استضاف مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، أمس الأحد، أمسية بعنوان "حلم حسن أرابيسك.. القاهرة قبل 30 عاما" في رائعة أسامة أنور عكاشة"، وذلك ضمن السلسة الشهرية "أرواح في المدينة"، والتي ينظمها الكاتب الصحفي محمود التميمي.

حضر اللقاء الإعلامية نسرين أسامة أنور عكاشة، ابنة الكاتب الراحل، والفنان عمرو محمد علي، أحد نجوم المسلسل، والكاتبة الصحفية زينب عبداللاه، والدكتور عصام صفي الدين، المعماري البارز ومؤسس بيت المعمار المصري، بجانب الدكتور محمد الشيشتاوي أستاذ التاريخ، والدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بالتاريخ والتراث.

وأكد التميمي أن مسلسل "أرابيسك" استثنائي، حيث إن كل من شارك في صناعته نجوم، ولا يقتصر ذلك على الممثلين فقط، فكاتبه أسامة أنور عكاشة نجم، ومؤلف موسيقياه وألحانه عمار الشريعي نجم، وكاتب الكلمات والأشعار الشاعر سيد حجاب، وهو من أبرز نجوم الشعر في تاريخ الفن والثقافة، فضلا عن المخرج الكبير جمال عبدالحميد.

وأشار التميمي إلى أن المسلسل أكد في أحد مشاهده الحوارية على استعراض نسب عائلة "حسن" والذي يمتد لعبدالرحمن النعماني، حيث كان من أبرز فناني العهد العثماني، وصدرت الأوامر بأن يغادر القاهرة للأساتانة عاصمة الخلافة، وهو ما أثر على تراجع الحرف والفن بمصر لفترة طويلة بعد غياب نوابغها.

وتعرض المؤرخ ابن إياس لتلك الأحداث في كتابه "وقائع الزهور في بدائع الزهور"، من صور التدمير، حيث هجر العثمانيون قادة ورؤساء طوائف أهم الصناعات إلى اسطنبول، فتدهورت صناعة 50 مهنة، وضاقت الأرزاق.

وأكد ابن إياس في كتابه، أن العثمانيين رحلوا عن مصر والناس في غاية البلية، كما أصابهم الضرر الشامل أثناء حكمهم.

وأضاف ابن إياس، "وأشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصحبته 1000 جمل محملة ما بين ذهب وفضة، بالإضافة إلى ما غنمه من التحف، والسلاح، والصيني، والنحاس، والخيول، والبغال، والحمير، وغير ذلك، حتى نقل منها الرخام الفاخر، وكذلك ما غنمه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنى من النهب مالا يحصر".

وذكر ابن إياس، أن العثمانية فتحت كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوار وعبيد وغير ذلك من كل شيء فاخر.

- تبدل الحال.. حسن أبو كيفة

وأظهرت مشاهد المسلسل حالة تبدل الأحوال التي لحقت بعائلة "النعماني" من عميدها الفنان المبدع الذي سافر لتركيا للحفيد "حسن" فبدأ تعرف الجمهور به من خلال مشهده وهو نائم وتوقظه أمه بصعوبة، ويفيق وبدت عليه آثار السعال، وعدم التركيز بفعل سهراته المتأخرة وتعاطي الحشيش.

- جيل أكتوبر

ويستكمل التميمي، أن توالي الأحداث أظهر جوانب إيجابية في شخصية حسن أرابيسك بعيدا عن اللهو والعبث والكسل، حيث إنه أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وقام بدور بطولي في أحد المعارك ما جعله يتقلد وسام "نجمة سيناء".

- المحفوظية

واستعرض التميمي شخصيات المسلسل متأثرا بمدرسة الأديب الكبير نجيب محفوظ في روايته "المرايا"، مشيرا إلى أن كل اسم كان يعد رمزا معبرا عن معنى إنساني، فمثلا أستاذ وفائي "قدمه الفنان حسن حسني في المسلسل"، ممثلا للوفاء، كذلك الدكتور برهان "الفنان كرم مطاوع" كان إشارة إلى أنه يمثل وجهة نظر العلم بحياده وتجرده إلا من البراهين المادية.

- السائح المغربي

ونقل التميمي صورا للقاهرة قبل 3 عقود بعيون سائح مغربي جاء في رحلة للقاهرة، ووثق تلك الزيارة بلقطات فيديو لشوراع المدينة ومعالمها البارزة ومظاهر وتفاصيل الحياة اليومية بها، ما تأكد معه أن غالبية التفاصيل لم تتغير وروح المدينة ظل رغم مضي الزمن.

- مؤتمر السكان

وعلى هامش المسلسل، لفت التميمي إلى أحداث شغلت الرأي العام في مصر آنذاك، وهو "المؤتمر الدولي للسكان"، والذي انعقد في المدة من 5 إلى 13 سبتمبر 1994 تحت رعاية الأمم المتحدة.

ويعتبر أكبر مؤتمر حكومي دولي معني بالسكان والتنمية على الإطلاق، حيث شاركت فيه 179 حكومة وحوالي 11000 مشارك مسجل من الحكومات، ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة، والمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام، حيث كان الاهتمام والمشاركة من جانب المجتمع المدني غير مسبوق.

وأثار المؤتمر حالة من الجدل، مع رفض المؤسسات الدينية طرح أفكار تمس العقيدة الإسلامية في المؤتمر كحق الإجهاض.