لم يضايقه سعر الحقنة الغالي، ولا فيزيتة جلسة العلاج الطبيعي التي ارتفع سعرها دون مبرر، بقدر ما ضايقته وأهانته تلك العبارة التي قالها الطبيب بعد أن انتهى من فحصه، كان الطبيب قد طلب منه ترك العمل ثلاثة أشهر ليساعد أعصاب ذراعه الملتهبة على التعافي، رد بعصبية ربما ظن أنها ستدفع الطبيب لتغيير قراره "ما أقدرش أسيب شغلي أموت من الجوع".
حرقة الرد جعلت الطبيب يستطلع مظهره المهندم قبل أن يقول له "بس إنت شكلك مستريح وتستحمل تسيب الشغل شوية"، ليندفع صارخا في الطبيب "يعني مستكترين علينا القميص النضيف اللي بنلبسه.. لازم الفقير ينزل من بيته مقيّح يعني عشان تنبسطوا".
كان قد حكى لي الحكاية بذات الحُرقة كأنها حدثت للتو، ثم قال بعد زفرة عميقة "أنا عارف إن الدكتور ما يقصدش بس برضه الكلمة ضايقتني".