ترامب ونتنياهو أسلحة سياسية لبعضهما البعض - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:55 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب ونتنياهو أسلحة سياسية لبعضهما البعض

نشر فى : الأحد 28 يوليه 2019 - 8:55 م | آخر تحديث : الأحد 28 يوليه 2019 - 8:55 م

نشرت صحيفة «هاآرتس» مقالا للكاتب Allison Kaplan Sommer يتناول فيه دعم نتيناهو وترامب غير المشروط وغير المسبوق لبعضهما البعض، وكيف يستفيد كلاهما من الآخر لتحقيق مصالحه السياسية.
عشية الانتخابات الإسرائيلية فى إبريل الماضى، بدا الأمر وكأن التآزر السياسى بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يمكن غض الطرف عنه. ففى الوقت الذى يناضل فيه نتنياهو من أجل البقاء فى انتخابات سبتمبر المقبل، وبدايات حملة الانتخابات الأمريكية لعام 2020، وصل استغلال الزعيمين للعلاقة الوثيقة بينهما لتحقيق مكاسب سياسية إلى مستوى جديد غير مسبوق.
يقول مايكل كوبلو، مدير السياسات فى منتدى السياسة الإسرائيلية: «إن كليهما يفهم فائدة الارتباط ببعضهما البعض، لذا فهم مشاركون نشيطون فى تحقيق الرفاهية لبعضهما.. فنتنياهو يعرف مدى شعبية ترامب فى إسرائيل، ويعرف أنه كلما زاد ارتباطه به، كلما كان ذلك أفضل له».
بالإضافة إلى ذلك، يقول كوبلو «هذه هى المرة الأولى التى يكون فيها لنتنياهو رئيس جمهورى يدعمه بهذا الشكل.. لا يوجد صدامات مع الولايات المتحدة، ويقوم دونالد ترامب بمنحه كل هذه الهدايا والتى تضمنت نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس العام الماضى والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.. إلخ، ويضيف كوبلو، أن ترامب يدرك تمامًا شعبية الزعيم الإسرائيلى بين قاعدته الانتخابية.. لفترة من الوقت، كان نتنياهو أكثر قادة إسرائيل شعبية بين الجمهوريين ــ خاصة الإنجيليين».
وفى وقت سابق من هذا العام، بدأ نتنياهو حملته الانتخابية الأولى لهذا العام من خلال وضع لوحات إعلانية ضخمة فوق الطرق السريعة الرئيسية فى إسرائيل وهو يصافح ترامب مبتسما، بعد ذلك تم توثيق زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض قبل أسابيع قليلة من انتخابات التاسع من أبريل ــ بإعلان رئاسى يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وتم تحويل مقطع الفيديو الذى أعلن فيه ترامب ذلك إلى إعلان لحملة نتنياهو على الإنترنت.
فى الوقت نفسه، كان ترامب مشغولا فى توجيه الانتقادات للحزب الديمقراطى مدعيا معاداته لإسرائيل. فى مارس، قبيل اجتماعه فى البيت الأبيض مع نتنياهو، أخبر الرئيس الأمريكى الصحفيين أن «الديمقراطيين أثبتوا أنهم معادون لإسرائيل.. إنه عار. أقصد، أنا لا أعرف ما حدث لهم، لكنهم معادون لإسرائيل تمامًا. بصراحة، أعتقد أنهم معادون لليهود». ثم انتقل إلى تويتر للترويج لحركة Jexodu ــ وهى جماعة يمينية تدعو اليهود الشباب إلى التخلى عن الحزب الديمقراطي ــ نقلا عن متحدثة باسم الجماعة قولها إن الديمقراطيين: «لا يهتمون بإسرائيل أو الشعب اليهودى».
والآن، وبعد أن شارك نتنياهو فى معركة أكثر شدة من أجل البقاء السياسى وحملة انتخابات عام 2020 الجارية بالفعل، أصبحت الدولة اليهودية مرة أخرى حاضرة فى أذهان ترامب.
***
ويظهر فحص لتغريدات الرئيس خلال شهر يوليو (حتى 23 يوليو) أن إسرائيل قد ذكرت أكثر بكثير من أى دولة أجنبية أخرى: حيث تم ذكرها 17 مرة، معظمها على مدى الأسبوعين الماضيين، وفى كل مرة إشارة إيجابية أو دفاعًا عن الدولة اليهودية ضد العداء المتصور. وهذه زيادة هائلة عن الأسابيع الثلاثة السابقة، حيث تم ذكر إسرائيل مرتين فقط. تم ذكر العديد من الدول الأخرى، مثل إيران والمملكة المتحدة والهند، موجها انتقادات لها. على سبيل المثال، الصين، تم تكرارها من قبل ترامب 10 مرات بعد التوترات المتزايدة بشأن التعريفات والسياسة التجارية.
