حق لنا أن نحب الحياة، أن نبحث عن السعادة، أن نفتش عن الجمال ونتنفسه، أن نتشبث ببصيص من الأمل والنور فى فى عتمة اليأس.
واجب علينا أن نرى بوعى الجمال الرائع المحيط بنا فى مصر، أن ننفتح على جمال شعوب وبلاد العرب من حولنا، أن نستعيد ذاكرة حبنا للإبداع والفن والثقافة واللغة التى صنعت لنا هويتنا العربية المشتركة، أن نتذكر أن العالم الذى نعيش نحن العرب فيه وليس خارجه به أيضا من الجمال والإبداع والفن والرقى والتحضر والإنسانية الكثير والكثير مما يستحيل اختزاله فى جهل وصلف أصحاب خطاب كراهية الآخر ومقولات التآمر.
هو صوتها، هى كلمات أغانيها، هو المزيج الإفريقى والعربى والغربى البديع فى ألحانها، هى الحالة التى أخذتنى إليها سعاد ماسى بعيدا عن الأحوال المصرية والعربية المؤلمة، وبعيدا عن قبح الاستبداد والإرهاب والتخلف والفساد، وبعيدا عن خرائط الدماء وجنون الحروب وعبث القتل والعنف والأحزان المتراكمة، وإلى حيث حب الحياة والبحث عن السعادة والتفتيش عن الجمال فى مواجهة القبح والحزن.
جاءت سعاد، وغنت فى احتفاء بجمال الصوت وجمال الكلمة وجمال الألحان. جاءت سعاد، وأدخلتنى إلى عالم الغناء المسحور. جاءت سعاد، فاستدعت إلى وجدانى فن محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وأسمهان ومحمد قنديل وفيروز ووديع الصافى وموسيقى الجاز الإفريقية الغربية وأهازيج الفرح فى المغرب العربى وغرب إفريقيا. جاءت سعاد، فأمضيت اليوم التالى لاحتفائها بالجمال مستمعا لغنائها وغناء البديعة اللبنانية ريما خشيش والرائع العراقى إلهام المدفعى، ومستمعا لمسار إجبارى وكايروكى، ومتمسكا بحب الحياة مع «تلات سلامات» لمحمد قنديل.
جاءت سعاد، فلا كتابة فى السياسة اليوم ــ فقط، أرجوكم لا تواصلوا إلغاء حفلات مسار إجبارى وكايروكى، دعوهم يذكروننا بحقنا فى السعادة وفى التفتيش عن الجمال فى مواجهة القبح والحزن.