في البرازيل حقق الفقراء في الأسبوع الماضي إنتصارا تاريخيا جديدا، عندما حصلت طائفة العاملين في مجال الخدمة المنزلية من شغالين وشغالات وطباخين وطباخات على كامل الحقوق التي يحصل عليها المستفيدون من قانون العمل، بعد أن أقر البرلمان بإجماع الأصوات قانونا يعطي حوالي 7 مليون عامل في الخدمة المنزلية الحق في تقاضي أجر إضافي إذا عملوا أكثر من ثماني ساعات في اليوم أو أكثر من 44 ساعة في الأسبوع، فضلا عن تشريع ضمانات تكفل أن يتقاضى الشغالون أجرهم بشكل علني وليس تحت الترابيزة منعا لإستغلالهم، القرار جاء بعد نضال قادته نقابة للعاملين في الخدمة المنزلية اعتبرت رئيسته إيليانا بسعادة بالغة أن القرار من وجهة نظر أعضاء نقابتها يعتبر «الإلغاء الثاني للعبودية»، لأنه سينهي رسميا كل ما كان العاملون في الخدمة المنزلية يتعرضون له من إضطهاد ومعاملة غير إنسانية خصوصا من قبل أسر الطبقة الوسطى. مبروك لشغالين البرازيل على أمل أن يأتي اليوم الذي يحصل فيه إخوانهم وأخواتهم في مصر على ذات الحقوق وتختفي إلى الأبد دعوة «ربنا يتوب علينا من خدمة البيوت».
ـ بعد طول بحث عن عثرات وأخطاء لرئيس الأوروجواي خوسيه موخيكا المعروف بلقب صديق الفقراء، وجدت له أخيرا هذا الأسبوع عثرة سياسية، حين قرأت أن الأرجنتين قدمت فيه شكوى رسمية تحتج على شريط تسجيل يقوم فيه بإهانة رئيسة الأرجنتين كريسيتنا فيرنانديز ديكريشنر وزوجها السابق نيستور كريشنر الذي كان قد سبقها إلى منصب الرئاسة أيضا والذي يعاني من مشكلة في إحدى عينيه، التسجيل تم إلتقاطه قبل مؤتمر صحفي حيث لم ينتبه موخيكا على طريقة فيلم الكيت كات إلى عمل الميكروفونات وهو يشكو لأحد المحافظين من تعنت الأرجنتين مع بلاده في إتفاقيات التجارة قائلا له بعد الترجمة إلى العامية « الساحرة العجوزة طلعت أسوأ من الراجل الأعور، على الأقل الأعور كان عنده حس سياسي، أما الولية دي فعنيدة زي البغل بالضبط»، صحيفة الأوبزيرفادور وضعت التسجيل على موقعها الذي انهار بعد أن حاول الملايين عبر أمريكا اللاتينية الإستماع إليه، موخيكا اضطر هذه المرة ومن أجل الصالح العام للتخلي عن إتساقه المعهود مع نفسه، فأنكر أنه كان يقصد بكلامه كريستينا وزوجها السابق، لكنه أيضا لم يقم بسب الصحيفة التي نشرت تسجيله ولم يتهمها بالتسبب في إساءة العلاقات مع دولة شقيقة كما كان سيفعل أنصار رئيسنا الذي يقوم بالتلبيخ عيانا بيانا كلما تحدث.
ـ في الولايات المتحدة تم الإعلان عن بدء القوات الجوية الأمريكية في التخلص من ثلث وحداتها الجوية لتلبية مطالب خفض النفقات العسكرية، وهو ما يساوي مبلغ 857 مليون دولار كجزء من خطة تستهدف خفض ميزانية النفقات العسكرية بمعدل 85 بليون دولار يتم توجيهها إلى بنود أخرى في ميزانية البلاد المتهالكة. لم أقرأ الخبر في منشور سري أو في موقع معارض على شبكة الإنترنت بل قرأته في مجلة (ذي ويك) الأمريكية التي أشارت إلى وجود معارضة من الخبراء العسكريين للقرار مؤكدين أنه سيؤثر على كفاءة الوحدات العسكرية الموجودة حول العالم، لأنه سيؤدي إلى خفض أكثر من 45 ألف ساعة من أوقات الطلعات التدريبية بحلول أكتوبر القادم، وسيتم تدريب الطيارين المبتدئين على نماذج محاكاة بدلا من الطائرات الحقيقية، لكن عدم رضا العسكريين عن القرار لم يعرقل تنفيذه أبدا، بل بدأوا في التعامل معه بوصفه أمرا واقعا فرضه الكونجرس.
ـ في البرتغال أصدرت المحكمة العليا حكما بعدم دستورية خُمس بنود خطة التقشف الحكومي الواسعة التي تم إتخاذها لمواجهة الحالة الإقتصادية المتردية في البلاد، وهو ماوجه ضربة قاصمة لتلك الخطة التي كانت الحكومة تعول عليها لإنقاذ الإقتصاد والهروب من وطأة التصنيفات السيئة الموضوعة من قبل المنظمات الدولية، خطة التقشف كانت تقضي بخفض مرتبات الموظفين الحكوميين، وهو ما اعتبرته المحكمة العليا إنتهاكا لمواد الدستور التي تقضي بحق العاملين في القطاع الحكومي بالمساواة في الحقوق مع العاملين بالقطاع الخاص. رئيس الوزراء البرتغالي بيدرو باسوس كويلهو اضطر أن يصارح الشعب بأنه بعد هذا الحكم مضطر لكي يعوض ما كان ينبغي خفضه من مرتبات الموظفين الحكوميين بإجراء خض حتمي في ميزانية الصحة والتعليم والضمان الإجتماعي، ولم أجد فيما وقع تحت يدي من تصريحات كلاما له عن الأصابع الخارجية أو ضرورة تطهير القضاء أو أن من يقول أن البرتغال مفلسة هم المفلسون.
العالم في وادٍ ونحن لا زلنا في قاع سردابنا، نحفر بهمة بحثا عن قاعٍ أبعد.