أمجاد على أعتاب القدس (12).. عين جالوت: يوم سحق التتار - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 4:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمجاد على أعتاب القدس (12).. عين جالوت: يوم سحق التتار

أدهم السيد
نشر في: السبت 6 أبريل 2024 - 9:16 ص | آخر تحديث: السبت 6 أبريل 2024 - 9:16 ص
ظلت القدس لقرون طويلة درة تاج بلدان المسلمين، لتشهد ساحاتها وأكنافها المباركة، ملاحم عظيمة سطرتها أيدي الأبطال بدمائهم دفاعا عن مسرى الرسول الكريم وأولى القبلتين، ضد الغزاة الطامعين، بدءا من قتال الروم ومرورا بكسر الحملات الصليبية تباعا وصد غزوات المغول البربرية، وانتهاء بقتال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين المباركة.

وتسرد جريدة الشروق أهم ما ورد بشأن معركة عين جالوت، حين صد العسكر المصري بقيادة قطز وبيبرس، الهجوم المغولي الذي كاد أن يقضي على المسلمين للأبد.

هجوم المغول الكاسح

ويروي ابن كثير في البداية والنهاية، أنه في 656 هجرية، اجتاح المغول بغداد وقتلوا الخليفة العباسي ودمروا المدينة وقتلوا المسلمين، ثم انطلقوا للشام فقتلوا أهل حلب ودخلوا دمشق وأهانوا المساجد، ورش أعوان التتار الخمر على المسلمين وأمعنوا في إذلالهم.

انتفاض المارد من قلب القاهرة

ذكر المقريزي بكتاب السلوك لمعرفة أخبار الملوك، أن كثيرا من المسلمين نزحوا لمصر كما نزح المماليك البحرية بقيادة بيبرس البندقداري، من الشام لمصر ومعه جنود حماة بقيادة المنصور الأيوبي.

وأضاف أن المغول حين احتلوا غزة أرسلوا لقطز رسالة وقحة، ورد فيها: إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن شكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد".

رد قطز بشكل حاسم وفقا للمقريزي، إذ أعدم 4 رسل لهولاكو بأسلوب التوسيط على الملأ، وذلك بضرب الشخص بالسيف على خصره لينقسم نصفين وتتناثر أحشاءه.

وعلق قطز رؤوس الرسل التتار على باب زويلة، وكانت أول رؤوس تعلق عليه من قبل.

الطريق لعين جالوت

قسّم المظفر سيف الدين قطز، سلطان مصر، جيشه لجزئين: مقدمة تسمي الجاليش بقيادة بيبرس البندقداري، وفيها مماليكه البحرية، وسار قطز بالجيش الرئيسي، متأخرا عن بيبرس؛ وذلك لإيهام المغول بصغر حجم جيش المسلمين.

اشتبك بيبرس، بحامية المغول في غزة وهزمهم ليعودوا بالأخبار لكتبغة قائد المغول، وليؤكدوا المعلومة الخطأ بصغر حجم جيش المسلمين.

كان قطز خرج منتصف شعبان، وبلغ عكة في العشر الأواخر من رمضان بحسب ابن تغري بردي، في كتاب النجوم الزاهرة في سماء مصر والقاهرة.

جيش المغول المخترق

وذكر كتاب الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر لمحيي الدين ابن عبدالظاهر، أن صاحب حمص الأشرف ونائبه صارم الدين الحلبي، كانا يحاربان بجنودهما في ميمنة المغول، وتآمر الأشرف مع قطز في خطة بموجبها سينسحب الأشرف في ذروة القتال ليفتح ثغرة للجيش المسلم.

وبشر صارم الدين في رسالته، قطز بأن جيش المغول انخفض عدده بسبب رحيل هولاكو، وأعلمه بأن يُقوي ميسرته تحسبا لقوة ميمنة المغول.

اليوم الفاصل

سبق قطز إلى سهل عين جالوت شمالي نابلس، وهو محاط بالتلال والغابات ومنبسط من الوسط.

بدأت المعركة بحسب ابن تغري بردي يوم 25 رمضان بينما جاء بكتاب الروض الزاهر إن الجاليش تحت قيادة بيبرس افتتح الحرب فنزلت أول كتائبه بأسلوب العرض العسكري وكانوا يلبسون ثياب من الأحمر والأبيض، تبعتهم كتيبة ترتدي الأصفر وتوالت عدة كتائب.

وقال صارم الدين في ما نقله كتاب الروض الزاهر إنه عمل على تخويف كتبغة وإحباطه كلما سأله الأخير عن طبيعة كل من الكتائب.

التحم جاليش بيبرس، بالمغول وعمل على استدراجهم عميقا داخل السهل ثم عمد للانسحاب التدريجي تمهيدا للهجوم الكاسح لجيش قطز، الذي لا يعلم عنه المغول شيئا.

نزل الجيش الرئيسي لساحة المعركة وهاجموا بشدة، رد عليها المغول بشراسة فضغطوا على ميسرة المسلمين وكادوا يخترقوا القلب فألقي قطز خوذته عن رأسه، وصاح بعبارته الشهيرة "وا إسلاماه" فتشجع الجنود وكسروا ضغط المغول.

تحين الأشرف صاحب حمص، الفرصة وانسحب بجنوده عن ميمنة المغول، وكان نائب قائد الجيش، فهاجمت ميسرة المسلمين التي تضم خيرة الفرسان، لتهزم الجيش المغولي.

صعدت قوة مغولية للتلال وبدأت رشق الجيش المسلم بالسهام ولكن بيبرس لاحقهم وقضى عليهم.

وذكر ابن تغري بردي، أن كتبغة لقي مصرعه خلال المعركة على يد الأمير جمال الدين أقوش الشمسي.

معركة بيسان وساعات عصيبة

قرر قطز بحسب المقريزي، ملاحقة المغول لمنع إعادة تحشدهم فالتقى بهم في بيسان، في معركة استشرس بها المغول لدرجة كادوا يتغلبوا على المسلمين، فكرر قطز تحفيزه للمسلمين بصيحة "وا إسلاماه" 3 مرات فتشجع المسلمون وقضوا على التتار.

نزل قطز من على دابته ومرغ وجهه بالتراب، وصلى ركعتي شكر لانتصاره على المغول.

وصف قطز

وفي وصف القائد المظفر، قال الإمام الذهبي: "السلطان الشهيد.. كان فارسًا شجاعًا، سائسًا، دينًا، محببا إلى الرعية، هزم التتار وطهر الشام منهم يوم عين جالوت، ويسلم له إن شاء الله جهاده، وكان شابا أشقر، وافر اللحية، تام الشكل، وله اليد البيضاء في جهاد التتار، فعوض الله شبابه بالجنة ورضي عنه".
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك