في ذكرى ميلاده.. نظرة على مسيرة فرانس كافكا رائد الكتابة السوداوية - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 7:20 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى ميلاده.. نظرة على مسيرة فرانس كافكا رائد الكتابة السوداوية

محمود عماد
نشر في: الأربعاء 3 يوليه 2024 - 2:33 م | آخر تحديث: الأربعاء 3 يوليه 2024 - 2:33 م

تحل اليوم 3 يوليو ذكرى ميلاد الكاتب التشيكي الشهير فرانس كافكا، والذي ولد في 3 يوليو عام 1883، ورحل في 3 يونيو عام 1924.

هو كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية، ويعد أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة تصنف أعماله بكونها واقعية عجائبية.

نشأة كافكا وعائلته

ولد فرانس كافكا بالقرب من ساحة المدينة القديمة في براغ، التي كانت آنذاك جزءا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، ولد لعائلة ألمانية من الطبقة الوسطى تنحذر من أصول يهودية أشكنازية.

والده هرمان كافكا هو الابن الرابع لجاكوب كافكا، الذي كان يعمل في ذبح شحيطه (ذبح يهودي) في أوسك، وهي قرية تشيكية سكنها عدد كبير من اليهود تقع بالقرب من ستراكونيسه في جنوب بوهيما.

نشأ والده في الريف في ظروف فقر مدقع؛ وبنشاط دائب ارتقى حتى بات تاجرا ثريا ومالكا لمحل بيع بالجملة في براغ بعد أن انتقل بأسرة كافكا إلى تلك المدينة، كانت بنيته الجسدية والنفسية وطريقة حياته العملية مبعثا لإعجاب من قبل ابنه مرهف الحس، كما كانت في الوقت نفسه منبعاً لنفور كبير وشعور بالغربة مؤلم.

والدة كافكا وهي يولي نشأت في براغ في أسرة عريقة ووجيهة للغاية وذات مستوى ثقافي رفيع، وهي ابنة جاكوب لوي وهو تاجر ناجح في بودبرادي، وتلقت يولي لوفي تعليماً أفضل بكثير من زوجها، وكانت التناقضات بين والد كافكا ووالدته فوق كل تصور.

تحدث والدا كافكا مجموعة من اللهجات الألمانية المتأثرة باليديشية، إلا أنهم شجعوا أولادهم على تحدث الألمانية العليا، وكان لهم ستة أبناء وفرانز كان الابن البكر.

شقيقا فرانس جورج وهاينريش توفيا مبكراً قبل أن يبلغ هو السابعة، وأخواته الثلاث وهن: جابرييل (إلي) ، فاليري (فالي)، أوتيلي (أوتلا)، والأخيرة كانت الأخت المفضلة لدى فرانز. وجميعهن توفين في الهولكوست أثناء الحرب العالمية الثانية، تم ترحيل فالي عام 1942 إلى بولندا ولم يعرف مصيرها.

كتابة كافكا

تقريبا جميع أعمال فرانس كافكا المنشورة كُتبت باللغة الألمانية، عدا بعض الرسائل التي كتبها بالتشيكية إلى ميلينا يسنسكا، قليل من مؤلفاته هي التي نشرت في فترة حياته، وهي كذلك لم تستقطب الكثير من انتباه القراء.

كافكا لم ينهي أي من رواياته الثلاث وأحرق ما يقارب 90 بالمئة من أعماله، وأكثر ما أحرقه كان في فترة إقامته في برلين مع ديامنت، التي ساعدته في إحراق المخطوطات.

في بداية انطلاقته ككاتب تأثر كافكا كثيرا بفون كلايست، وفي رسالة لكافكا إلى فيليس باور يصف فيها أعمال كلايست بأنها مخيفة، وكان يعتبره أقرب حتى من عائلته نفسها.

جدير بالذكر كذلك أن كتابات كافكا قد تعرضت فيما بعد للحرق على يد هتلر، وتعرضت مؤلفات كافكا لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية في القرن الماضي، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم.

القصص

أول أعمال كافكا المنشورة كانت مجموعة من ثمان قصص قصيرة نشرت في العدد الأول من المجلة الأدبية «هايبيريون» تحت العنوان «تأمل».

