♦ قصيده لـ محمد فتحي كلفت ♦
وِبْيِسْحَبُوا من جسمك المية
والقاهرة غرقانة ف الأمطار
وسألت نفسي ازاي لقوك غرقان
وانت اللي جيت تعالجها م السرطان
وانت اللي جيت مع ألف واحد تاني
منهم مزارع أجير ومنهم باني
رابعهم الظابط، اِنْدار ورقَّصهم
فِ اتنين وخمسين كان مَسِيْح خَلَّصْهُم
سبعة وِستين: أڤْوَروا وْبَلْبَصْهم
والقاهرة غرقانة ف الأمطار
●●●
وانت واقف بتَسْتَهِلّ السجاير
وبتستهجى «نسكافيه» بْوَجْد زاير
بشرتك غامقة وشعرك مفلفل
“بالذمة دا منظر واحد يمثل؟!»
لما رميت نفسك قصاد مقهى ريش
وِاْنكتب فِ سِيناريو ربك تعيش
تعيش وتمثل وتعمل فِيْش
وِياخْدُوك كَعْب داير على نْفوس نُفوس
وِتِتْعَرّف على فْعَالك ف عُمْر سَبَق
جِتِّتَك لقمة وِحِكاياتْهم غُموس
والنيل قُلَل ومصر فرن وطبق
وتبوس سعاد حسني وتبوسني بالإمتاع
النظرة يبقى لها معنى وكدا وبتاع
قادر وزَيّ الجن تِلْبِسْنا
مش ورق سلوفان على ملبّسنا
قفاطين وكَلاسين وبِدَل وأڤارولّات
مورَّدين من سيوة تَمْر فِ بَرَمْهات
والجبنة من دمياط، والموز من إسنا
للقاهرة الغرقانة ف الأمطار
●●●
الأمل فِ الواقع الافتراضي
ما فيهوش عيال يغتالهم الأوتوبيس
والفقر فاحش والغلابة كْتار
فِ أبو العِلا على مَبْعَدِة أمتار
من الزمالك عَرْض فرع النيل
ف البرلمان الفاضي عامل قاضي
وبيناقش عقوبة على الزنا` بالتراضي
نَعْشَك دا والّا عَرَبة الترحيل
مِنْحِدْرة مِ الأهرام بحبيبين غلابة؟
نعشك دا والّا كوبري إمبابة
عَدّيت مِسَطَّح على قَطْرُه عُطِيل؟
أمواج بتتلاطم من البشرية
ما اْعرفش جايِّين محبة والا حِشَرية
والَّا تلاقيهم أقْبَلوا ع الفُرجة
وانت بتمثِّل لهم دور ميَّت
سلّيتنا بين الدَّخْلة والخَرْجة
لو كُنّا ناس كُرَما نسيبك تبيِّت
مش نُلفُظَك معَ شريط الڤيديو
نِزْلت عبارْة «النهاية» الناظِرِين هِديوا
وآمنوا بعذابك ما بعد النهاية
بضمان حياتك مقطّرة ف جلوكوز
حتى موتك ما خَدَكْش بْلِيْن
شوف يا سيدي هيطلعوا لك جوز
بجلّابيْتين وسِروالين مُسبَلِين:
“إلهك مين؟ انطق! رسولك مين؟»
“رحت تسكر ليه فِ رمسيس هيلتون؟»
“إنتو اللي مين؟»، « إحنا أمن الدولة»
“من إمتى أمن الدولة إخوان مسلمين؟!»
كُلُّه على كُلُّه يا عم زكي
يا ديوان مظالم/فيلم للمُشْتَكي
وخلّي بالَك كمان لثُعبان أقرع
طلع لي مرّات من جهاز تسجيل
وحزِّموا بيه وسط بنت الجيل
عريانة تُرقص ووِشّها مُقَنَّع
والقاهرة غرقانة ف الأمطار
●●●
مَركِبَك راحلة فْ رعاية الشمس
والأغاني في رعاية بِبْسْ
والشباب عَ الناصية، منهم هيثم
مثبِّتينهم ف إعلانات اللِّبْس
مش يَقْتُدوا بَكْ بَرّا شغل الرُّخص
فنون السمن والبورسلين والشِبْس
الموت بيعلن إعادة الانتشار
وَاْحمد زكي: إعادِة الإعمار
مُتّ مُتَوهِّم ف نبل الزُّعَما
اللي يستشهدوا فِدا الأمة
الزعيم مزعوم وشعبك تشعَّب
أفواه ألسنة وأفواه سِنان
لو تدوق مفيش صفوف تُمْضُغ
أو تِطْحَن الزرنيخ بدون لُغْلُغ
وَاْنا كنت واقف فِ المحل بابيع
بدر كامل، هلال، محاق، تربيع
حَوِّلت كاتب مصري في فضاء أحْلَكْ
عندي قصص ودورين شايِلْهُم لك:
صُحْبَجي ف بورسعيد أَلْعَب من السردين
فِ الصبح سبَّاك يتْشَعْلَق على مواسير
طالعة لقلوبنا بدون ما تُعْبُر ضمير
بِكُوفيِّتُه وترتيل غُناه تِسْلَك
والتاني نوبي مِقَيِّل على قهوة في عابدين
الزمن فَطَمُه من الحليب عَ الپودرة
وِدَرِّسُوا لابنُه خرافةْ النُّدْرة
من مات غرقا يا ابني فَهْوَ شهيد
لو فار فِ عَرَقِي أو محرر عبيد
ندرة موارد وناس ما اتهجَّروش
الضرب ف المليان لكنهم ما جْروش
باقة زهور بنضلّ ليها الجهة
اِدعي لنا ربك لعدسِها وبصلِها
نِكْدح ونِلْحَس مَلْحَها المجروش
دي القاهرة غرقانة فِ الأمطار
●●●
أحمد زكي فِ القبر طَفُّوا النور
يِجِيْ لْكُو نور على نور من الشاشة
إنْ كان حرامي والّا كان باشا
زَيّ الشعاع بِيْمُرّ عَبْر الزِّيق
مسافِةْ ما نِسْتَفْتَحْ نَفَر زقازيق
أكيد كِتير سألوه: لا هُوْ اْنتَ سوداني؟
وانا أجاوب: ليه مش الشرقية؟
وِصِلْت حبر اَسمر على برقية
تِسْعِد مُوَظَّف مِنتظر ترقيَّة
وأظن كنت تحب زيي صلاح جاهين
إكْمِنُّه صالْحَك مرة على هالة
طاب مين يصالحك لو بقيت حالة`
على رئتيك عشان تأدّي الفينالة؟
خَتَمْت فوق فنَّك بلفظ الجلالة
والقاهرة غرقانة ف الأمطار
مارس-أبريل 2005، إمبابة