا العربية المشتركة، أن نتذكر أن العالم الذى نعيش نحن العرب فيه وليس خارجه به أيضا من الجمال والإبداع والفن والرقى والتحضر والإنسانية الكثير والكثير مما يستحيل اختزاله فى جهل وصلف أصحاب خطاب كراهية الآخر ومقولات التآمر.

هو صوتها، هى كلمات أغانيها، هو المزيج الإفريقى والعربى والغربى البديع فى ألحانها، هى الحالة التى أخذتنى إليها سعاد ماسى بعيدا عن الأحوال المصرية والعربية المؤلمة، وبعيدا عن قبح الاستبداد والإرهاب والتخلف والفساد، وبعيدا عن خرائط الدماء وجنون الحروب وعبث القتل والعنف والأحزان المتراكمة، وإلى حيث حب الحياة والبحث عن السعادة والتفتيش عن الجمال فى مواجهة القبح والحزن.

جاءت سعاد، وغنت فى احتفاء بجمال الصوت وجمال الكلمة وجمال الألحان. جاءت سعاد، وأدخلتنى إلى عالم الغناء المسحور. جاءت سعاد، فاستدعت إلى وجدانى فن محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وأسمهان ومحمد قنديل وفيروز ووديع الصافى وموسيقى الجاز الإفريقية الغربية وأهازيج الفرح فى المغرب العربى وغرب إفريقيا. جاءت سعاد، فأمضيت اليوم التالى لاحتفائها بالجمال مستمعا لغنائها وغناء البديعة اللبنانية ريما خشيش والرائع العراقى إلهام المدفعى، ومستمعا لمسار إجبارى وكايروكى، ومتمسكا بحب الحياة مع «تلات سلامات» لمحمد قنديل.

جاءت سعاد، فلا كتابة فى السياسة اليوم ــ فقط، أرجوكم لا تواصلوا إلغاء حفلات مسار إجبارى وكايروكى، دعوهم يذكروننا بحقنا فى السعادة وفى التفتيش عن الجمال فى مواجهة القبح والحزن.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات