أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن البدء من خلال بعثة أثرية مصرية يابانية مشتركة برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور يوشيمورا ساكوجي، في مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع، والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها.

• تشييد الملك منكاورع للهرم في الركن الجنوبي من الهضبة

وفي هذا الصدد، قال الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن الملك "من_كاو_رع" اتصف بالتقوى والورع، فسبق في عدالته جميع الملوك السابقين، بل وامتدحه المصريون أكثر من أي ملك آخر ممن سبقوه.

وأوضح، في بيان اليوم الخميس، أن الملك "من_كاو_رع" قد حكم من 18 إلى 22 عاما، وبدأ في تشييد هرمه في الركن الجنوبي من الهضبة، وبلغ ارتفاعه 61.5م، لافتا إلى أن هذا الهرم يمتاز بوجود جزء من كسائه الجرانيتي الخارجي، والتي بلغت 17 مدماكًا بدلًا من الحجر الجيري في الهرمين السابقين، متابعا: "وربما كانت النية متجهة إلى كسائه كله بالجرانيت الوردي، ولكنهم لم يصلوا إلا لما يقرب من نصفه فقط".

وأشار إلى أنه في حجرة الدفن الخاصة بالملك، عُثِر عام 1839م على تابوت مستطيل مصنوع من حجر البازلت، والذي ربما حوى أصلًا مومياء الملك "من_كاو_رع"، وقد زينت جوانب هذا التابوت بالمشكاوات التي تمثل واجهة القصور. كما عُثِر على مومياء لرجل وغطاء تابوت خشبي عليه اسم "من_كاو_رع"، وهما محفوظان الآن بالمتحف البريطاني.

• منكاورع لم يستطع إكمال هرمه الصغير

ولفت إلى أنه على الرغم من أن فترة حكم "من_كاو_رع" تزيد عن 18 عاما، إلا أنه لم يستطع إكمال هرمه الصغير وما يتبعه من معابد، فأكملها له ابنه "شبسسكاف"، وقد شيد معبد الوادي بالطوب اللبن، إلا أن قواعد الأعمدة وبعض الأجزاء من الأرضية وعتبات الأبواب فإنها من الحجر الجيري، ومدخله في الشرق يؤدي إلى ردهة صغيره كان سقفها محمولًا على 4 أعمدة، وعلى كل من جانبي هذه الردهة 4 مخازن، تفتح مداخلها من دهليز، يلتقي بدهليز آخر، وفي منتصف الردهة باب يؤدي إلى الفناء الكبير، وكانت أرضيته من اللبن، وكذلك جدرانه المزينة بكوات داخله وخارجه.

وأضاف: كما نجد في الناحية الغربية من الفناء الكبير، مدخل بهو كان سقفه محمولًا على 6 أعمدة، وخلف هذا البهو نجد الهيكل وبعض حجرات صغيرة من بينها ست، وفي الحجرات الجنوبية عُثِر على مجموعات التماثيل الأردوازية، والتي تتكون كل منها من 3 تماثيل معا، كل منها يمثل "من_كاو_رع" نفسه، وفي صحبته سيدة تمثل أحد الأقاليم، وإله أو إلهة من معبودات البلاد.

• المعبد الجنائزي لهرم منكاورع في حالة لا بأس بها

وتابع أن الطريق الصاعد كان مبنيًا بكتل ضخمة من الحجر الجيري المحلي، أما أرضيته وجدرانه فكانت من اللبن، وكان مسقفا بأفلاق النخل، وكان يصل إلى السور الخارجي للمجموعة الهرمية، ونجد أن المعبد الجنائزي لهرم "من_كاو_رع" في حالة لا بأس بها، وكانت جدرانه مشيدة من الحجر الجيري، وكان تصميمها أن تكسي بالجرانيت في كل من سطحيها، ويدخل الزائر من نهاية الطريق الصاعد ويؤدي إلى فناء كبير وسط المعبد، وجدرانه مسكوة باللبن.

واستطرد: كما نجد غرب الفناء بهوا محمولا على أعمدة، ويتكون الجزء الأخير من المعبد من هيكل للقرابين ملاصق لمبنى الهرم، وكانت أرضيته من كتل أحجار الجرانيت، لافتا إلى أنه "قد عرفنا أن (من_كاو_رع) توفي قبل أن يتم بنائه، وأن خليفته أتمه على عجل وبالطوب النيئ. والدليل على عظمة تصميمه كاد أن يندثر".

• مشروع القرن وهدية مصر للعالم

كان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية المنوطة بتنفيذ مشروع "دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع" من الجانب المصري، أعرب عن سعادته بالبدء في هذا المشروع، واصفا إياه بأنه "مشروع القرن وهدية مصر للعالم"، تزامنا مع الافتتاح الوشيك للمتحف المصري الكبير.

وأشار، وفقا لبيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، إلى أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملا بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم، لافتا إلى أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت حوالي 16 بلوكا، لم يتبق منها حاليا سوى 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل على دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.

وأضاف أن هذا المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل خلال 3 سنوات، ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.