ـ أعجبني كثيرا التحضر الذي أصاب كثيرا من القنوات وجعلها تستعين بمترجم يترجم الأخبار إلى لغة الإشارة خدمة للمبتلين بفقدان السمع والحريصين على مشاركة إخوانهم الأصحاء بلاء سماع الأخبار، لكن متى يأتي اليوم الذي تقدم فيه كل القنوات خدمة ترجمة الأخبار إلى معناها الحقيقي للمبتلين بفقدان الصبر وآلام المرارة والخصية والمناطق القابلة للإنفجار في الجسم، فيظهر لهؤلاء مترجم على شمال الشاشة تحديدا ليستخدم إصبعه الأوسط في ترجمة الأخبار السياسية مع إضافة شخرات تتنوع خفتها أوثقلها حسب طبيعة الخبر نفسه، وينهي ترجمة نشرة الأخبار بشخرة اسكندرانية طويلة منغمة تتناسب طرديا مع انحطاط ماجاء بالنشرة من أخبار.
ـ يولد الإنسان منا جائعا وعاريا ومبلولا، ويقضي حياته كلها في محاولة اشباع جوعه وستر عريه وتفادي اليوم الذي يبلل فيه نفسه.
ـ الحب نفسه لا يُشترى بالمال، ما يُشترى بالمال هو كل شيئ يمكن أن يجعل الحب نفسه يستمر.
ـ لا يذهب كل من تعرفهم إلى الجنة، لأن وجود كل من تعرفهم في الجنة سيجعلها مثل الأرض بالضبط، نسخة من الجحيم.
ـ لا زال التقدم العلمي عاجزا عن إختراع أسلاك لا تقبل اللعبكة. لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله.
ـ كلمة بسيطة يمكن أن تفرق كثيرا في المعنى، بدليل أن معنى جملة "والعشرة دول" يختلف كثيرا لو استبدلت كلمة "دول" بكلمة "دي".
ـ حتى لو بدت لك الجملة ركيكة ومنتمية إلى إكليشيهات الأبيض والأسود، لن تستطيع أن تنكر أنها حقيقة واقعة: هناك أناس تسعدهم رقصة الصالصا، وأناس تسعدهم فقط علبة صلصة".
ـ لا أدري إذا كانت جملة "بس يابت سدي خاشمك" تعتبر جملة فاشية، أتمنى ألا تكون كذلك، لأنني أشعر كثيرا هذه الأيام أنها الجملة الوحيدة التي يمكن أن ترد بها على بعض المتحدثات في برامج التوك شو، وبعض المتحدثين أيضا.
ـ الصداقة غالية مثل المال، ولذلك يصعب الإحتفاظ بها مثل المال أيضا.
ـ كان كل شيئ سيتغير، لو لم يكن لأبينا آدم "تُقل" على التفاح.
ـ الحكاية معروفة لأي مشاهد سينما: بداية سعيدة ثم منحنيات درامية ثم لحظات تعقيد حرجة ثم خطة إنتقام ثم نهاية سعيدة.لكن الحياة ليست فيلما للأسف.
ـ الأمور ليست دائما كما نتخيلها حتى وإن بدا تخيلنا لها شديد المنطقية. هل تريد أن تقنعني أن أي عازف قدير في فرقة سيدة الغناء العربي أم كلثوم كان يعود إلى بيته من بروفات أغنية "سلوا كئوس الطلا" أو "أراك عصي الدمع"، ليجمع زوجته وأولاده ويعقد معهم حلقة نقاشية لتحليل جماليات القصيدة التي كان يتدرب عليها، بالتأكيد كانت أول جملة يقولها عند دخوله البيت "الغدا جاهز"، وربما كانت ثاني جملة يقولها "برضه عاملة بامية"، وبالتأكيد إذا قام أحد أولاده بتشغيل الراديو بصوت عال أثناء دخوله ليرتاح سيصرخ فيهم "اطفوا الزفت ده أنا دماغي واجعاني من الخبط والرزع طول اليوم"، حتى لو كان من يغني في الراديو عبد الوهاب أو أم كلثوم ذات نفسها، وحتما لزما زوجة هذا العازف إذا رأته نائما مثل الخساية الدبلانة وشخيره يهز ضرفة الدولاب لن تعذر هجره المتكرر لها لأنه يشارك في صناعة تاريخ الغناء العربي، بل ربما كانت في تلك اللحظة بالذات تقول لنفسها "الله يقطع فرقة أم كلثوم على بروفات أم كلثوم.. الراجل بقى له تلات أسابيع مالمسنيش ولو بالغلط".
ـ بمناسبة سيرة الست أم كلثوم، ما يضحكني ويبكيني معا، أن أم كلثوم غنت بحرقة شديدة قائلة "في بحارٍ تئن فيها الرياحُ.. ضاع فيها المجداف والملاح" قبل أن تعيش أيامنا المهببة هذه أصلا.