مبادرة ناجحة ولكن - سيد محمود - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:39 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مبادرة ناجحة ولكن

نشر فى : الثلاثاء 31 مارس 2020 - 10:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 31 مارس 2020 - 10:55 م

نجحت المبادرة التى أطلقتها وزارة الثقافة تحت عنوان «خليك بالبيت الثقافة بين إيديك» فى التواصل مع قطاع كبير من المواطنين خاصة فى الشق المتعلق ببث إنتاجها من الموسيقى والمسرح عبر القناة التى أطلقتها الوزارة عبر «اليوتيوب» وصارت هى «التريند» لعدة أيام؛ حيث بلغ عدد متابعى القناة لليلة واحدة لأكثر من 800 ألف متابع.
وسوف ندين بالفضل لأزمة «كورونا» مستقبلا لأنها أكدت أن التعاون بين وزارتى الإعلام والثقافة صار ممكنا، فقد سهلت وزارة الإعلام مهمة الثقافة، وأتاحت لها وقتا مثاليا على شاشة القناة الثانية لبث حفلاتها وإنتاجها المسرحى المتميز يوميا بين التاسعة مساء وحتى الثانية عشرة، وهذه خطوة ناضل لأجل تحقيقها وزراء ثقافة وإعلام فى حكومات مختلفة لكن اللمسة الأخيرة كانت تصل باقتراح التعاون إلى طريق مسدود.
وروى لى وزراء ثقافة سابقون فى أوقات مختلفة مسيرة ذلك الطريق الطويل الذى لم يسفر فى النهاية عن شىء لصعوبات لم تكن مفهومة أو كانت مفهومة أكثر من اللازم بحسب توازنات اللحظة السياسية وقتها.
ولا يمكن الحديث عن نجاح هذه المبادرة دون شكر السيد أسامة هيكل، وزير الإعلام، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، ودون أن نشير كذلك إلى مبادرة أخرى لم تحظ باهتمام جماهيرى مماثل ويقف وراءها فريق العمل بإدارة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة؛ حيث استثمر مديرها، وائل شلبى دعم الأمين العام الدكتور هشام عزمى، وما لديه من قواعد بيانات لعدد من المثقفين العرب وخاطبهم لبث مقاطع بالفيديو تشمل قراءات لنصوصهم الإبداعية، وقدم بعضهم محاضرات حية بثت لجمهور عربى كبير، وكان من بين هؤلاء قامات إبداعية وفكرية كبيرة مثل إبراهيم عبدالمجيد، والدكتور عماد أبو غازى، وقرأ الأول فصلا من أحدث رواياته «العابرة» وحاضر الثانى عن الفنون الجميلة فى مصر، وبخلاف هؤلاء شهدت المبادرة مشاركة واسعة لأجيال مختلفة من المبدعين العرب.
وعلى الرغم من ذلك النجاح فإن عملية إتاحة بعض إصدارات وزارة الثقافة بالمجان عبر مواقع بقية مؤسساتها لم تجد اهتماما واضحا ولم نقرأ فى البيانات الصحفية التى تصدرها الوزارة أية تقديرات بشأن واقع الطلب على ما تصدره الوزارة من كتب بعضها ذات أهمية بالغة وكانت تعانى من مشكلات تسويقية كبيرة وتقطع طريقها من المطبعة إلى المخزن فى صمت.
ويقودنا هذا الأمر لتفكير يتعلق بالمستقبل بعدما يكلل الله جهود العلماء بالنجاح فى محاصرة «فيروس كورونا»؛ حيث بات من الضرورى استمرار التعاون مع وزارة الإعلام التى تحتاج فى طموحها الجديد لاستعادة «مجد ماسبيرو» لمحتوى برامجى مغاير يعزز من فكرة قوة الإنتاج الثقافى المصرى.
وتحتاج وزارة الثقافة مستقبلا للتفكير فى تطوير آليات تسويق إنتاجها الموسيقى والمسرحى وأرشيفها السينمائى إلكترونيا عبر منصة رقمية احترافية تعرض هذا الإنتاج.
ومن الضرورى كذلك التفكير فى إتاحة منشوراتها إلكترونيا فى المكتبات التابعة لها فقد صارت مسألة الاستعارة الإلكترونية عادية فى مؤسسات أخرى داخل مصر وخارجها وهو الأمر يقود للتساؤل حول واقع مكتباتنا الوطنية التى لم تعد على ما فيها من كنوز وثروات قادرة على التعاطى مع شكل المستقبل ففى خلال الأزمة الأخيرة أتاحت دولة الإمارات العربية معظم محتويات مكتباتها الوطنية للاطلاع الإلكترونى وهى خطوة لم نستطع القيام بها لأننا ببساطة لا نزال نعتقد فى «قوة المبانى» فى حين وضعت الأزمة أغلب سكان العالم تحت رحمة شبكة الإنترنت، وبدا واضحا أن شركة عملاقة مثل (جوجل) أصبحت أهم وأكبر تأثيرا من أى دولة فى العالم.
وبات مؤكدا أن تطبيقات مثل: (نتفيلكس، وتيك وتوك وزووم) هى التى ستقود العالم إلى شكله الجديد وترسم ملامح المستقبل التى نحتاج فى الثقافة لاستغلالها لتوسيع دوائر الاتصال والتأثير.