في عام 1904 كتب كافكا القصة القصيرة «وصف معركة»، وعرضها على برود في 1905، شجعه برود على الإستمرار في التأليف ونصحه بتقديمها لتنشر في مجلة هايبريون وأقنعه بذلك، حيث نشر جزء من القصة في عام 1908، وقسمين منها في ربيع 1909، ونشرها كاملة في ميونخ.

وفي ليلة من الإلهام الأدبي في 22 سبتمبر 1922 كتب كافكا قصة «الحكم»، وأهداها لخطيبته فيليس باور.

يذكر برود وجود تشابه بين اسم الشخصية الرئيسية «جورج بيندمان» وخطيبته «فريدا براندينفيلد» بفرانز كافكا وخطيبته فيليس باور، هذه القصة دائما ما تعتبر انطلاقة كافكا في مسيرته الأدبية.

تتعامل القصة مع العلاقة المضطربه بين ابن وأبيه ذا الطبيعة المسيطرة الذي يجد نفسه يواجه وضعا جديدا بخطوبة ابنه، نشرت القصة للمرة الأولى في عام 1912 في لايبزيج حيث خصصها «للآنسة فيليس باور»، وفي طبعات لاحقة فقط «الآنسة ف».

في عام 1912 كتب كافكا قصة «التحول»، وظهرت للمرة الأولى في عام 1915 في لايبزيج، تبدأ القصة ببائع يسافر ليجد نفسه فجأة قد تحول إلى حشرة قبيحة، ويعتبر النقاد هذه القصة واحدة من أكثر الأعمال الخيالية تأثيرا في القرن العشرين.

«فنان جوع» نشرت هذه القصة للمرة الأولى في عام 1924 في دورية «دي نويه روندشاو» التي تتحدث عن فنان وهو بطل القصة يواجه تراجعا في مهنته الغريبة كفنان يقوم بتجويع نفسه لفترات طويلة لقاء المال.

في أكتوبر من العام 1914 كتب كافكا «في مستعمرة العقاب» ونقحها وأعاد كتابتها في عام 1918 قبل أن تنشر في أكتوبر 1919 في لايبزيج، تتعامل القصة مع تعذيب أحد السجناء في مستعمرة، وكذلك مع الجهاز الذي وضع لإعدامه.

آخر قصص كافكا هي «جوزيفينه المغنية، أو شعب الفئران»، نشرت للمرة الأولى في عام 1924، وتتمحور هذه القصة حول العلاقة بين فنان وجمهوره.

من مؤلفاته

لكافكا مؤلفات عالمية شهيرة للغاية، وتعتبر من كلاسيكيات الأدب العالمي، ومنها: "رسائل إلى ميلينا"،"المسخ"، "القلعة"، وغيرها.

الرحيل

توفى كافكا في 3 يونيو من عام 1924، وعمره أربعون عاما، وكان الجوع هو السبب في وفاة كافكا، حيث أن المرض أصاب حنجرته مما جعل الأكل مؤلما جدا، وبسبب أن حقن التغذية لم توضع بعد فلم تكن هناك طريقة ليغذي بها كافكا جسده.

وبعد وفاته نُقلت جثته إلى براغ حيث دُفن هناك في 11 يونيو 1924، خلال فترة حياته لم يكن كافكا معروفا بعد، ولكن بالنسبة له لم تكن الشهرة مهمة، إلا أنه قليلا بعد وفاته أصبح مشهورا بفضل صديقه ماكس برود الذي نشر أعماله.

كتب الطبيب الذي كان يرعاه في أيامه الأخيرة في المصحة: «وجهه جامد صارم، مترفع، مثلما كان ذهنه نقياً وصارماً. وجه ملك من نسب من أكثر الأنساب نبلاً وعراقة».

بعد وفاته عثر صديقه ماكس برود على قصاصة كتبها كافكا، في ساعة يأس ومعاناة من مرض السل، يرجوه فيها «رجاء أخيراً» بأن يحرق كافة مخطوطاته غير المنشورة ومنها رواياته الثلاث، وذلك لأنها أيضاً غير مكتملة، لكن لحسن الحظ لم ينفّذ برود وصية صديقه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك