● اندهشت عندما علمت أن أوبريت (الليلة الكبيرة) الخالد كان في الأساس مصنوعا كإعلان لمنتجات شركة كبيرة في مصر خلال فترة الستينات، أو هذا ماقاله على الأقل الموسيقار الكبير كمال الطويل في حوار إذاعي قديم إستمعت إليه منذ أيام، وقال فيه بالنص «أعترف وأقر إن هذه الصورة البديعة الجميلة لصلاح جاهين ماكنتش واعي ولا داري بعظمة هذه الصورة لإن أنا لما كنت باتخيل إنها معمولة لشركة دعاية لمنتجاتها طار المعنى الحقيقي لهذه الصورة الجميلة من ذهني، إلى أن فوجئت بشيئ عظيم جميل حلو مازال باقيا إلى اليوم وسيظل، قدمه الفنان الجميل سيد مكاوي، وبشكل بديع، وهذه الصورة اللي إتعملت مرة عرايس ومرة مسرح ومرة أغنية كلما أسمعها أقول له عفارم عليك يابو السيد والله أحسنت، وأقول لنفسي: كده برضه تضيع منك جوهرة».
● «.. لقد طابق الإفراج عن المحكوم عليهم من محاكم عسكرية وإلغاء الأحكام العسكرية أمنية طالما ترددت في الخواطر وجاشت في الصدور، ولا نخص الصحفيين بالإرتياح مع أنهم عانوا من كابوس هذه الأحكام وماتفرع عليها من رقابة وإنذار ووعيد وتهديد وإقفال وتعطيل وأوامر بالكتابة والتلفون.... ولا يزال ماثلا للعيون الإبتهاج الذي شمل الأمة بعودة الذين أبعدوا عن البلاد بحكم النظام العرفي فقد ظهر هذا الإبتهاج فيها بمظهر ندر أن يكون له مثيل في تاريخ الشعوب، وحسبنا هذا دليلا ساطعا على شدة النفور من النظام وثقل وطأته على الكبار والصغار. وقد انفردت مصر بطول عصر الأحكام العرفية فيها من جراء الحرب العظمى فإن هذه الأحكام ألغيت في سائر البلدان قبلما ألغيت عندنا. ومما قابله الناس بالإرتياح الكثير الإفراج عن 260 من الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية وأودعوا السجون وقد كان المأمول أن يعم هذا الإفراج جميع الذين حكمت المحاكم العسكرية عليهم طبقا لما تمنته الأمة غير مرة ومابسطته في الصحف لولاة الأمور»
يسعدني بعد أن تركتك مع هذا المقتبس الطويل أن أقول لك أنه نشر بتاريخ 7 يوليو، ولكن ليس 7 يوليو الماضي، وإنما 7 يوليو سنة 1923 في تغطية خبرية لصحيفة المقطم، وستجد النص الكامل في كتاب (الدستور المصري 1923 والحكم النيابي في مصر وتاريخ ذلك من سنة 1866 إلى الآن) لجامعه ألبرت شقير الصادر عن ذاكرة الكتابة من الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الرجل العظيم أحمد زكريا الشلق»، ولا أظن أنك بحاجة إلى تعليق مني على هذه العشرة الطويلة لبلادنا مع الظلم، كل ما أرجوه أن تؤجل سخطك إلى ما بعد الإفطار، لأنه لم يظهر حتى الآن اجتهاد يبيح الأصوات الحلقية للصائم الذي يشعر بالظلم.
● على حسابه في موقع الفيس بوك نشر الصديق الكاتب خالد منصور هذه التدوينة التي تحكي عن موقف شهده خلال إقامته في نيويورك « قاطعني وانا اقرأ في المكتبة العامة ليسألني عن كلمة السر لشبكة الانترنت ثم سألني: من أين أتيت؟ ماذا تفعل؟ وتدفق عندما علم انني مصري وعلا صوته بشدة حتى أن أمينة المكتبة وبخته وطلبت منه خفض صوته. انفعل وهو يتحدث عن كيف ان مصر باتت مثيرة للاشمئزاز، وأن الناس هناك يستحقون ما يحدث لهم، وانه غادر في عام 1969 بعد أن عين معيدا في إحدى جامعات الصعيد بسبب التمييز، وكيف عينته جامعة كولومبيا في نيويورك في ثوان، و انه عاد لمصر فقط ثلاث مرات في ٤٤ عاما، وأنه أمضى 48 ساعة فقط في اخر زيارة منذ سنوات عديدة لأنه بات يكره البلد بشدة، وأن زملاءه الاساتذة في الجامعة حكوا له عن فساد مؤسسات التعليم العالي - حكايات صحيحة لا شك،نصف ساعة من الحديث من طرف واحد - مونولوج في الحقيقة حول مدى سوء الاحوال في مصر وأنها تستحق ما يحدث لها وأنه لم يعد مهتماً، نظرت إليه وقلت: واضح ان اوضاع مصر السيئة تجعلك تعيساً. انت تفتقدها كثيرا فيما يبدو. قال: لا، لا، لا .... ثم نظر إلي وتساءل عما إذا كنت أود أن اشارك فى الاجتماع الأسبوعي لكبار السن المتقاعدين في المكتبة وإذا كان بوسعنا أن يجتمع مرة أخرى.اعتذرت، قال: نعم أنت تبدو صغيرا، كم تعتقد عمري؟، كان يبدو لي في الخامسة والسبعين ولكني كذبت قائلا: 62 أو 65، ابتسم ابتسامة عريضة وقال: يعني عديت السبعين.! وظل يتحدث وهو يغادر المكتبة متجاهلا امتعاض أمينة المكتبة بعد أن أعطاني رقم هاتفه. يالها من مأساة أن يظل المرء في علاقة حب والتصاق ملتبسة مع وطن وثقافة اضطر إلى هجرانهما».