رحيم ستيرلنج في حوار استثنائي لـ«الشروق»: كافحت الفقر والعنصرية لأصل إلى قمة المجتمع في إنجلترا - بوابة الشروق
الإثنين 8 يوليه 2024 10:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحيم ستيرلنج في حوار استثنائي لـ«الشروق»: كافحت الفقر والعنصرية لأصل إلى قمة المجتمع في إنجلترا

حوار – زيـاد الميـرغـني:
نشر في: الأربعاء 7 أغسطس 2019 - 7:12 م | آخر تحديث: الأحد 11 أغسطس 2019 - 12:14 ص

أفضل لاعب شاب في إنجلترا يتحدث عن حياته داخل وخارج الملعب:

موسم السيتي تاريخي ونتيجة عمل شاق

قدمت أفضل مواسمي على الإطلاق بالعام الماضي

نستعد لتقديم موسم مثالي والتتويج بدوري الأبطال هدفنا الأكبر

لم أتسرع في قرار الرحيل عن ليفربول إلى السيتي

عائلتي أكبر إلهام في حياتي وأتصل بأمي عندما أشعر بهبوط مستواي

سأتجه لتسجيل مسيرتي في فيلم وثائقي عقب الاعتزال لتوعية الأطفال

يجب القضاء على العنصرية جذريا بالتعليم والعقوبات معا

أفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.. مستقبل منتخب الأسود الثلاثة.. وأحد ألمع نجوم كرة القدم العالمية حاليا.. نضج وقدم أفضل مستوياته الموسم الماضي.. وساهم بأدائه ومهاراته العالية وأهدافه الغزيرة في استحواذ فريقه مانشستر سيتي على جميع البطولات المحلية في إنجلترا.. كما ساهم قبلها في شروق شمس إنجلترا من جديد في المربع الذهبي لكأس العالم بعد غياب عقود طويلة.

تمكنت "الشروق" -بعد أسابيع من المحاولات- من التواصل كتابيا مع رحيم ستيرلينج.. لتقدم لقرائها إطلالة هي الأولى من النجم المميز في وسائل الإعلام المصرية.
وجهنا له عشرات الأسئلة.. اختار الرد على بعضها.. لكنه أعطى الأولوية للجانب الشخصي من مسيرته التي بدأت بطفولة فقيرة مكتظة بالإحباطات.. والأحلام أيضا.. التي استطاع تحويلها إلى حقيقة بالمثابرة والاجتهاد وتطوير الموهبة.

ويتحدث ستيرلنج في هذا الحوار الاستثنائي عن تقييمه الشخصي لمسيرة فريقه الحالية ومستواه الفني.. ويرد على الانتقادات التي كانت توجه له في مناسبات سابقة أبرزها عندما اتخذ قراره بالرحيل عن ليفربول ليفوز أبناء الأنفيلد بعدها بدوري أبطال أوروبا.

وإلى نص الحوار....

- بداية، ما تقييمك لنجاح مانشستر سيتي الكبير وسيطرته على كل الألقاب المحلية بالموسم المنقضي؟

في الحقيقة كان موسما مذهلا للجميع، قدم المدرب واللاعبون والجميع أقصى ما لديهم، أعتقد أننا كنا الأفضل ونستحق تلك النجاحات، الفريق في تطور دائم ومستوى مرتفع نأمل في الاستمرار هكذا بالموسم الجديد، كان عملاً شاقاً بكل تأكيد.

 

- ما الذي جعل الموسم الماضي ناجحاً بالنسبة لك؟

في نهاية الموسم قبل الماضي نظرت إلى الطريقة التي لعبت بها، سألت نفسي ماذا فعلت؟ وفكرت فيما يمكن أن أفعله لكي أتحسن.. في ذلك الوقت كنت أتطلع لمشاركة زملائي في المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم، وهناك في روسيا شعرت بأنني لم أقدم كل ما عندي، لذلك أردت أن أبدأ بداية جيدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأحرز المزيد من الأهداف، لأنه في مركزي يتم تقييمي من خلال الأهداف والتمريرات الحاسمة، لذلك عندما عدت للفريق لخوض فترة الإعداد قبل بداية الموسم.

أردت فقط أن أطور نفسي كلاعب وشخص أيضا.

- هل من العدل أن نقول إن الموسم الماضي كان الأفضل في مسيرتك؟

لقد استمتعت دائمًا بتسجيل الأهداف لكن في بعض الأحيان تحدث أشياء مميزة في مسيرتك.

بالطبع أنت لست بالثقة التي كنت عليها في سن 14 أو 15 عاما، وربما تصدق الأشياء السلبية التي يقولها الناس عنك ولكن بعد ذلك تأتي لحظة تستيقظ فيها، وتتوقف عن الاستماع إلى السلبيات التي كنت أسمعها عن نفسي، من المفيد أن يكون لدينا جهاز فني رائع في مانشستر سيتي، وعندما بدأت أؤمن بنفسي مرة أخرى فكان ذلك بمثابة تحول كبير بالنسبة لي.

 

- إلى أي مدى يمكن أن يذهب مانشستر سيتي في الموسم المقبل؟

الضغط لكسب الأشياء هائل، لكن هذا هو ما أنت عليه في كرة القدم، وننجح في الضغط، لدينا شخصيات رائعة في غرفة ارتداء الملابس لدينا، وقدرة كبيرة للغاية، المستقبل يبدو جيداً بالنسبة لنا.

 

- رغم اعتراف الجميع بمستواك الكبير تظل علاقتك غير الجيدة مع وسائل الإعلام مدعاة للتساؤل.. فهل لديك تفسير لذلك؟

شرف لي أن أحظى بتقدير نقاد كرة القدم، وكنت فخورا للغاية بتلك الجائزة وفيما يتعلق بعلاقتي بالاعلام في الماضي أظن أنني أتحمل المسؤولية كاملة، فقد كانت المرة الأولى لي كلاعب كرة قدم محترف والجميع يرتكبون الأخطاء فيما يخص كيفية التعامل وسائل الإعلام، لكن مع التقدم في السن تنضج وتفهم الأمور بشكل أفضل، لكنني أعتقد الآن أن الناس يمكنهم أن يروني على ما أنا عليه في شكل أفضل بكثير.

 

- هل كنت مندفعاً في قرار انتقالك إلى السيتي وتخطط لتحقيق هدف معين؟

عندما غادرت ليفربول وانتقلت إلى مانشستر سيتي، أعتقد الكثير من الناس أنني كنت أصغر من أن أتخذ هذا القرار بنفسي.

لكن قبل أن أذهب إلى ليفربول عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، فكنت أعرف ماذا أريد وأحدد أهدافي.

وعندما بلغت 21 عاما كنت أريد التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وإذا لم أتمكن من فعل ذلك في ليفربول فإن أفضل خيار لي هو البحث عن مكان آخر لتحقيق ذلك.

وفي مسيرتك القصيرة كلاعب.. الناس يتذكرون فقط الفوز بالبطولات وتسجيل الأهداف، لذلك عندما أتيحت لي الفرصة لتقييم مسيرتي فكان الانتقال إلى مانشستر سيتي هو القرار الأفضل في ذلك الوقت.

 

- ارو لنا ظروف انتقالك إلى ليفربول من كوينز بارك رينجرز في سن مبكرة؟

في ذلك الوقت عندما كنت في المدرسة فكان السفر حول مناطق معينة في ذلك الجزء من لندن صعباً، فقط التجول كمجموعة من ثلاثة أطفال في الرابعة عشرة من العمر، فكان عليك دائما أن تكون حذرا في وقت كانت ينتشر فيه عنف العصابات، لذلك عندما أتيحت لي الفرصة الذهاب إلى ليفربول، أمسكت بهذه الفرصة بكلتا يداي وقد كانت فرصة بالنسبة لي للعزلة بالمعنى الأجمل للكلمة، والتركيز على أن أصبح لاعب كرة قدم محترف، وهو ما كنت أرغب دائماً في القيام به لذلك سأكون دائماً ممتناً لفريق ليفربول لمنحي هذه الفرصة.

 

- هل هذا هو السبب في إنشاء مشاريع مجتمعية مهمة للغاية بالنسبة لك؟

أجل بالتأكيد؛ فالآن قد حققت ما خططت له فلقد أصبحت لاعب كرة قدم محترف، وأشعر أنه يتعين علي فعل شيء لإعطاء الأمل للجيل القادم.

ولقد أهديت 500 تذكرة لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي للاطفال من مدرستي القديمة بالقرب من ملعب ويمبلي، وأعتقد بعض الناس أنها كانت حيلة صحفية، لكنها لم تكن كذلك فأتذكر أنني تلقيت تذكرة من مشروع "الموهوبين كطفل لمشاهدة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في ويمبلي في عام 2006 بين مانشستر يونايتد وتشيلسي، وكانت هذه بالنسبة لي لحظة مؤيدة للحياة، وكنت أعرف حينها أن هذا ما أردت فعله بالضبط وهو ما أعطاني حافزاً إضافياً لذا اعتقدت هذا العام أني لا بد لي من رد شيء ما، فهذا صغير للغاية لكنك لا تعرف كم يمكن أن يساعد شخصا ما في سن مبكرة وتماما كما فعلت بالنسبة لي.

 

- لماذا اتخذت مؤخرا موقفا قويا ضد العنصرية؟

الشيء الأكثر أهمية هو التعليم والتوعية في هذا الموضوع إلى جانب العقوبات القاسية، علينا أن نجعل الناس يفهمون أنه لا يمكن أن يحدث أمر كبير أو حادثة، ثم بعد ثلاثة أشهر تظهر مرة أخرى، ثم مرة أخرى بعد سنوات، علينا أن نتأكد من القضاء على العنصرية بلا رجعة، لأنه ليس من العدل أو الصحيح أن يتم الحكم على أي شخص بسبب عرقه أو لونه أو جنسه أو أي شيء آخر.

أحاول فقط استخدام صوتي والتعبير عن مشاعري وتبادل الخبرات مع لاعبين آخرين عانوا من تجربتي، أو ما هو أسوأ من ذلك.

 

- أخبرنا عن عائلتك وتأثيرها عليك؟

أمي هي أكبر مصدر إلهام في حياتي، فعندما أشعر ببعض الانخفاض في المستوى فأفكر دائماً في أمي وماذا ستفعل، فإنها سيدة قاتلت دائما من أجلنا ونجحت دائماً في أصعب الأشياء فهي مقاتلة، وهذا هو المكان الذي أحصل عليه من روحها المقاتلة تلك، لقد توفي والدي عندما كنت صغيراً، وهناك أوقاتا أجلس فيها وأفكر فيه وربما في اللحظات التي تسبق المباريات، عندما أتساءل ما الذي سيفكر فيه ويعرف أنه ينظر إلي، فأنا دائما أحبه كما أنه اعتاد أن يحب كرة القدم، وتقول أمي إنه كان لاعب كرة قدم جيد، وفي بعض الأحيان قبل المباريات المهمة ونهائيات الكؤوس، فأقول "أتمنى أن تكون هنا يا صديقي وآمل أن أتمكن من تسجيل هدف واحد لك اليوم" ، فأعتز بكل قصة تحكيها أمي عنه وأقول هذه القصص لأولادي و فتاتي الصغيرة.

- ما هي الخطوة التالية بالنسبة لك خارج كرة القدم؟

أفكر في عمل فيلم وثائقي عن حياتي المبكرة في لندن، فقط لإعطاء الأطفال نظرة ثاقبة حول ما مررت به أنا وأصدقائي وكيف نساعد بعضنا البعض.

كانت هناك أوقات صعبة عندما انتهى بي الأمر على الجانب الخطأ، لكنني كنت أعرف رغبة أمي وأعلم أنه كان عليّ أن أواصل السير على الطريق الصحيح.

أريد أن أوضح للأطفال أنهم إذا كانوا في مجموعة من الأصدقاء، فيجب عليهم أن يساعدوا بعضهم بعضاً وأن يكونوا مستقيمين وصرحاء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك