● ما يجعلني أطمئن برغم كل المؤشرات التي تدعو للفزع أنه مثلما صنعت مصر نسختها الخاصة والعابثة وغير الجادة والمرحة من كل شيئ،ستصنع نسختها الخاصة والعابثة وغير الجادة والمرحة من الحرب الأهلية.
● عليك أن تتذكر أن المثل القائل (لا تضع البيض في سلة واحدة) ظهر قبل اختراع الإنسان للكرتونة التي يمكن أن تتحمل كل ما لديك من بيض.
● ينشغل كثير من المشايخ في مهاجمة الحرية وتصويرها على أنها ستجلب حفلات الجنس الجماعي إلى مصر، ولو أنهم سألوا واستقصوا ولا أقول جربوا، لأدركوا أنه لا مستقبل للجنس الجماعي في بلد لا تؤمن بإنكار الذات ولم تتعلم العمل الجماعي.
● لعل أكثر من أدهشتني قدرته على الإقناع في الدنيا كلها، على كثرة ما عرفت من محاججين وملاججين ومجادلين عظام يلعبون بالبيضة والحجر، بعضهم إسترد طابا وبعضهم شارك في ضياعها، بعضهم أنقذ أسرا من الطلاق وبعضهم أنقذ أسرا بالطلاق، لكن كل هؤلاء تضاءلوا إلى جوار عظمة صاحب مطعم شامي طلبت منه ذات يوم طبقا شهيرا في الأردن وفلسطين إسمه «منسف» عبارة عن خليط غير متجانس من الرز واللحم والمكسرات مع شوربة مدهشة غامضة المكونات، وهو واحد من أحب أكلات الدنيا إلى قلبي، ولولا السكر اللعين لأدمنت أكله كل يوم، بعد أن شرعت في أكل الطبق بشغف عارم شعرت بخديعة واجتاحني غضب «أعرم»، إتصلت بالمطعم منفعلا وطلبت من الذي رد على التليفون أن يحيلني إلى المدير فورا ودار بيننا هذا الحوار القصير:
● لو سمحت عيب تكتبوا في المينيو إنكو بتعملوا منسف
● إزاي يافندم إحنا فعلا بنعمل منسف
● أيوه مانا طلبته للأسف
● هل في مشكلة في الأوردر
● مشكلته إنه مش منسف
● إزاي يافندم أنا متأكد جدا إنه منسف
● ده مالوش أي علاقة بالمنسف أبدا
● بس كل اللي بيطلبوه من عندنا بيتعاملوا معاه إنه منسف
● عشان أكيد ماجربوش المنسف أبدا في حياتهم ولا يعرفوه أصلا
● (بمنتهى الهدوء الذي لم يفارقه منذ بداية المكالمة) طيب حضرتك تقترح إيه؟
● إنكو تبطلوا تعملوا منسف
● ما أقدرش يافندم ده أكتر طبق مطلوب عندنا
● خلاص يبقى تكتبوا في المينيو جنب كلمة منسف بين قوسين هو خرا بس بنسميه منسف
● خلاص يافندم ولا يهمك المرة الجاية لما حضرتك تتصل بينا قول للي يرد عليك أنا عايز أي خرا إلا الخرا اللي بتسموه منسف.
(الحقيقة رده أفحمني فضحكت وقفلت).