انقسام حكومي وتوتر الجبهة اللبنانية.. المشهد السياسي لإسرائيل ينذر باستمرار الحرب (تحليل) - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:13 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

انقسام حكومي وتوتر الجبهة اللبنانية.. المشهد السياسي لإسرائيل ينذر باستمرار الحرب (تحليل)

بسنت الشرقاوي
نشر في: الإثنين 4 مارس 2024 - 11:34 ص | آخر تحديث: الإثنين 4 مارس 2024 - 11:35 ص

يتأزم المشهد السياسي الإسرائيلي مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الخامس وارتفاع أعداد الشهداء لأكثر من 30 ألف شهيد.

ويواجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو معارضة شرسة في الداخل الإسرائيلي ممثلة في مستوطني الأراضي المحتلة ووزراء حكومته المشتركة التي زادت دعوات حلها بسبب اتهامه في توريط إسرائيل في حرب ضروس، عوضا عن تقاعس حكومته في الحفاظ على أرواح الأسرى الإسرائيلية لدى حماس في قطاع غزة، برفض وقف إطلاق النار.

التحديات التي يواجهها نتنياهو لم تقتصر على الداخل المحتل فقط بل في الخارج أيضا، حيث أصبحت إسرائيل تتقدم يوما بعد يوم على طريق خسارة التعاطف الدولي وفي الصدارة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد توتر العلاقات بين نتنياهو والرئيسي الأمريكي جو بايدن، بالإضافة لعبء الدعوى المقدمة من دولة جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية باتهام إسرائيل بارتكاب إبادة الجماعية بحق سكان غزة.

• المشهد السياسي الإسرائيلي ينذر باستمرار الحرب

تقول الدكتورة حنان أبو سكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، لـ" الشروق" إن الخلاف السياسي في إسرائيل ينذر بتضاؤل آمال وقف إطلاق النار المؤقت للحرب المستمرة منذ 5 أشهر، مضيفة أنه رغم اجتماع الوسطاء في القاهرة والدوحة وباريس إلا أن الوضع الحالي في إسرائيل لا يبشر باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن حركة حماس تتعامل بذكاء مع صفقة وقف إطلاق النار المؤقت مع إسرائيل بتعلية سقف مطالبها.

إلى ذلك فإن شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي اليميني، وزير الأمن الداخلي المتطرف بن غفير ووزير المالية سموتريتش، متشددين للغاية ويرفضون صفقة وقف إطلاق النار، ملوحين بالتصويت ضدها بالرفض حال التوصل لاتفاق بين الطرفين.

وتابعت أبو سكين أن الرأي العام في إسرائيل مشتعل بسبب تعارض أهداف الوزراء الإسرائيليين بين استعادة الأسرى لدى حماس ووقف إطلاق النار، حيث صرح بن غفير في وقت سابق أنه يختار القضاء على حكماء مقابل استرجاع الأسرى الإسرائيليين.

ولفتت أستاذ العلوم السياسية إلى أن شروط صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس معقدة للغاية، فلن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار وإنما وقف مؤقت، مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية بين الحين والآخر لمنع حماس من إعادة ترتيب وضعها في غزة بعد 5 شهور من الحرب، مشيرة إلى أنه بالنسبة للأسرى الاسرائليين لدى حماس فإنه لا يزال من غير المعروف الوجهة التي سيذهبون إليها بعد الإفراج عنهم قائلا: "يبقى السؤال حول إمكانية عودتهم لإسرائيل عبر شمال القطاع أو سفرهم لدولة أخرى".

• لبنان.. جبهة مشتعلة بمثابة باب حظ لنتنياهو

أشارت أبو سكين إلى تعمد نتنياهو، الصدام مع حزب الله على الحدود اللبنانية، لاستمرار وجود أزمات، حيث سيكفل له ذلك البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، مضيفة أن استمرار نتنياهو في التصعيد على الجبهة اللبنانية فرصة لن تتكرر، لانه سيستفيد من الدعم الأمريكي، بوجود البوارج الحربية وحملات الطائرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

والاستفادة الثالثة لاستعمال الجبهة مع لبنان فهي محاولة نتنياهو إرضاء شركائه فى اليمني المتطرف بزعم منه أنه يسير في طريق التخلص من حماس وحزب الله للقضاء على مسببات التوتر لإسرائيل في المنطقة.

ولا يوجد في لبنان أحزاب مسلحة بشكل كبير، سوى حزب الله الموالي لإيران، حيث لاتزال التخوفات قائمة من انتظار الرد الإيراني بعد توجيه الاحتلال ضربات قوية لطهران باغتيال عدد من كبار قادة حرسها الثوري في سوريا.

• انقسام حاد بالحكومة.. دعوة لاستقالة نتنياهو وانتخابات مبكرة

استمرت التظاهرات الرافضة لحكم نتنياهو، بخروج آلاف الإسرائيليين مجددا، مساء السبت الماضي، في شوارع مدن الداخل المحتل للمطالبة بوقف إطلاق النار، وبعودة أسرهم لدى حماس منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أمس الأحد، إن رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، عضو الكنيست أفيجدور ليبرمان، دعا في مقابلة صباح أمس مع إذاعة جيش الاحتلال، إلى استقالة نتنياهو وتوجه البلاد إلى انتخابات عامة لتشكيل حكومة جديدة.

وعزا ليبرمان موقفه إلى الخلافات العامة في الماضي بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير دون حقيبة بيني غانتس، وجميعهم أعضاء في حكومة الحرب.

قبل أسبوعين صرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في اجتماع حزبه "يش عتيد" في الكنيست، إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تستطيع إدارة الحرب ويجب تغييرها الآن.

وأفاد زعيم المعارضة الإسرائيلية بأن الحكومة تقود حملة تحريض ضد ضباط وقوات الجيش فقط، مشيرا إلى أنه ولهذه الأسباب يجب إقالة نتنياهو الذي فقد ثقة الرئيس الأمريكي الأكثر ودية في تاريخ البيت الأبيض كما فقد السيطرة على الوزراء.

وذكر أنه "نحن بحاجة للتوجه لانتخابات سريعة والعودة بحكومة أخرى، والحكومة الحالية لا يمكن أن نستمر يجب إقالتها".

• دراما بين المسئولين الحكوميين

أشار ليبرمان إلى تصريحات جالانت العلنية يوم الأربعاء الماضي، ورد نتنياهو يوم الخميس، والخلاف بين جانتس ونتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن رحلة الأول إلى الولايات المتحدة.

وقال جالانت، يوم الأربعاء الماضي في بيان لوسائل الإعلام، إنه لن يدعم حل مشكلة إعفاء الحريديم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي إلا إذا حظي الحل بدعم جميع أعضاء ائتلاف الطوارئ، بما في ذلك غانتس.

ورد نتنياهو في مؤتمر صحفي يوم الخميس بأن الاتفاق الشامل ليس له وجود، وأن غالانت كان يحاول في الواقع أن يؤدي إلى إجراء انتخابات، والتي قال رئيس الوزراء إنها ستكون "هدية لحماس وستؤدي إلى هزيمة إسرائيل في الحرب".

بعد ذلك، أبلغ جانتس نتنياهو يوم الجمعة بأنه يخطط للقيام برحلة إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسيلتقي من بين أمور أخرى، بنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.

لكن بحسب ما ورد عارض نتنياهو الرحلة على أساس أنه "هناك رئيس وزراء واحد فقط"، وأمر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، بعدم حضور اجتماعات جانتس مع المسئولين الأمريكيين.

وقال ليبرمان إن مستوى عدم الثقة والمناورة السياسية بين الوزراء يعني أن الحكومة استنفدت إمكانياتها، وأن الوقت قد حان لإجراء انتخابات، مضيفا أن ذلك لن يكون هدية لحماس، بل هدية لشعب إسرائيل.

• صدام بين نتنياهو وبايدن

وفي وقت سابق، حذر بايدن من أن "حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ستفقد الدعم الدولي".

وأكد بايدن في مقابلة على شبكة إن بي سي الأمريكية على أن: "إسرائيل حظيت بدعم ساحق من الغالبية العظمى من الدول، ولكن إذا استمرت على هذا المنوال مع هذه الحكومة المحافظة بشكل لا يصدق ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير وآخرين فسوف يخسرون الدعم من جميع أنحاء العالم، وهذا ليس في مصلحة إسرائيل".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك