2017.. باب الأمل مفتوح - إيهاب الملاح - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 8:07 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

2017.. باب الأمل مفتوح

نشر فى : الجمعة 30 ديسمبر 2016 - 9:25 م | آخر تحديث : الجمعة 30 ديسمبر 2016 - 9:25 م
عام مضى، وعام جديد يهلّ.. هموم وأوجاع، أحزان ومسرات، ولا دائم إلا وجه الله. مضت 2016 بكل ما فيها، بكل ما حملته من فجائع ومواجع، اضطرابات وارتباكات، ونسير ويسير العالم فى نهر الزمن، منذ قدر لحياةٍ أن تنشأ وتمضى إلى ما شاء الله.

لكن ولأن الإنسان، مهما هوى إلى الدرك الأسفل من التردى والشرور والآثام، يبقى فى داخله حنين غامض، ضبابى، إلى أمل مجهول، الأمل فى غد مشرق بحلم العدالة والإنسانية والمحبة والسلام، دعوات وابتهالات حارة إلى الله أن تكون هذه السنة المقبلة أقل عنفا ودما واتشاحات بالسواد، كفانا حزنا وحدادا وقلوبا محروقة.

فى عام مضى، ولدت صداقات وماتت أخرى، طويت صفحات ووضعت فيها النقطة الأخيرة، وظهرت أخرى تحمل مساحات أمل وأبواب مفتوحة فى إنجاز مشروعات وقراءات وكتابات لعل الله ييسر أمر إنجازها وإتمامها فى العام الجديد.. الأمل لا ينقطع مهما كانت التوقعات والمساحات الرمادية المحيطة بنا من كل جانب، عام جديد يعنى: ميلاد جديد، والميلاد يعنى حياة، والحياة هى الأمل والتفاؤل والخير.

على كل حال، كانت 2016 شأنها شأن غيرها، قبلها وبعدها، مليئة بأحداث ووقائع وغيابات وتفاصيل لا يبقى منها فى الذاكرة إلا ما حفر موضعه ونُقش أثره، كل فى مجاله، ودائرة اختصاصه، ومحور اهتماماته. على المستوى الثقافى، كانت 2016 متخمة بيومياتها وأجندتها الثقافية والفكرية العامة. مطالعات فى كتب جديدة، عربية ومترجمة، وقراءات فى روايات وقصص، ومتابعات لفعاليات وأنشطة تكاد لا تتوقف، سواء فى مصر أو فى العالم العربى.

من أبرز وقائع 2016 ارتفاع سعر الدولار وأثره على كل شىء بما فيها صناعة النشر وإخراج الكتب. للأسف كانت 2016 سنة «كبيسة» و«مؤلمة» على المشتغلين بصناعة نشر الكتاب وتداوله، ارتفعت أسعار الكتب العربية لمعدلات فلكية وغير مسبوقة، توقفت تقريبا حركة شراء الكتب الآتية من الخارج، بعد أن قفز الدولار من 8 إلى 10 إلى 12 وصولا إلى 18 و19 جنيها!!

وصل سعر بعض الكتب الآتية من الخارج إلى 300 و400 جنيه! ومحليا، صار متوسط سعر الكتاب من 80 إلى 150 جنيها! أمر مفزع ومؤشر على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور مستقبلا، ندعو الله أن يلطف بأهل الصناعة ويشد من أزرهم فى مواجهة الطوفان!

ورغم هذه الأزمات العنيفة وغير المسبوقة التى يتعرض لها الكتاب الورقى، ما زالت عجلة المطابع تدور، هناك كتب كثيرة ظهرت فى 2016 واستحقت مكانة متميزة، إبداعا وفكرا، وهناك أعمال قصصية وروائية حظيت بإقبال ورواج ملحوظ.

وفى العام الماضى، غابت وجوه أحببناها وأحببنا إبداعاتها وآثارها، رحل عنا: محمد حسنين هيكل، علاء الديب، فاروق شوشة، نعمات أحمد فؤاد، محمود عبدالعزيز، أحمد راتب، وأبوالمعاطى أبوالنجا وآخرون.. رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته.

وسيُسجل فى دفتر أحوال 2016 أن نائبا برلمانيا «مصريا» أعلن أن روايات نجيب محفوظ وأعماله خادشة للحياء وأنه كان يجب معاقبته على ذلك بحبسه! رحم الله نجيب محفوظ لم يُنجه من هذا المصير الأسود إلا موته! لكن رب ضارة نافعة، سيكون 2017 هو عام نجيب محفوظ بإجماع هيئات ومؤسسات ثقافية لها وزنها، مصريا وعربيا، ردًا على هذه التصريحات الجاهلة بامتياز. فاتحاد كتاب العرب قد أعلن أن 2017 سيكون عام أديب نوبل وكاتب العربية الأكبر، واقترحت مؤسسة أخرى أن يخصص يوم 12 أكتوبر من كل عام للاحتفال بالرواية العربية الذى يوافق حصول محفوظ على جائزة نوبل فى العام 1988.

وأخيرا، فقد شهد 2016 اهتماما متناميا وملحوظا بلغتنا الجميلة، وشهدت أيضا بروز عديد من المبادرات لإعادة الاهتمام بلغتنا العربية ونشر ثقافة الاعتناء بها، قراءة وكتابة، وظهر أن لهذه اللغة الجميلة عشاقا كثيرين يعتنون بأمرها ويسعون لتجديد دمائها ويقبلون على دراستها بمحبة وشغف (وإن كان ذلك فى الأغلب خارج الأطر التقليدية والمؤسسات التعليمية والجامعية). هناك تفاؤل كبير بأن تشهد 2017 ازدياد رقعة هذا الاهتمام وزيادة المبادرات واتساع أثرها فى مصر وفى جميع أنحاء العالم العربى..
وكل عام وحضراتكم بخير وسلام..

ــ نقطة ومن أول السطر:

«كل من عليها فان إلا وجهه، ومن يفرح بالفانى فسوف ينتابه الحزن عندما يزول عنه ما يفرحه. كل شىء عبث سوى عبادته. الحزن والوحشة فى العالم كله ناجم عن النظر إلى كل ما سوى الله».
رواية (ليالى ألف ليلة) نجيب محفوظ