كيف هزم الزمالك الأهلى وكيف هزم جوميز كولر؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 10:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف هزم الزمالك الأهلى وكيف هزم جوميز كولر؟!

نشر فى : السبت 28 سبتمبر 2024 - 7:25 م | آخر تحديث : السبت 28 سبتمبر 2024 - 7:25 م

منظومة دفاعية «مركبة» للأبيض أخرجت رباعى الهجوم الأحمر من المباراة!

خطوة صغيرة من ناصر منسى كانت خطوة كبيرة فى المباراة وفى عالم كرة القدم!

المغربى محمود بنتايك شكّل جبهة دفاعية عطلت تاو وضغطت هجوميا أيضا على هانى ثم عمر كمال..
وسط الزمالك لعب دورا مهما فى حرمان وسط الأهلى من بناء الهجمات ومن اللعب الجماعى
إذا كان رهان كولرقام على صيد «هدف والفوز باللقب التاسع» .. فإن جوميز لعب بإصرار على الفوز بالبطولة الخامسة
الزمالك أخذ المبادرة وأفقد الأهلى شخصيته.. وأفقده جماعية الأداء.. وأفقده محاوره الهجومية المتنوعة
ما هذا المشهد السيئ للاعتراض من لاعبى الزمالك و«جهازهم المصرى».. وما هذا الخطاب المشعل للاحتقان من منصة إعلامية للاعب سابق بالأهلى؟!



