• "اكتشفت في ذلك الحين أن الناس جميعا يرغبون في أن تُروى لهم قصص، وأنهم يريدون الخروج لحظات من الواقع والعيش في تلك العوالم الخيالية التي تقدمها الأفلام والتمثيليات الإذاعية والروايات، بل إنهم يرغبون في أن تُروى لهم أكاذيب، على أن تُروى تلك الأكاذيب بصورة جيدة، ومن هنا يتكشف سر نجاح المحتالين والنصابين الماهرين في الكلام.
ودون أن أفكر مجرد تفكير في الأمر تحولت في نظرهم إلى صانعة أوهام، إلى نوع من الحورية، فقد كانت روايتي للأفلام تخرجهم من ذلك العدم الفظ الذي تعنيه الصحراء، وتنقلهم ولو لوقت قصير إلى عوالم بديعة مليئة بالحب والأحلام والمغامرات، وبدلا من أن يروا تلك العوالم معكوسة على شاشة سينما، كان بإمكان كل واحد منهم أن يتخيلها على هواه.
لقد قرأت ذات يوم في مكان ما، أو ربما شاهدت في فيلم، أنه عندما كان الألمان ينقلون اليهود في عربات القطارات المغلقة المخصصة للماشية ـ ليس لها سوى فتحة واحدة في الجزء العلوي كي يدخل إليها الهواء ـ وبينما هم يمضون عبر الحقول الشابة ووسط الأعشاب الغضة، كانوا يختارون أفضل راوٍ بينهم، ويجعلونه يصعد فوق أكتافهم ويرفعونه حتى الفتاة العلوية كي يصف لهم المشهد في الخارج ويروي لهم ما يراه مع مرور القطار.
إنني واثقة الآن من أنه لا بد أن كثيرين منهم كانوا يُفضلون تخيل تلك الروائع التي يرويها زميلهم، وأن يتمتعوا هم بأنفسهم بامتياز النظر من تلك الفتحة".
من رواية (راوية الأفلام)
لـلروائية التشيلية إيرنان ربييرا لتيلير ـ ترجمة صالح علماني
• "فيما يتعلق بالمصائر فإن من المؤكد أن مصيره غريب، وربما كان أقل ضراوة من معظم المصائر، فهو على الأقل قد مضى في خط مستقيم، وذلك في حد ذاته أمر نادر يوشك أن يكون نعمة وبركة، وبصفة عامة فإن حياة البشر تمضي، فيما يبدو من مسيرة منقطعة من شيئ إلى آخر، وتضطرب وتصطدم، وتمضي نافذة فالشخص يمضي في إتجاه ثم ينحرف بحدة وسط مساره، ويتجمد في موضعه، ويمضي ضائعا، ثم يبدأ السير من جديد، وما من مشيئ يعرف أبدا، ومن المحتم أن نصل إلى مكان مختلف تماما عن المكان الذي انطلقنا منه".
الروائي الأمريكي بول أوستر من رواية
(ثلاثية نيويورك) ترجمة كامل يوسف حسين
• "نحن أبناء الدول المتخلفة يا حبيبتي نستخدم "يعني" كثيرا لثقتنا من عدم فهم الآخرين لنا. كلمة "يعني" ياحبيبتي جسر يربط بين ابناء الدول النامية، ولو وجدوا بعضهم البعض في لغة أخرى، فإنهم يتواصلون فيما بينهم بعجلات "يعني" للإنقاذ".
من رواية (أصوات الموز) للكاتبة التركية أجة تمل قوران
ترجمة عبد القادر عبد اللي
"إتقان البقاء على صهوة الفرس يفتن شجاعة الخصم وقلب المتفرج، - فما الجدوى من الهجوم؟ اجعل هيئتك هيئة المنتصر."
نيتشه