قصة نحيلة
أخر تحديث:
الأربعاء 3 يوليه 2013 - 3:37 م
تجمدت في مكانها فجأة، انتحت جانبا لكي لا تعيق تدفق المسيرة، أخذت تتابع بنظرها أختها التي لم تنتبه لتوقفها وهي تواصل التقدم مع السائرين نحو التحرير، تطلعت في الوجوه المارة حولها، عاودتها الأفكار المؤلمة من جديد: كم من هؤلاء كان ضد زوجها ورفاقه في أيام الثورة الأولى؟، من منهم خاض في شرفه ووطنيته ودينه؟، من منهم بارك قتله أو برره أو أنكره أو حتى تجاهله؟، بل وهل من بينهم من شارك أصلا في قتله؟، هل أخطأت عندما نزلت اليوم؟، هل كان لديها اختيار آخر؟، هل كانت ستتحمل البقاء في البيت وسط أحزانها ومخاوفها؟، تذكرت أنها قررت النزول فقط لأن زوجها زارها بالأمس في المنام مرتديا الملابس التي استشهد بها ولم يقل لها سوى جملة وحيدة «لعن الله من أوصلنا إلى ما نحن فيه». غالبت أفكارها وواصلت المسير نحو التحرير.