قصيدة لـ محمد فتحي كُلفت

مات زي النبات ما خرجش من تربته

ويا عيني ما دخلش دنيا

ما دخلش غير تُربته

اسمه مينا واسمه...

اتمسح لما اتمسح جسمه

وضحكته ف المسيرة وف الاحتلال

يوم حد يا ولاد تسعة من أكتوبر

مش أي يوم تاني من الأسبوع

ولا شهر تاني من شهور السنة

يوم حد يا ولاد عند مبنى الإذاعة

اللي ذاع له برامج الأطفال

يوم حد يا بنات عند ماسبيرو

حتّة الحبّيبة ع الكورنيش

وهو كان منهم ودا كبيرُه

وكبيرُه حدف الطوب، يُفَط للغلابة

وهو كان زيهم هياكل عيش

ما ماتش يا بنات، اسمها قتلوه

وأكيد أكيد إنه اتقتل مشدوه

لا دول جنود وطنه ولا دا الشر

زي ما في فقرة الكرتون

ما فاضتش لا خوذات ولا مدرعات

وما كانش دا مخيم الوحدات

اللي فاض دم الشباب العُزّل

بالرصاص الحي والدبابات

وبعساكر جامِكية وعلوفة

كلمات قديمة وخسة مألوفة

بس السلاح رصاص وتليفزيون

بالعساكر والعبيد والإذاعة

ع اللي عايزين دولة العدل ساعة

واحتلال عن احتلال يفرق

واحتلال من احتلال يخلق

من الشبه أربعين وم البلد إقطاعة

وحَّدنا يا مينا وجَميع حكاياتنا

وف ثورة جمّع كل ثوراتنا

عمال وطلبة، فلاحين، أعيان

عُلَما، جنود، مثقفين، رهبان

قصدوا بقتلك يمنعوهم يثوروا

وتعيش يا مينا ف التاريخ ويغوروا.