فلسطين في فن حلمي التوني: توثيق التراث وتمجيد المقاومة - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 6:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فلسطين في فن حلمي التوني: توثيق التراث وتمجيد المقاومة


نشر في: السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:04 م | آخر تحديث: السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:11 م

المبدع الكبير الراحل انتقد صمت الفنانين المصريين بعد أحداث طوفان الأقصى

احتلت القضية الفلسطينية أولوية بارزة في اهتمامات وأعمال الفنان التشكيلي المبدع الراحل حلمي التونس الذي وافته المنية اليوم السبت 7 سبتمبر 2024 عن عمر يناهز 90 عاما.

وكان آخر منشور على "فيسبوك" للفنان الراحل في منتصف يوليو الماضي عن فلسطين مصحوبا بعبارة "عيوننا إليكِ ترحل كل يوم" من قصيدة زهرة المدائن نظم وتلحين الأخوين رحباني وغناء فيروز.

اتسمت أعمال حلمي التوني عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني التاريخي بصراحة التناول، فالأرض عنده فلسطينية من النهر إلى البحر، والتاريخ فلسطيني عربي لا جدال فيه ولا منازعة.

 

 

أما المقاومة في أعمال حلمي التوني فهي حق مطلق للشعب الفلسطيني المقهور، تحيا وتستمر بالصمود والمقاومة.

وفي القلب من المشهد الفلسطيني عند حلمي التوني تتربع المرأة الفلسطينية متوجة على عرش الشرف والصمود.

فظهرت في تكويناته الثرية بنات يافا والخليل والقدس وغزة ورام الله وبيت لحم بالأزياء التقليدية المزخرفة المزركشة، يحملن البرتقال اليافاوي، أو تحيط بهن مياه نهر الأردن وأشجار الزيتون والصبار والجوز.

والمرأة الفلسطينية لدى حلمي التوني أصيلة متشبثة بالحق، تذود عن التاريخ والحاضر، مشاركة في العمل الفدائي إلى جانب الرجل.

 

 

لقد حاول حلمي التوني عبر لوحاته وعلى مدار خمسين عاما تكريس صورة ارتأى أنها "المثالية" لأرض فلسطينية حرة يعيش فيها شعب حر قادر على صنع مستقبله انطلاقا من تراثه الكبير، وذلك بعد القضاء على احتلال غاصب لا جذور له في هذه الأرض المقدسة.

واحتفى حلمي التوني بالمقاومة رمزا وتعبيرا، وأصّل لها ابتداء من مرحلة الثلاثينيات ضد الاحتلال البريطاني مرورا بنكبة عام 1948 ثم انطلاق العمل الفدائي من خارج فلسطين ومن داخلها ثم أطفال الحجارة والانتفاضات المتتالية، وحتى المشهد الحالي بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.

وبحسه الفني البديع عمد حلمي التوني إلى توثيق رموز المقاومة فنيا كما فعل مع مفردات التراث الشعبي الفلسطيني، فنجد في لوحاته علم الثورة الفلسطينية وعلامة النصر التي حولها الزعيم الراحل ياسر عرفات إلى أيقونة، ومفتاح العودة، وأغصان الزيتون وميزان العدالة، إيمانا بإنسانية وعدالة القضية فضلا عن وطنيتها وبعدها الهوياتي.

 

 

الفنان لا ينفصل عن واقعه

وفي آخر حوار له مع "الشروق" أجرته الزميلة مي فهمي في ديسمبر 2023 أي بعد طوفان الأقصى بشهرين، نجد حلمي التوني وهو يعتبر اهتمامه بالقضية الفلسطينية جزءا من "التزامه" كفنان بالشأن العام.

قال التوني: "سواء كصحفى أو فنان تشكيلى فأنا ملتزم بمعنى أنه تشغلنى قضايا الشأن العام والتى تنقسم لدى إلى قسمين وهى قسم الوطنيات والهوية ثم قسم المساواة والعدالة والتى أهتم فيه بحقوق المرأة لأننى أشعر دائما أنها مظلومة ومجنى عليها".

 

 

وعلى الرغم من مرضه الشديد في ذلك الوقت أمسك حلمي التوني بقلمه، تحت انفعال الفنان بقضايا وطنه وأمته، ورسم مجموعة من الاسكتشات التي عرضها عبر صفحته على"فيسبوك" تفاعلا مع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعب غزة.

 

 

المقاومة حق فلسطيني خالص

وعن ذلك تحدث التوني قائلا: طرأ فى 7 أكتوبر، حادث مهم جدا والذى شهده العالم بأجمعه وهو أن المقاومة الفلسطينية متمثلة فى حماس وأخواتها قاموا بعملية هجومية على إسرائيل وهذا حق خالص لهم، لأنهم محتلون منذ أكثر من 75 عاما، نتج عن هذه المقاومة، حرب انتقامية من إسرائيل لأنها ليست معتادة على خسارة عشرات الأسرى والقتلى والجرحى، وبالنسبة للغرور الإسرائيلى تعتبر هذه العملية إهانة كبرى، لذلك قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى الانتقام، لكنها ليست حربا بمعنى معركة مقابل معركة ولكنها حملة انتقامية وخلالها ظهرت علامات عن التوجه الإسرائيلى والقيم الإسرائيلية منها نظرتهم الدونية للعرب والمسلمين والفلسطينيين.

 

 

أضاف التوني: قررت وضع الرسوم على صفحتى الخاصة بموقع «فيسبوك» مرفقة بنصوص؛ لأنها دون هذه النصوص تفقد قيمتها، فأنا قدمت رسومات موازية للواقعة وليست مطابقة لها.

 

 

وانتقد التوني ما وصفه بـ"تراجع اهتمام الفنانين المصريين بالأحداث في فلسطين" قائلا: كنت أتوقع رد فعل واستجابة قوية لما يحدث، ثم اكتشفت عبر بعض الأصدقاء ومنهم الصديقة أميرة أبو المجد أن هناك عددا من شباب رسموا رسومات لما يحدث فى غزة لكن بالأسلوب الذى تعودوا عليه وهو أسلوب «والت ديزنى» شبيه بالكارتون، فلفت نظرى غياب شيوخ الفن فى مصر، ولماذا لم يفكر أحد منهم عمل شىء أو أن يدلى بدلوه واحتجاجه واعتراضه على ما يحدث، لم يرفع أحد منهم فراشة لتقديم اعتراض وكل التفسيرات والأسباب والمبررات مهما كانت ستكون قبيحة، فالفنان خاصة عندما يكون نجما وشيخا من شيوخ الفن فهو مديون للشعب ولأمته وأن يسدد الدين ويبادر لنجدة مجتمعه فالشهرة والمكانة لها مديوينة ودين فى رقبة الفنان.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك