•تجليات الحالة الهستيرية التي نعيشها لا تتوقف عن إدهاشي كل يوم وأنا أطالع التعليقات التي تأتيني على حسابي في موقع (تويتر)، وكان آخر ما توقفت عنده طويلا تعليق جاءني عقب المذبحة التي جرت للمواطنين الشيعة في أبو النمرس من مواطن إسمه إسلام أسامة يضع في «أفاتاره» صورة إبنه الرضيع، وقد أرسل تعليقه لي ولحساب الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تويتر، وقال في تعليقه بالنص «اغضبي يا إيران.. فجروا أم البلد دي.. وبعدين تيجي أمريكا تفجروا أبوكم ونخلص احنا بقى المصريين من ميتين أبوكو كلكو»، هذا ما كتبه بالنص «أكسوم بالله زمبئولك كده»، ما أدهشني ليس أنه يعتقد أن المصريين يعيشون في بلد آخر لن يتأثر إذا فجرتنا إيران لتذهب أمريكا بعد ذلك لتفجر إيران، ولا أنه افترض أن باراك أوباما يقرأ التعليقات التي تأتي على حسابه باللغة العربية أو بأي لغة، بل أنه لم يضع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني معنا في المنشن، ربما لأنه صدق ما تكتبه بعض الصفحات السلفية عن كوني شيعيا، ولذلك قرر أن يختارني لتوصيل الأمانة، حاولت منذ ذلك الوقت أن أحصل على حساب روحاني على تويتر لكي أبلغه الأمانة فلم أجده، ولذلك أحمل كل من يقرأ هذه السطور الأمانة لكي يوصل رسالة الأستاذ إسلام التي تحمل حلا منطقيا لكل أزمات الشرق الأوسط، إذا لم تأخذ هذه الرسالة بجدية فاعلم أن ذنب إسلام أسامة في رقبتك.
•في نفس اليوم الذي تلقيت فيه رسالة إسلام أسامة كنت أشاهد برنامجا للمذيع المتميز معتز الدمرداش الذي أستمتع بالفرجة دائما على «ري أكشنات» وجهه المندهشة مما يسمعه ومما يقوله أيضا، يومها كان معتز يجري حوارا هاتفيا مع مواطن شيعي هو صاحب المنزل الذي شهد مذبحة الشيعة في زاوية أبو مسلم، سأله معتز بمنتهى الجدية «من وجهة نظرك يا أستاذ فرحات هما ليه قتلوا ضيوفك وما قتلوكش إنت؟»، وفرحات رد بما لا يقل جدية قائلا «ماهو ده السؤال اللي مجنني؟»، معتز أكمل كلامه بنفس الجدية «هل ده مثلا لإن ليك عزوة وعيلة؟»، فرد عليه فرحات « لا عزة مين ده أنا مقطوع من شجرة»، من شدة عبثية الحوار سألت الله في لحظة صدق «يارب والنبي ما تخلي معتز يساله طب ليه يا فرحات ما قتلوكش لحد دلوقتي؟»، والحمد لله ربنا استجاب، خرج معتز بعدها إلى فاصل إعلاني وتركني أناجي ربي قائلا «يارب والنبي بعد ما تنزاح الغمة دي افتح قلوب منتجي السينما والدراما للتراجيديا الفاقعة والميلودرامات المجهشة بالبكاء لإن ما حدش هيعرف يكتب حرف كوميدي بعد كل اللي حصل وبيحصل في البلد؟».
•أحب بين الحين والآخر أن أعود إلى حساب المرحوم محمد يسري سلامة على تويتر لأقرأ بعض تعليقاته على الأحداث، تذكرته مع قدوم أول شهر رمضان يغيب فيه عنا، وقرأت له الفاتحة واخترت لكم بعض تغريداته الرائعة التي كتبها منذ تولي مرسي للرئاسة وحتى رحيل يسري سلامة عن دنيانا، وهي تغريدات لو كانت صادفت قلوبا مخلصة بعيدة عن الهوى لما كان حالنا قد صار كما لا يخفى عليك:
•أول مرة أسمع هشام قنديل بيتكلم، صوته وطريقة كلامه كأنه واحد في ثانوي ـ كل حاجة مجلس الشورى مجلس الشورى؟ أبو 7% دول ما يدخلوكش معهد سيكلام، إوعى تكون مصدق نفسك ـ المرشد في سيتي ستارز وحسن مصطفى في سجن برج العرب، طب إذا كنتو جربتوا حاجة قبل كده ارحموا الناس وخصوصا إذا كان الناس دول جربوها زيكم ـ ما زلتم تنازعونني وها هي الأيام تثبت يوما بعد يوم أن الإسلاميين ما كان ينبغي لهم أن يكونوا في الصدارة في هذه المرحلة ـ صفوت عبد الغني: لا يصح أن تختزل مصر في جبهة الإنقاذ ومؤسسة الرئاسة، أنت آخر من تتحدث عن الإختزال والتضخم على حساب الحجم الحقيقي، منه لله المجلس ـ إزاي يخلوا الأخ ده متحدثا بإسم الإخوان؟ ده مش بيبطل كلام وما بيعرفش يسمع ـ كده آمرسي، هتخلينا نشحت في عهدك الميمون، مش عارف ليه ساعات باحس إن انت فاصل ومش معانا أصلا ـ أنا عندي مروان ابني الصغير بيبي فيس جدا، مع شوية لحوسة في وشه أنزل بيه على أي إشارة وهيضبطني ـ فيه ناس بتقول الجراد طعمه أحلى من الجمبري طب ما نستفيد منه ويبقى جزء من مشروع النهضة ـ أرجو أن يضع الرئيس في الحسبان إمكانية اللجوء إلى انتخابات رئاسية مبكرة يدعو إليها هو، وكما قيل: بيدي لا بيد عمرو. أن يكون أقصى ما يتمناه الإنسان أن يعود إلى منزله.. المتواضع. إن كان حظي في الحياة قليلها فالصبر يامولاي فيه رضاك».
رحم الله محمد يسري سلامة ورحمنا من الأغبياء الذين لا يكادون يفقهون حديثا.