لم يتوقعوا منها تلك الإجابة أبدا، كانت تبدو لهم طيلة اللقاء الذي أجروه معها على مدى ساعة إلا خمسة دقائق مبتهجة وراضية بحياتها.
«في ختام حلقتنا عايز أسأل حضرتك سؤال: نِفسك في إيه دلوقتي؟» كان ذلك السؤال الأخير الذي سأله لها المذيع، كان سؤالا روتينيا يتحدث الضيف فيه عادة عن أمنية يسعى لتحقيقها في القريب العاجل، أو يقول كلاما تقليديا عن أمله في أن يعم السلام أرجاء الكون ويصلح الله حال الوطن وما إلى ذلك من كلام يتمناه البشر منذ قديم الأزل وهم يعلمون أنه لن يتحقق أبدا، لكن إجابتها كانت مفاجئة، نظرت إلى الكاميرا وقالت بشفتين مرتعشتين «نفسي في حضن ماما بس كده»، ثم انخرطت في بكاء قال البعض أنه لا يليق بسيدة على مشارف الستين حققت الكثير، وهي عندما سمعت تعليقات بعضهم عادت مجددا للبكاء وهي تردد مثلا شعبيا لم تنسه منذ سمعته من دادتها « اللي من غير أم حالته تغم».