** هزم الزمالك الأهلى، وهزم جوميز كولر ، وقد قلت الزمالك أفضل وهو مهزوم، وهو كان أفضل قبل أن يتعادل، وأفضل بعد أن تعادل . وقد هزم دفاع الزمالك هجوم الأهلى، وهزم وسط الزمالك وسط الأهلى، وهزم عقل لاعبى الزمالك الجاد والاحترافى عقلية وأقدام لاعبى الأهلى الذين شغلتهم قبل المباراة احتفالاتهم بالفوز قبل أن يتحقق، واحتفالاتهم بالأهداف قبل أن تأتى، واهتمامهم بصور ولقطات الترند، قبل الاهتمام بالنضال من أجل الفوز ببطولة، وأخيرا دخول المباراة وأنت تكرر أرقام بطولاتك وأن التوقعات لك مضمونة، كان أمرا يساوى دخول المباراة استنادا على تاريخ كأنه عكاز . فماذا بعد كل هذا.. هل رأيت المباراة قوية وجيدة أم رأيتها غير جيدة بسبب قلة الفرص والأهداف.. هل رأيت التكتيك وهل تدرك أن فى التكتيك والخطط والصراع جمالا ومتعة؟!
** هذه مجرد مقدمة لما جرى فى السوبر الإفريقى الذى استحقه الزمالك بجدارة.. فكيف هزم الأهلى وكيف هزم جوميز كولر؟!
** 1- نزل الزمالك ملعب المملكة أرينا وهو مصمم على الفوز ردا على التشكيك فى قدراته وفى قدرات مدربه، لدرجة القول إنه «ليس ضروريا أن يسافر للسعودية لأنه سيهزم!»
**2 – من البداية حيد جوميز قوة الأهلى الهجومية بمنتهى الصرامة والجدية . حيد الشحات وبيرسى تاو ووسام وعاشور . لكن هذا التحييد لم يكن فقط بالرقابة الدفاعية الجيدة من خط ظهر الزمالك فقد كان هناك دور مميز لوسط الزمالك فى المساندة والعمل على إخراج هذا الرباعى من المباراة، وهذا الوسط عبد الله السعيد، وناصر ماهر، ودونجا، قام بدور دفاعى متقدم، وفى الوقت نفسه كان هذا الوسط الابيض مصدر إزعاج لوسط ودفاع الأهلى، فحرمه من بناء الهجمات الجماعية، هذا يمثل منظومة دفاعية جيدة للزمالك.
** 3- الاهلى فريق يلعب كرة جماعية. وهو يملك محاور هجومية وتنوعا فى الاختراقات، إلا أن منظومة الزمالك الدفاعية كانت شديدة اليقظة . ولاحظ عمر جابر يحرس الشحات طوال الشوط الأول، ولا يتقدم للهجوم. المغربى محمود بنتايك ظل قريبا إلى بيرسى تاو بصورة أقرب من رباط شورت تاو وفى الوقت نفسه فتح جبهة هجومية يسارية حيدت محمد هانى قبل إصابته وأرهقت وأربكت عمر كمال عبد الواحد حين شارك.
**4- نعم أطلق وسام أبو على قذيفة رائعة من ضربة حرة مباشرة تصدى لها عواد ببراعة أكبر . ثم نام وسام . فهو لا يجد من يسانده ومن يمونه ومن يمنحه الفرص أو المساحات التى تغطى حركته كى يفتح مساحات لنفسه . ونعم قدم أكرم توفيق عرضا فرديا فى الاختراق . حصل به على ضربة جزاء، سجل منها وسام ببراعة هدف التقدم ثم عاد ونام. واختراق أكرم لم يتكرر، وجرى إمام عاشور كان كثيرا بالكرة لكنه ينتهى إلى لا شىء فهى تقطع منه، وهو يفقدها لأنه لا يرى أمامه اختيارات تمرير للشحات وتاو ووسام فهم خلف أسوار دفاع الزمالك ومساندة مروان عطية أو أكرم توفيق متأخرة لأنهما كانا منذ لحظة فى موقف الدفاع فى الخلف وحتى يحيى عطاالله لا يتقدم بظرف الضغط الابيض أو بسبب تعليمات بحراسة زيزو ومراقبته!
** 5- دور وسط الزمالك الهجومى كان مزعجا خاصة أنه بدا فى أوقات كثيرة من المباراة ملتحما مع خط هجومه، زيزو، والجزيرى، ومصطفى شلبى . وهو ما مثل ضغطا مستمرا على وسط ودفاع الأهلى فلا بناء من الخلف ولا تمريرات للأجنحة المراقبة، ولا هدف باختراق فردى لأكرم توفيق يمثل حالة مستمرة للعب الأهلى من العمق . فاللعب بمحور هجومى واحد لا يمثل محاور هجوم الأهلى . وفى هذا الحصار نجح الزمالك.
** 6- «سوف نعود إلى المباراة ويجب أن نعود . نريد هذه البطولة بأى ثمن ندفعه من الجهد والعرق والنضال» .. هكذا بدأ لاعبو الزمالك المباراة وهكذا بدأوا الشوط الثانى. فانطلق الظهيران عمر جابر وبينتايك الجرىء، وأضافا قدرة هجومية ترجمت فى الهدف الذى أحرزه البديل ناصر منسى حين تقدم بخطوة واحدة أمام ياسر إبراهيم . مجرد خطوة صغيرة لكنها خطوة كبيرة جدا فى كرة القدم . فرغم المسافة القصيرة التى جعلت رد فعل الشناوى بطيئا، لا شك أن رد فعله عموما فى الكرات الأرضية يتسم بالبطء فى بعض الأحيان.
** 7- هل كانت تلك هى تعليمات كولر؟ هل كانت هى الدفاع أمام الزمالك ومحاولة صيد هدف بدلا من السعى إلى هدف؟ من تمركز هانى ويحيى عطاالله نرى حذرا من جانب كولر من أجل بنيتايك وشلبى فى الجبهة اليسرى ومن أجل زيزو فى الجبهة اليمنى . وتراجع وسط الأهلى أمام الضغط من جانب الزمالك الذى مارسه لاعبوه بشراسة، والشراسة هنا ليست العنف، فمدربو العالم جميعهم يتحدثون عن تلك الشراسة فى الضغط واستخلاص الكرة والجرى وسد المساحات.
** 8- لأن الزمالك أخذ المبادرة، وظل يسعى للسيطرة، فإنه سلب الأهلى من أوراقه التى يستخدمها وأهمها الشخصية. وحين يفقد الأهلى شخصيته فإنه يفقد الكرة . وبدون الكرة ماذا يفعل أى فريق فى أى مباراة؟!
**9- سجل رامى ربيعة ضربة جزاء و«نام» وسجل عمر كمال عبد الواحد ضربة جزاء و«نام» وقالا إنه احتفال خاص بنجم كرة السلة الأمريكى ستيف كيرى لكنه فى الحقيقة ترسيخ لظاهرة بحث اللاعبين عن الصورة والترند والاستعراض والاستهتار والتعالى، وقد تسبب المال الوفير للنجوم فى ظاهرة عالمية ، وهى «ترند تمثيل الفرحة» فكله مدفوع الثمن من خلال زيادة المتابعين!
** 10 – أثناء المباراة ، وفى الدقيقة 42 عند احتساب ضربة جزاء الأهلى اعترض لاعبو الزمالك بصورة لا تليق، ووصل الأمر إلى التلويح بالانسحاب، وبتصرفات من إداريين ومن لاعبين لا تليق باسم الزمالك وقيمته ، وهو سلوك معيب لا نراه فى مباريات عالمية أهم من تلك المباراة بألف مرة . لكنه الشحن الساذج ، والتصريحات المسربة التى تمثلت فى رفض حكم المباراة مسبقا، وهى لعبة مصرية تقليدية للأسف، ومن أسف أيضا أن يخرج لاعب سابق أو لاعبون سابقون فى الأهلى ويخاطبون رأيا عاما بإساءات بالغة فى حق الزمالك، كأننا فى «كى جى وان إعلام» . ما هذا؟ وحين كتبت على منصة «إكس» ماهذا؟! نعم ما هذا المشهد المسىء والمعيب للرياضة ولكرة القدم .وما هذا الخطاب الإعلامى المسىء والذى يرفع من درجات الاحتقان . وإذا كان هناك من يمرر ويبرر مثل هذه المشاهد، فهو أمر لا شأن لى به، فكيف أوافق على مثل هذه المشاهد فى ملاعبنا؟!
** 11- فازت المملكة بحق استضافة كاس السوبر الإفريقى من الكاف كما فازت من قبل باستضافة كاس السوبر الإيطالى والإسبانى، شأن كل دول العالم التى تتنافس على استضافة الأحداث الفنية والمعارض والمؤتمرات، والبطولات الرياضية، فلم يكن هذا التحرك من هيئة الترفية توجها فيه مجاملة للأهلى، ولكنه من أجل تسويق للدولة سياحيا ورياضيا وثقافيا وفنيا ، وهى حقوق مشروعة للدول، كما تفعل مصر ودبى والإمارات وقطر، وكثير من دول العالم . فلماذا يتردد من جانب بعض جمهور الزمالك أن المستشار تركى أل شيخ يرغب فى منح الكأس للأهلى، وهو بالقطع لا يملك ذلك، بينما هو يشجع الأهلى وهذا بالقطع من حقه، وهناك فارق هائل بين المنح والتشجيع.. وبالمناسبة على مدى سنوات شاهدت وزراء ورؤساء وزراء وشخصيات عامة وسياسية كبيرة مصرية وعربية تشجع الزمالك بنفس الطريقة وبنفس الانفعال التلقائى.. ثم ألا نتمنى جميعا أن نرى هذه الجماهير وهتافاتها فى ملاعبنا حتى تدب فيها الروح والحياة!
** 12- الزمالك استحق السوبر 100% . وجمال كرة القدم له عدة وجوه ومنها الخطط والتكتيك وكيفية إدارة الصراع فى المباراة ، وفى هذا نجح الزمالك ونجح مدربه جوميز . وخسر كولر . والخسارة لا تسلب من الرجل نجاحاته السابقة. وإطلاق أحكام مطلقة على الرجلين تمثل انطباعات مشجعين، بعضهم رأى كولر أسطورة دائمة وبعضهم كان يطالب برحيل جوميز . لكن المحلل والناقد لا يجوز لهما أبدا أن يكونا سريعا الاشتعال والتحول فى الرأى، فما قيل اليوم، يناقض ما قيل أمس.. ما هذا؟!
** ألف مبروك للزمالك هذه البطولة المستحقة عن جدارة . مبروك لجمهور الفريق، وللاعبين، وللجهاز الفنى وللإدارة.
درجات اللاعبين:
** الزمالك : عواد (8). محمود بنتايك (9). حسام عبد المجيد (8). المثلوثى (9 ناقص درجة على الاعتراض) . عمر جابر (9) . ناصر ماهر (7) . عبد الله السعيد(7) . دونجا (7.5). مصطفى شلبى (5.5) . الجزيرى (6 ناصر درجة على الاعتراض ) . زيزو (9) . ناصر منسى (10) . كونراد ميشلاك (5) . عمر فرج (لم يختبر) . محمد شحاته (لم يختبر) . زياد كمال (لم يختبر) . جوميز (9)
** الأهلى: الشناوى (4) . محمد هانى (4) . رامى ربيعة (8) . ياسر إبراهيم (6) . يحيى عطاالله (4) . مروان عطية (6) . أكرم توفيق (7) إمام عاشور (2). حسين الشحات (1) . وسام أبو على (5) . بيرسى تاو (صفر) . عمر كمال (4) . أفشه (6) . طاهر (6.5) كوكا (لم يختبر) . رضا سليم (لم يختبر). كولر (3).

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.