● أليس فيكم رجل رشيد؟
ــ في طبعا.
● طب هو فين مش شايفه يعني.
ــ بيتخيّط حاليا يا فندم.. ممكن تسأل عليه بكره.
● اشمعنى بكره.
ــ أصل احنا عندنا رجل رشيد ورجل حصيف.. كل يوم بنخيّط واحد وبندي التاني فرصة يرتاح شوية.
●●●
مع علو موجات النفاق التي يعشقها أنصار رابطة صناع الطغاة ربما نقرأ قريبا لمن يقول: يروي شهود عيان أن جمال عبد الناصر التقط يومها باقة الزهور من الطفل عبد الفتاح السيسي ومال عليه وقال له وهو يربت على كتفه «يا ولدي في يوم من الأيام ستكبر وتصبح على وش مشير ساعتها هيقابلك واحد إسمه محمد مرسي اديله بالقفا وقوله ده من عمك جمال شخصيا».
●●●
عامان ونصف مضيا وأنا كلما التقيت بالأستاذ منصور جاري القاطن بالدور التالث، أجده يقبل عليّ وهو يبكي حرفيا وأحيانا وهو يبكي مجازا، ويقول لي بحماس شديد «أبوس إيدك هدي الناس أبوس إيدك هدي الناس»، كنت في البداية أحاول إقناعه بأن ما يحدث في الشارع ليس لأحد سيطرة عليه، وأن الناس يهدأون أو يثورون لأن هناك أسبابا تدفعهم لذلك، وليس لأنهم يستجيبون لأحد يدفعهم للثورة أو للتهدئة، لكن محاولاتي فشلت بعد عام ونصف، فأصبحت أكتفي بهز رأسي قائلا له «حاضر بإذن الله فورا هيحصل»، ثم أصبحت أكتفي بهز رأسي دون تعليق، واليوم ونحن في هذه الليالي المفترجة سأختار أن تكون دعوتي في ليلة القدر «يارب بحق جاه حبيبك النبي هدي نفوس الناس مش عشان خاطري عشان خاطر الأستاذ منصور يعتقني».
●●●
كان يظن أن ذلك الجسم الغريب الذي ظهر بجوار ركبته مجرد «كيس دهني»، لكن الطبيب صارحه أنه واحدة من «المسائل» وقعت من مكانها وترفض الرجوع بأي شكل، وبعد تفاوض طويل معها اقتنع هو والطبيب بمنطقها عندما قالت لهما «أصل أنا لا عارفة أستحمل ولا عارفة أتفقع ودي مش عيشة بصراحة».
●●●
كان قد غلبه النوم وهو متأثر بصور الفنان طارق النهري وهو يضرب النار على عناصر الإخوان الزاحفة على ميدان التحرير، في المنام رأى الفنان عماد محرم يقف في صف الإخوان يضرب بالطبنجة على طارق النهري بنفس التركيز، بينما كان كل من أمل ابراهيم وسميرة صدقي يجلسان في الصفوف الخلفية للفريقين المتصارعين، تشوي كلا منهما الكباب وتحضر حجارة المعسل في انتظار قدوم المنتصر، وفي مشهد جانبي رأى وجدي العربي وهو يتفاوض مع يوسف منصور لإحداث توازن قوى بقبضة الهلالي ضد طبنجة النهري، وقبل أن يصحو من نومه رأى المشهد برمته وقد نزلت عليه عبارة «هذه الموجة من الثورة من إخراج ناصر حسين».
●●●
سألني الكاتب الموهوب بالميم وليس بالباء: يعني انت مش حاسس إن كتابتي شبه كتابة هيمنجواي؟
علمتني الأيام ألا أنصح موهوبا أو موهوما ولذلك قلت له: مش عارف. يمكن لما تنتحر وتعدي فترة على إنتحارك هاحس بكده. خلينا نشوف.
●●●
● تحت أمرك يافندم.
ــ أنا كنت باتصل بخصوص الأوردر اللي طلبته من عندكم.
● إحنا آسفين إذا كان تأخر شوية على معاد الفطار.
ــ لا بالعكس هو وصل في معاده وقبل الفطار بوقت مناسب.
● أمال إيه المشكلة.
ــ المشكلة إن الأوردر طالعة منه ريحة.
● ريحة إيه يافندم.
ــ ريحة الفشل.
● أفندم؟.
ــ الحقيقة ريحتين لفشلين مختلفين.. الأولى ريحة فشلكو في إنكو تقدموا خدمة طبيعية وتشموا الأكل قبل ما تبعتوه، والتانية ريحة فشلي في إني أستمتع بكوني راجل مستريح حبتين في بلد يحترق يعني حتى فكرة إني أطلب أوردر غالي يساوي ربع مرتب موظف محترم أفسدتوها لي بفشلكم اللي أفشل إستمتاعي بطبقتي الجديدة اللي أنا أصلا مش مخلد فيها لأسباب كتيرة تتعلق بالتدهور الإقتصادي اللي هياكل الأخضر واليابس وثورة الجياع اللي بتطرق الأبواب
● حضرتك أنا مش فاهمة خالص فين المشكلة في الأوردر
ــ المشكلة إن شريحة السمك اللي حضرتك قلتي لي إنها معمولة بصوص الريحان ومعاها بطاطس ونعناع ورز على الطريقة التايلاندية جت لي وريحتها معفنة
● إيه ده بجد سوري يافندم أنا آسفة جدا ممكن حضرتك تديني فرصة أكلم الشيف
ــ ممكن بس ماتحطينيش على الهولد لإني مش محتاج أضيف إلى اسباب غضبي مزيكة الإنتظار القذرة
● أنا مقدرة إنفعال حضرتك.. بس حالا هاكون مع حضرتك
(بعد لحظات غرقت فيها في بحار ذكرياتي مع الأكل البايظ في المطاعم على مر فترات حياتي المختلفة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا جاءني صوتها مجددا)
ــ أنا آسفة على التأخير يافندم.. هو الشيف بيقول لحضرتك إن لو في ريحة غريبة ممكن تبقى من الروز ماري لما بيتحط على الجريل مع السمك
● حضرتك أنا سبق لي التشرف بشم ريحة الروز ماري وأقدر أقول لك إن مالهاش علاقة بالريحة اللي أنا شاممها خالص
ــ طيب ممكن حضرتك توصف لي الريحة اللي إنت شاممها.
● من غير ما تزعلي.
ــ العفو يافندم.
● ريحة خراء طازج.
ــ أفندم .
● زي ماحضرتك سمعتني بالضبط .
ــ للدرجة دي.
● فوق ما أوصف لك.
ــ طيب حضرتك تحب أبعت لك شريحة سمك تانية ولا تحب تطلب حاجة تانية خالص.
● أحب أطلب أي حاجة ماتكونش طالعة منها ريحة خراء طازج.
ــ تحت أمرك يافندم.
● متشكر على ذوقك. سلامو عليكم.
●●●
أعزائي المشاهدين.. ومكملين في جولتنا في أحياء القاهرة القديمة ودلوقتي إحنا في شارع المضاجع لطوب الأرض الفاطمي وبنلتقي مع أحد المواطنين.
● أهلا بحضرتك.. كل سنة وانت طيب.
ــ وانتي طيبة يا ست الكل.
● مش هاسألك بقى سؤال بايخ زي صايم ولا زي كل سنة.
ــ آه ياريت والنبي عشان مش ناقصاكي خالص.
● أنا كنت بس باهزر مع حضرتك.. إحنا سؤال حلقتنا لازم تجاوب عليه من غير تفكير.
ــ انجزي واسألي.
● إيه أكتر حاجة بتحبها في شهر رمضان؟.
ــ الرفث إلى نسائكم .
● إيه.. كت.. كت يابني.. إيه اللي حضرتك بتقوله ده.
ــ إيه مش انتي قلتي أجاوب من غير تفكير.
● أيوه بس ماكنتش متوقعة إنك تجاوب كده.
ــ إيه يعني متوقعة أقولك الرفث مع رجالكم.. شايفاني عيل شمال ولا إيه يا مدام.
● إيه الألفاظ السوقية دي.. شوفوا لنا مواطن تاني نسجل معاه.
(يخرج مطواة من جيبه).
ــ طب عليا الحرام من ديني ويارب أتلدع وأخسر صيامي لو اتحركتوا من هنا من غير ما تسجلوا معايا حلقة بحالها أقول فيها كل اللي نفسي فيه.. طلعوا. بطايقكو كلكو.. ولما الحلقة تتذاع وألاقي كل اللي قلته متذاع تبقوا تستلموها.. أمال إحنا عملنا ثورة ليه ياولاد الرفضي؟.. يالله افردي وشك واسأليني السؤال تاني.
ــ إيه أكتر حاجة بتحبها في شهر رمضان؟ .
● المليطة اللي شغالة في المسلسلات.
(يلوح بالمطواة) هه يا ولاد الكلب.. حد ليه شوق في حاجة.. كنا ماشيين شرعي وقلنا الرفث إلى نسائكم ماعجبش.. ده أنا هاهريكو قباحة.. خشي على السؤال اللي بعده يا ست المؤدبة.