● لو استمرت درجات الحرارة في الإمعان في غيها والتصاعد بهذا الشكل المخيف خلال الأسابيع القادمة ستكون علياء المهدي صاحبة الإتجاه الفكري الأكثر شيوعا في مصر.
● بدلا من أن تلعن الظلام إلبس الشمعة، فلسعتها وحدها ستنسيك الظلام.
● س: هل تعتقد أن الإنسان مُخيّر أم مُسيّر؟
ج: أعتقد أن الإنسان مُخيّط.
● ستكون أيقونة الثورة القادمة رجلا تونسيا أشيب الشعر يضع يديه على موضع حساس من جسده ويصرخ قائلا «لقد اتفقعنا لقد اتفقعنا».
● سأل الصديق الشاعر أحمد شافعي سؤالا وجيها قال فيه «هو ليه البحر ما بيروحش أحيانا يتمشى ع الإنسان؟»، أجبته «سيكون ذلك مشكلة كبيرة لنا نحن بني الإنسان، لأن البحر سيضطر لزوم التمشية أن يتبول في الإنسان ويرمي فيه كانزات وأعقاب سجاير، وربما أخذته الحماسة ليلعب في مؤخرة الإنسان ويصطاد منها سمك، وربما كتب عليها بالمرة الحجاب يحميكي من الذئاب أترضاه لأختك».
● يحزنني كثيرا غياب الدقة في كتابة الأخبار في الصحف، من ذلك مثلا أن تقرأ خبرا في صفحة الحوادث يقول «ضبط 12 كيلو بانجو ونصف كيلو حشيش بحوزة عاطل بأسوان»، ده سيادتك إسمه رجل أعمال، أما العاطل فهو من يحمل سيجارة بانجو أو بالكثير ربع قرش حشيش ده إن قدر على دفع ثمنهم ولم يلجأ للدين من أجل ذلك، وحتى لا نبخس الناس قدرهم حتى وإن كانوا مجرمين، أتمنى أن يتم تعديل نشر أخبار مثل هذه ليصبح «القبض على رجل أعمال يتاجر في المخدرات بحوزته 12 كيلو بانجو ونصف كيلو حشيش».
● بعض القيادات الإخوانية لو تمت ترجمتهم إلى لغات العالم، نعم أعني ما أقوله، ترجمتهم هم وليس كلامهم وتصريحاتهم فقط، وعندها سيكونون سببا في إكتشاف طبي خطير. إذ سيستخرج العلماء من جلودهم ودمائهم وعظامهم وشعيراتهم الدموية إنزيم التبلد العاطفي الذي سيتم تصنيع حقن منه تعالج الإكتئاب وتمكن الإنسان من أن يكون مبتهجا على الدوام وغافلا عن كل العفن الذي يحيط به حتى لو كان يعيش في قلب مجرور. تخيلوا كيف يمكن أن تنتهي إلى الأبد معاناة الملايين من مرضى الإكتئاب في العالم بمجرد حقنهم بإنزيم التبلد الإخواني، سيهبون من رقدتهم في المصحات العقلية ليمتطوا البسكليتات وينطلقوا بها في الشوارع «مسبهلّي» الألباب فاشخي الأضباب مبتهجين بعطايا الحياة مهما حملت لهم من مفاجآت. بحيث أنك لو رميت أحدهم ببعض الفضلات البشرية الطازجة سيمسحه من على وجهه وهو مبتسم قبل أن يقول لك «هل تعلم أنه مهما تقدمت صناعة الأسمدة فإنه لا شيئ يعدل أبدا الفضلات الطازجة».
● من العار أن نواصل دخول جحر الضب ونقوم بتقليد الغرب في كل شيئ حتى في وصفنا لحالة الطقس لدينا، لماذا نستخدم الدرجة المئوية أو الفهرنهايت لقياس درجات الحرارة لدينا، لماذا لا يكون لدينا مقياسنا الخاص لحرارتنا؟، ولماذا يردد مذيعو ومذيعات الطقس لدينا كالببغاوات الأوصاف التي تستخدمها شعوب ليس لديها عمقنا الحضاري ولا تعيش نفس ظروفنا المناخية والحضارية، لماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها، فنرى مذيعة الطقس تقول مثلا «أعزائي المشاهدين الجو اليوم خرائي على القاهرة إبن حرام في الوجه القبلي شاذ في الوجه البحري مع وجود غازات شمالية غربية على جميع الأنحاء»، ألن يمنحك ذلك قدرة نفسية أفضل على مواجهة حالة الطقس بعد وصفه بهذه الأوصاف العدائية، بدلا من تلك الأوصاف المائعة التي يتم إستخدامها مثل «مائل للحرارة وشديد الرطوبة وهبوب رياح شمالية غربية». أما مقياس الحرارة فلماذا لا نتفق على أن يكون نابعا من تراثنا وبيئتنا المحلية بدلا من إستخدام مقياس فهرنهايت أو مقياس درجة مئوية، فيكون مقياس الحرارة لدينا نابعا من الأوصاف التي نصف بها الجو بالفعل في حديثنا، فيكون مقياس درجة الحرارة في الشتاء «درجة رصاصية» ومقياس الحرارة في الشتاء «درجة خرائية» أو «تلزيقية»، أجبني بأمانة: إذا كنت تجيب على من يسألك «الجو عامل إيه النهارده»، بقولك «خرا بعيد عنك» أو «الجو يقرف من كتر التلزيق»، فلماذا تستنكف أن تسمع مذيعة النشرة الجوية وهي تقول للمشاهدين «درجة الحرارة العظمى النهارده في القاهرة أربعين درجة خرائية» أو «في الإسكندرية فتبقى درجات الحرارة ثابتة على معدلات 35 تلزيقية أو «أما في الصعيد وأسوان فلا يوجد أي مقياس يمكن أن يقيس درجة الجو الخرائي الذي يشعر به المنكوبون بالحر هناك». إذا أعجبك هذا الإجتهاد فعليك أن تدعمه من أجل تحقيق خصوصية حضارية لوطننا، أما إذا لم يعجبك فاعتبره بجملة الخراء الفكري المحيط بنا من كل حدب وصوب.