مرارًا وتكرارًا، وأحيانًا على مدار يوم واحد، وضع ترامب نفسه كمدافع عن إسرائيل عن الهجمات التى يشنها أعضاء «الفريق» ــ النواب الديمقراطيون ألكسنداس أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طالب، وآيان برسلي ــ وعن وجهات النظر التى تعكس آراء الحزب الديمقراطى ككل، وتصنيفها على أنها «معادية لإسرائيل» و«معادية للسامية»، وجعلت إسرائيل «تشعر بأنها معزولة».
لقد نشر تغريدة خلال عطلة نهاية الأسبوع هنأ فيها نتنياهو على كونه سوف يصبح أطول رئيس للوزراء فى تاريخ إسرائيل، مشيدًا به على دعمه لبلد «قوة تكنولوجية واقتصاد عالمى»، وقيادة إسرائيل «بالتزامها بقيم الديمقراطية والحرية وتكافؤ الفرص التى تعتز بها الولايات المتحدة وتشاركها فيه!».
ورد نتنياهو مسرعا على هذه التهنئة قائلا: «شكرا لك يا سيادة الرئيس ترامب، على كلماتك الحارة ودعمك المتميز وصداقتك المذهلة». «يشرفنى أن تتاح لى الفرصة للعمل معك. تحت قيادتكم، جعلنا التحالف بين بلدينا البارزين أقوى من أى وقت مضى. وأتطلع إلى المزيد من التعاون فى المستقبل». وتم تحويل مجاملة ترامب بسرعة إلى دعاية لحملة نتنياهو. تم ترجمتها إلى العبرية، مصحوبة بصورة لرجلين يقفان معًا، حيث يستمع الرئيس الأمريكى بانتباه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى.
***
نتنياهو شخصيًا ربما يكون صامتًا ــ فى الوقت الحالى ــ عن الخلاف بين ترامب وأعضاء الفريق الديمقراطى الأربعة لكن ابنه الأكبر يائير نتنياهو، دخل فى المعركة. حيث عاد مؤخرا من رحلة استمرت شهرًا إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بقائمة طويلة من أصدقاء وحلفاء ترامب، وتحدث مع العديد من المنظمات المؤيدة لترامب.
بالنظر إلى أن الإسرائيليين سيذهبون إلى صناديق الاقتراع فى غضون أقل من شهرين وأن الاقتراع الأمريكى يفصلنا عنه أكثر من 15 شهرًا، فمن الواضح أن حاجة نتنياهو إلى المساعدة أصبحت أكثر إلحاحًا فالمهارات السياسية الداخلية للزعيم الإسرائيلى أصبحت محل تساؤل بعد فشل جهوده لتشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات أبريل، ولا تزال تطارده لوائح اتهام بالفساد فى انتظاره. ومن غير المفاجئ إذن أن يؤكد زعيم الليكود على ميزة واحدة لا جدال فيها على منافسيه المحليين ألا وهى مكانته الدولية.
حيث تركز حملته الانتخابية على حجة مفادها أنه لا يمكن لأى من منافسيه تكرار علاقته بقادة العالم ــ والأهم من ذلك الإعجاب الذى أبداه ترامب بالنسبة له.
يعتمد الزعيم الأمريكى بالتأكيد على مساعدة إضافية من القدس مع استمرار حملة عام 2020 فى الاشتعال. فنتنياهو لديه القدرة على تشجيع المانحين اليهود من الحزب الجمهورى مثل شيلدون وميريام أديلسون على مواصلة مد ترامب بالأموال، ودفع الناخبين اليهود المؤيدين لإسرائيل فى الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل فلوريدا إلى التصويت لترامب، وتعبئة أعداد أكبر من اليهود الإنجيليين فى نوفمبر 2020.
كما رأى السفير الأمريكى السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك فى يونى، أنه إذا نجح نتنياهو فى اقتراع سبتمبر بمساعدة ترامب، فسيكون مدينًا للرئيس الأمريكى. ويمكن بعد ذلك الاعتماد عليه لإعادة رد هذا الدين «من دفع اليهود الأمريكيين والناخبين الإنجيليين بأنه يجب عليهم التصويت لصالح ترامب لأنه أفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق».

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى

النص الأصلى:

https://bit.ly/2JRjC7A

التعليقات