سقط من ذاكرة الحكومة - ماجدة خضر - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 2:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سقط من ذاكرة الحكومة

نشر فى : السبت 28 يوليه 2012 - 10:30 ص | آخر تحديث : السبت 28 يوليه 2012 - 10:30 ص

انتبه الدكتور كمال الجنزورى قبل أن يلملم أوراقه تاركا منصبه إلى ملف مهم سقط سهوا من ذاكرة الوزارة وهو ملف الباعة الجائلين فقرر أن ينظر فيه سريعا وقررت حكومة تسيير الأعمال أن ترصد أموالا لبناء أسواق وان تفعل وتعدل قوانين صدرت عام 57 أى منذ أكثر من 65 سنة لم تطبق منذ صدورها حتى استشرت ظاهرة الباعة الجائلين كالسرطان داخل الشوارع والأحياء والميادين وزحفت أفواجا منهم حتى وصلت إلى قصور الرئاسة.

 

المؤكد أن لا أحد ضد السعى للبحث عن الرزق خاصة الحلال لكن أن تتحول الأرصفة المخصصة للسير عليها إلى فرشة للبضائع الرخيصة المجهولة المصدر والمغشوشة وأن تتحول شوارع وسط البلد إلى مجرد ممر ضيق تسير فيه بالكاد سيارة واحدة بعد أن تغولت أطنان من الملابس والأحذية الرخيصة، والأجهزة المهربة المعروضة اسفل الأرصفة على مساحات تمتد إلى نهر الشارع.

 

للأسف حكومة الجنزورى عندما قررت تعديل القانون وتغليظ العقوبات وإقامة أسواق جديدة تستوعبهم لم تأخذ رأى أصحاب الشأن ولم تجتمع بمن يمثلهم لقد قيل لى إن هناك رابطة للباعة الجائلين مقرها شارع الأزهر لكن لا أحد فكر فى الاستعانة ببعضهم أو دعوتهم لمائدة حوار والنتيجة كما هو متوقع أن البائع الحر المتجول الذى اعتاد أن يضع نصبته فى المكان الذى يختاره وعلى هواه ضاربا عرض الحائط بالقانون واللوائح وشرطة المرافق التى ذهبت فى إجازة طويلة منذ الثورة ولم تعد حتى الآن بعد جولات من المطاردات اليومية المثيرة لتجار الأرصفة لن يقبل أن يسجن داخل سوق بعيد عن المستهلك بالإجبار ولن يقبل إلزامه بأن يدفع إيجارا لفرشته أو يسدد ضرائب للدولة التى تجاهلته المفروض أن تكون لهم مشاركة فى صنع القرار حتى لا يفاجأوا بقوانين لن يطبقوها، وتجربة الأسواق الخاوية التى رفض الباعة الانتقال إليها عنوة أمام أعيننا شاهدة على سوء ادارة الدولة للظاهرة.

 

المشكلة أن منظمة العمل الدولية تجاهلت الباعة الجائلين باعتبارهم على هامش الاقتصاد الرسمى ومصر صارت على نفس النهج فلا توجد إحصاءات حقيقية لحصر الظاهرة التى استوحشت ونشعر جميعا بها رغم أن ذلك ألف باء بداية علاج المشكلة.

 

الأخطر من هذا ان وجود الباعة الجائلين اصبح اشبه بالأمر الواقع الذى قبله المارة وقائدو السيارات على مضض رغم تأثيرهم السلبى على سيولة المرور والتلاسن الفج والمخاشنة مع المواطنين واغتيال المشهد البصرى لجمال المدينة بمخلفاتهم من الأكياس والعلب الفارغة وكأن الباعة الجائلين اشبه بقنبلة موقوته لا يجرؤ أحد على تفكيكها أو الاقتراب منها

 

 

ماجدة خضر  كاتبة صحفية
التعليقات