● ألهمتني الخطبة العظيمة التي ألقاها الدكتور هاني البنا مسئول منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية أمام الدكتور محمد مرسي في مؤتمر الجمعيات الأهلية، والتي لو كان أرسطاليس حيا لضمها إلى الطبعة الجديدة من كتابه الأم «الخطابة»، منذ أن استمعت إلى الخطبة وأنا أرى نفسي واقفا مكان الدكتور هاني البنا أرتجل خطبة عصماء أقول فيها «لقد شهد العالم في عهدكم الميمون حضارات مجتمعية بلاوي فكرية نهضات علمية رجالة متنيّة ثورات صناعية هلاوس سمعية طفرات زراعية خوازيق مغريّة صمامات أمنية برابير أنفية معاملات أخلاقية كعوب محنيّة قيادات محلية كوابيس يومية رياضات ذهنية بلالين مفسيّة مذاقات فنية إنفلاتات أمنية حمايات عسكرية خلايا خطفية مسارات إقتصادية فضلات بُنيّة ترسيخات حقوقية مسامير مصديّة مبادرات شبابية أصوات حلقية إحكامات قيمية مجاري طفحية بصمات ثقافية مسامير مصديّة رسالات فكرية خرفان بالليّة تجديدات فقهية غباوة فطريّة إعتمادات تاريخية نطاعة مستشريّة إفساحات سياسية زبالة مرميّة إحترامات جيلية أصل النفاق غيّة حريات مناخية صرصار في نمليّة فلسفات تقدمية ما تغور في رزيّة».

●● المبرر الوحيد الذي يجعلني أصدق أن قناة النيل للأخبار ستنتج فيلما تسجيليا عن إنجازات مرسي، هو أن يكون ذلك جزءا من خطة الدولة لفقع ذكور الشعب وتخفيض الكثافة السكانية.

● بصراحة أنا مقتنع أننا يمكن أن نزيد مياه النيل بالدعاء، وأول دعاء سأدعوه وأدعو لأن يدعو به الكل معي هو «ربنا ياخدك يا شيخ».

●● قال لي: ألا تتفق معي في أن هناك مبالغات صحفية في الكلام عن تأثير السد الأثيوبي المسمى بسد النهضة على مصر، قلت له: لكن الناس ستصدقها لأن اللي إتلسع من مشروع النهضة هينفخ في سد النهضة.

● رأيت فيما يرى النائم أن محمد مرسي إتصل برئيس وزراء أثيوبيا قائلا له «فين الكلام اللي إتفقنا عليه لما كنت عندكو»، فقال له رئيس الوزراء الأثيوبي «ابقى تعال وأنا أقولك فين».

●● في خطابه أمام الجمعيات الأهلية هزني من الأعماق أن يقول محمد مرسي «أنا عارف كويس مين بيقول إيه إزاي علشان إيه»، لكن سؤالي هو «وبعد كل ده مستحمل نفسك إزاي؟».

● كل الرؤساء العرب يقولون في خطاباتهم ما قاله مرسي أنه لن يفلت مجرم من العقاب، ثم ينسون هذا الكلام في المحكمة.

●● الحالة التي نعيشها الآن جعلت الكثير من الناس يتشككون في كل شيئ، بدليل أن أكثر ما يشغلني الآن هو أن أسأل الدكتور محمد مرسي سؤالا يبدو بديهيا جدا لكنه في نظري شديد الأهمية هو : هل تعرف يادكتور مرسي أنك إذا مت أنت الذي ستحاسب وليس خيرت الشاطر؟.

● حتى الآن الدرس الذي إستفاده الإخوان من قصص فرعون في القرآن هو تبنيهم الكامل لشعار فرعون « ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».

●● لا أدري هل هي مصادفة أن أقرأ خبرا عن قيام الجراد بأكل فدادين كاملة من المخدرات في سيناء، ثم أشاهد في ثلاثة مواضع متفرقة في ثلاثة شوارع مختلفة، شباب بتنط في الشارع زي الجراد.

● مرشد الإخوان محمد بديع طالب الشعوب المعذبة في بورما وأفغانستان وسوريا وفلسطين بالصبر على العذاب الذي تلاقيه، وأنساه الحر شعبا معذبا هو الشعب المصري الذي يعذبه هو وجماعته.

●● لي صديق يتصور أن تصريحات الجماعة الإسلامية التي هددت فيها بإعلان الجهاد على أثيوبيا ليست سوى نوع من الهزل، وبالطبع لم يصدقني عندما قلت له أن هذه الجماعة لا تعرف الهزل، وأنها بالتأكيد بدأت منذ الآن تدريبات على قتل الأفيال الحبشية فور بدء المعركة.

● إستغربت أن ينفي المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية إقامة قرينة الدكتور محمد مرسي بقصر الأندلس، مع أنه يعرف بالتأكيد أن مشكلة الشعب المصري مع جماعة محمد مرسي التانية أم مرشد، وليس مع السيدة جماعته أم عياله.

●● بعد كل ما سببه مجلس الشورى من خراب في حياتنا السياسية متى نصحو الصبح فنجد فنان جرافيتي كتب على مدخله بخط واضح «مجلس الشورى الهباب وأيام العذاب».

● تأجيل تنفيذ الحكم بحل مجلس الشورى لحين وجود مجلس نواب، ذكرني تماما بمن يضطر لتأجيل قتل زوجته الخاينة لحد بس ما تولد.

●● لا يحتاج البؤس العقلي الذي نعيشه إلى دليل إضافي، ومع ذلك ستجد دليلا إضافيا عليه في مواقف الأطراف المختلفة لدينا من مظاهرات الغضب التركية التي اندلعت الأسبوع الماضي في قلب إسطنبول والتي أدت غباوة البوليس التركي إلى إشعالها أكثر، سيدهشك كيف حاول كل طرف في بلادنا المنكوبة بالتفكير البسيط أن يجعل منها شيئا تصب في صالحه قبل حتى أن ينشغل بجمع معلومات كافية عنها وعن تأثيرها الفعلي على الواقع التركي، للأسف لم يسعفني الوقت للكتابة عما حدث بحكم متابعتي للشأن التركي وإهتمامي به، أعد بالكتابة تفصيليا في الأسبوع القادم بإذن الله، وحتى يحدث ذلك أنصح رجب طيب أردوغان بالمبادرة لبدء حل الأزمة بقرار سريع هو منع خيرت الشاطر من دخول تركيا لمنع تأثيرات قدمه السعد عليها.

● كان حالنا سينصلح أكثر لو كان كثير من ذكور مصر لم يكتفوا بالإشادة بجمال متظاهرات تركيا، بل لو عبروا علنا عن شعورهم بالخجل والعار لأن تلك المتظاهرات لم يتعرضن للتحرش الجنسي من أبناء وطنهن.

●● بعد أن تم بيع جلابية الشيخ محمد حسان في مزاد خيري بحوالي 35 ألف جنيه، على كده الفانلة توقف بكام؟

● برغم رؤيتهم للكوارث التي وقع فيها حلفاؤهم السابقون في جماعة الإخوان، لا يريد السلفيون أن يتعلموا حتى الآن أن محاولة السيطرة على الحريات الشخصية والعامة ستبوء بالفشل، ولن تؤدي بالوطن إلا إلى مزيد من الخراب، لا يريد هؤلاء أن يكتفوا بما قدمته لهم الثورات من حريات سياسية وشخصية كانت حقوقا مسلوبة منهم ظلما وعدوانا، فهم لا يتركون فرصة لكي يتحرشوا بحريات الآخرين إلا وانتهزوها، وكان آخر محاولات التحرش هذه تحرشهم في مجلس الشورى بفن الباليه، وهو التحرش الذي صاحب معارك وزير الثقافة القادم على رماح الإخوان علاء مشاكل عبد العزيز  فأثار ضجة عالمية جعلت العالم كله يبكي ويضحك على حال أمة لا تضمن مستقبلها الغذائي والمائي والدوائي ومع ذلك تنشغل بكولونات راقصات الباليه أكثر من إنشغالها بكل ذلك. السلفيون الآن يملأون ساحة العمل السياسي دون أن يقدموا لها إلا ما يزيدها حريقا وإشتعالا، مع أننا لم نكن سنرى سلفيا في ساحة العمل السياسي لو كان الشاب التونسي محمد بو عزيزي صاحب شرارة إشعال الثورات العربية نفسه سلفيا، لأن شيخه السلفي المتعامل مع أمن الدولة التونسي كان سينصحه بالتأكيد أن يحتسب صفعة الضابطة في ميزان حسناته، وكان سيهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور لو صارحه برغبته في إشعال جسده الذي كان شرارة أشعلت ثورة أحرار العرب وأسقطت أنظمة مصر وتونس وليبيا واليمن، تلك الأنظمة التي تركت لشعوبها الكثير من القنابل الموقوتة على رأسها للأسف القوى السلفية التي كانت تحرم الخروج على الحاكم الفاسد، وعندما نجحت الثورة وجدت فيها فرصة لإشباع رغباتها المريضة في التسلط على عباد الله. للأسف حين يكون الإنسان خاويا من الداخل لن يشعره بالإمتلاء والتحقق إلا الإنتصار على تمثال أو على كتاب أو حتى على عروسة مولد أو كولون راقصة باليه، سيهرب حتما من حل مشاكل الوطن إلى نشر أوهام أنه سيعيد الخلافة التي ستسيطر على العالم، وستجده يتصور أنه بقطع رأس تمثال طه حسين يمكن أن يخرس صوت أفكاره المبصرة، أو أنه بتحطيم تمثال أبي العلاء المعري يمكن أن يستر العري الفكري لجماعته المتطرفة، أو أنه بوضع النقاب على وجه تمثال أم كلثوم يمكن أن يهزم السحر المنبعث من أغنية «فكروني». 

●● قرأت أن فلسطينيا اخترع جهازا لتنبيه المصابين بالصمم، لدي إحساس أن فكرة الجهاز بدأت لديه لأسباب سياسية لا تخفى على أي فلسطيني يشعره الصمم العربي بالقهر.

● المفروض أن التجارب صقلتك فلم تعد تندهش من وجود أناس يحبون مبارك بشغف حقيقي لدرجة أنهم يسهرون الليل في محاولة إبتكار أفكار جديدة للتعبير عن حبه. فأنت الآن تعلم أن هناك أناسا يسهرون الليل أيضا في التفكير في وسيلة مبتكرة للتعبير عن حب مرسي، فالغباء قد يربي دقنه لكنه يظل غباءا.

●● بعد كل هذه الإنقطاعات المتكررة للكهرباء التي وقعت في عهدهم ليس من حق الإخوان أن يحتجوا على من يصفهم بأنهم تيارات ظلامية.

● إقرأ لجنة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها بعد فوز مرسي برئاسة الجمهورية عن كل المذابح التي شهدتها مصر منذ 25 يناير وحتى الأمس القريب، وستكتشف أن الأهم والأجدى من شعار «يانجيب حقهم يانموت زيهم»، هو شعار «وراكم بالتقرير».