يواصل مجمع اللغة العربية في للقاهرة، برئاسة الأستاذ الدكتور صلاح فضل، عطاءه العلمي واللغوي والأدبي؛ حيث أصدر المجمع "حرف الصاد- المعجم الكبير- الطبعة الأولى"، ضمن إصدارته الحديثة.
وقال الدكتور صلاح فضل، عبر الصفحة الرسمية للمجمع عبر فيسبوك: "أصبح من الضروري لمعجم عابر للأجيال يُؤلَّف في منتصف القرن العشرين أن يتسع أفقه ليشمل لغة العلم، فضم سجله ما ذاع من المصطلحات العلمية والفنية ومصطلحات العلوم الإنسانية مراعيًّا دقة التعريف الذي يُوكل به دائمًا إلى أهل الاختصاص؛ ضمانًا للدقة والإيجاز معًا".
وأضاف فضل: "هذا المعجم أُريد له أن يكون سجلًّا موسوعيًّا يضم كل شاردة من اللغة وواردة، فكان الاتجاه المنهجي إلى عرض ترجمة لأعلام الأشخاص والأماكن، فَيُعَرِّف بها في إيجاز، وينوِّه بسُهْمَة أولئك الأعلام في حقول العلوم والفكر الإنساني، وكذلك التعريف الموجز ببعض المواضع والبقاع والبلدان التي وردت في الشعر العربي، أو كانت مسرحًا للحوادث الفاصلة في تاريخنا العربي".
وتابع: "وفي وسعنا أن نقرر أن المجمع قد استقام له منهج واضح يحقق هذه الأهداف المنشودة، وينسجم وطرائق التأليف المعجمي الحديث، ويختلف كل الاختلاف عن مسلك المجمع في معجميه الوسيط والوجيز، اللذين كانا أكثر اختصارًا وانتقاء لموادهم اللغوية واستبعادًا للغريب والحوشي منها؛ الأمر الذي يجعله بحق نواة للمعجم التاريخي الذي نص المرسوم الملكي لإنشاء المجمع عام (1932م) على النهوض به".
واستطرد: "المجمع تأخر بعض الشيء في إخراج الأجزاء التالية، فأخرج الجزء الثاني حرف الباء عام 1980م، والجزء الثالث التاء والثاء عام 1992م، والرابع حرف الجيم، عام 2000م، وهكذا بمعدل عشر سنوات تقريبًا بين كل جزء وآخر؛ ولذا بادر المجمع في أثناء ولاية رئيسه السابق الأستاذ الدكتور حسن الشافعي إلى تسريع إيقاع العمل، فشكَّل خمس لجان للمعجم، تضم خيرة علماء العربية من أعضاء المجمع وخبرائه، والمجتهدين من باحثيه بدلًا من واحدة، يسابقون الزمن جميعًا لإنجاز هذا المعجم".
وأشار إلى توسيع نطاق العمل فيه بضم فيلق من شباب الباحثين الذين أُحْسِن إعدادهم وتدريبهم، وتزويدهم بأساليب الصناعة المعجمية إلى كتائب العمل في المعجم الكبير، فَسَرَّع بذلك وتيرة العمل، أما الآن فقد باتت حركة التحرير المعجمي أكثر سرعة، إذ شرع أعضاء اللجان والباحثون يفيدون من التقنيات الحاسوبية المستجدة والمنصات الإلكترونية، والمدونات اللغوية في عمليات التحرير المعجمي والتدقيق والمراجعة، لاسيما بعد اتجاه الدولة المصرية الآن إلى رقمنة مؤسساتها، ودخول المجمع حومة هذا الميدان؛ الأمر الذي انعكس على حصيلة المنجز بالفعل.
وأوضح المجمع أن هذا العمل يعد نتاج عمل دؤوب للجان المعجم الكبير الأربع التي تضم الأستاذ الدكتور حسن الشافعي مقررًا، والأستاذ الدكتور محمد حسن عبد العزيز مقررًا، والأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي (رحمه الله) مقررا، والأستاذ الدكتور محمد فتوح أحمد مقررًا، بالإضافة لعمل الأستاذة أعضاء المجمع، أحمد عبد العظيم عبدالغني، مأمون وجيه، حافظ شمس الدين وأحمد فؤاد باشا، حسنين ربيع (رحمه الله)، والأمين العام للمجمع الأستاذ الدكتور عيد الحميد مدكور، وفاء كامل، محمود الربيعي، عبد الحكيم راضي، محمد شفيع الدين السيد، محمد عبدالعظيم سعود، محمد السيد العبد، ومحمد رجب الوزير، محمد حماد (رحمه الله).